وزير الخارجية التركي في بغداد: مستعدون لتزويد العراق بتقنيات استهلاك المياه

زيباري: تلقينا تطمينات جيدة وإيجابية بأن هناك رغبة حقيقية في معالجة الأزمة

وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري (يسار) مستقبلا نظيره التركي أحمد داود أوغلو في مطار بغداد الدولي أمس (أ.ب)
TT

فيما تتهم بغداد أنقرة بعدم الوفاء بوعودها في زيادة كميات المياه لها، اقترح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي وصل العاصمة العراقية في زيارة رسمية أمس، تقديم وسائل تقنية للعراق ليستفيد من مياهه.

وقال أوغلو في مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي هوشيار زيباري «نحن مستعدون لتزويد العراق بالتكنولوجيا للاستفادة من كيفية استهلاك المياه». وأكد أوغلو الذي يرافقه في زيارته وزير شؤون التجارة الخارجية التركي ظفر جاغليان أن «معاناة الفلاح العراقي في مجال شحة المياه، هي نفسها التي يعانيها الفلاح التركي»، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف «تعهدنا بأن نطلق أكثر من 500 متر مكعب في الثانية وتحقق ذلك.. ونؤكد أننا سوف نرفع إلى أكثر من ذلك». وتابع «نريد تفعيل عمل اللجنة الثلاثية (التركية العراقية السورية) وأن نعيد هذه الاجتماعات». وعقدت اللجنة عدة اجتماعات بين عامي 2007 و2008.

بدوره، قال زيباري «عقدنا محادثات في كافة المجالات والقضايا السياسية والتجارية وأيضا مسألة شح المياه». وأضاف «تلقينا تطمينات جيدة وإيجابية بأن هناك رغبة حقيقية في معالجة هذه الأزمة».

لكن وزير الموارد المائية عبد اللطيف جمال رشيد أكد في بيان أن تركيا لم تف بوعودها لزيادة المياه. وكان رشيد أكد الشهر الماضي أن كميات المياه الواردة بلغت 250 مترا مكعبا في الثانية فقط. وقال إن «المعلومات المتوفرة لدينا تدل على أن السنة الحالية أفضل من السنة الماضية فيما يتعلق بسقوط الأمطار والثلوج بالنسبة لحوض نهر الفرات في تركيا». وأضاف «هناك كميات خزن جيدة في السدود التركية على نهر الفرات، لكن الوعود التي أطلقها المسؤولون في تركيا بزيادة ومضاعفة كمية المياه الواصلة إلى العراق لم تتحقق حتى الآن». وتابع أن «كمية المياه التي ترد هي أقل من نصف كمية الحد الأدنى للمياه المطلوبة لنهر الفرات واستمرار هذا النقص في المياه سيهدد بشكل كبير بهلاك المزروعات الصيفية وخاصة محصول الشلب وعدم التمكن من توفير المياه للاستخدامات المختلفة الأخرى». وأكد الوزير العراقي أن تدني إيرادات المياه «ينذر بحدوث أضرار بيئية كبيرة في حوض نهر الفرات إذا لم تقم تركيا بزيادة المياه».

وتتناقض هذه التصريحات مع تأكيدات الوزير التركي أنه تم الوصول إلى 500 متر مكعب في الثانية هو الحد الذي يمكن العراق من زراعة نصف أراضيه من محصول الرز خلال الموسم الحالي.

إلى ذلك، أكد لبيد عباوي وكيل وزارة الخارجية العراقية بأن الهدف الرئيسي لزيارة الوزير التركي هو لتفعيل العلاقات بين البلدين وتنفيذ بنود الإعلان الاستراتيجي الموقع بينهما العام الماضي، مؤكدا في تصريح لـ «الشرق الأوسط» أن الخطوات العملية لهذا الإعلان ستبدأ بتشكيل لجان عليا معنية بتنفيذ هذه الاستراتيجية وتفعيلها وإدخالها حيز التنفيذ.