مسؤولون أميركيون يفكرون في تعيين خصم كرزاي في منصب «رئيس تنفيذي» بالحكومة الجديدة

أشرف غاني خريج جامعة كولومبيا ووزير المالية السابق مرشح لمكافحة البيروقراطية والفساد المتفشي

أفغانيتان شاركتا في ندوة عقدت في إحدى صالات الفنادق الكبرى بالعاصمة كابل حول مستقبل أفغانستان قبل أيام من الانتخابات الرئاسية المزمعة يوم 20 أغسطس (آب) الجاري (أ. ف. ب)
TT

كشف مسؤولون أفغان أول من أمس، عن اهتمام المسؤولين الأميركيين بوضع تصور لأفغانستان ما بعد الانتخابات؛ يتم وفقا له تعيين رئيس تنفيذي يعمل تحت قيادة الرئيس حامد كرزاي؛ في حالة فوزه في الانتخابات المقبلة، التي من المقرر إجراؤها الأسبوع المقبل.

ويركز الاقتراح الأميركي الأخير على اختيار أشرف غاني، وزير المالية السابق، الذي يتنافس مع كرزاي على الرئاسة. وأكد مساعد أشرف غاني في الحملة الانتخابية أول من أمس أن كلا من السفير كارل إكنبري، والمبعوث الإقليمي ريتشارد هولبروك قد زارا المنطقة في الفترة الماضية؛ لاستكشاف إمكانية تنفيذ ذلك الطرح، وهو ما يعد إشارة على رغبة الولايات المتحدة في أن تتألف معظم الحكومة الأفغانية من التكنوقراط. ولم يكن المسؤولون الأميركيون راضين عن قيادة كرزاي خلال السنوات الخمس الماضية؛ وسط عنف حركة طالبان المتزايد؛ والفساد المتفشي؛ والبيروقراطية غير الفعالة. وكانت فكرة تعيين رئيس تنفيذي لأفغانستان تتداول منذ عدة أشهر، وكانت التوقعات تشير إلى اختيار الأفغاني الأميركي زالماي خليل زاده، الذي كان يعمل كسفير لأميركا في أفغانستان.

وأشرف غاني؛ هو وزير المالية السابق، الحاصل على الدكتوراه من جامعة كولومبيا، الذي كان يعمل في البنك الدولي والمعروف بكونه تكنوقراط بارعا. وقد حصل على استحسان الجميع في إدارته للقضايا المتعلقة بالعملة الأفغانية والميزانية خلال فترة عمله كوزير للمالية، وذلك على الرغم من أن زملاءه كانوا يرونه أحيانا كشخص قاسٍ. ولا يفكر غاني وهو أحد المنافسين الأساسيين لكرزاي، والأخير هو المرشح الأول للفوز بالانتخابات، في الانسحاب من السباق الانتخابي المقرر إجراؤه في 20 من أغسطس (آب) الجاري؛ بل إنه كان يعمل بنشاط على حملته الانتخابية؛ كما أن لديه خططا لزيارة حوالي ست مقاطعات خلال الأيام الثمانية المقبلة.

وقد قال غاني للصحافيين خلال الإجازة الأسبوعية، وفقا لما نشرته رويترز: «لقد عرض علي ذلك أكثر من مرة. وما زال العرض على الطاولة. ولكنني لم أقبل بعد». فهو لم يستبعد حصوله على منصب في الحكومة إذا ما خسر الانتخابات.

ولم يؤكد وحيد عمر، المتحدث الرسمي، عن كرزاي إذا ما كان هناك عرض رسمي قدمه كرزاي لغاني، ولكنه قال إنه كانت هناك مفاوضات دائمة بين المرشحين، مضيفا: «يعتقد كرزاي أن انضمام شخص مثل غاني إلى الفريق سيكون فكرة سديدة، وبالتالي فسوف تكون الحكومة المقبلة أكثر قوة».

ويقول مسؤول أفغاني على إطلاع بالمفاوضات، إن غاني قد عبر عن ترحيبه بالعمل مع حكومة كرزاي، ولكنه يرغب في الحصول على صلاحيات تكفل له تحقيق برنامجه الخاص. وقال المسؤول الذي رفض الإفصاح عن هويته؛ لكي يتمكن من الحديث بحرية، إن المفاوضات حول هذا الموضوع ما زالت مستمرة.

وفي استطلاع تم نشره يوم الاثنين، تصدر كرزاي الفوز بالأصوات بنسبة 45%، بينما حصل وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله على 25%، وحصل غاني على الترتيب الرابع بنسبة 4% في الاستطلاع الذي تموله الحكومة الأميركية، والذي أجرته مؤسسة غليفوم.

وخلال الحملة، سعى كرزاي للحصول على دعم القادة العسكريين مثل منافسه القائد الطاجيكي البارز المارشال محمد فهيم، والجنرال عبد الرشيد دوستم القائد الأوزبكي، المتهم بذبح سجناء طالبان في عام 2001. وقد عبر المسؤولون الأميركيون عن تخوفهم من أن يتم توزيع المناصب الرئيسية بعد الانتخابات من دون وضع التنافسية في الاعتبار. ويرى البعض غاني كمعادل إداري معاصر لكرزاي، والمعروف بقدرته على التفاوض مع الخصوم المتنافسين.

فيقول هارون مير، مدير المركز الأفغاني للأبحاث والدراسات السياسية: «لا يفكر كرزاي في الأمور التي تتعلق بمعدلات نمو إجمالي الاستثمارات الثابتة في أفغانستان، ومعدلات البطالة وتقديم المزيد من الخدمات وتوفير الأمن. فهو صانع اتفاقيات، فطالما كان قادرا على الحصول على ولاء المتنافسين الرئيسيين على السلطة، فهو يعتقد أنه شخص ناجح للغاية».

ويأتي ذلك وسط العنف المتصاعد في أفغانستان، الذي ازدادت حدته مع اقتراب الانتخابات؛ حيث هاجم مقاتلو طالبان باستخدام البنادق الآلية والصواريخ مكتب الحاكم ومراكز الشرطة في مقاطعة لوغار، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وفقا لمسؤولين أفغان. وقد وقع الهجوم بعد ساعات من الصراع الدائر في عاصمة المقاطعة «بولي علام» على مبعدة 40 ميلا جنوب كابل.

وشن ستة مقاتلين من حركة طالبان الهجوم، الذي وقع في الظهيرة من مبنى متاخم لمجمع حكومي، حيث أطلقوا طلقات الرصاص من البنادق الآلية، كما أطلقوا القنابل. كما انفجرت سيارة مفخخة خلال القتال، وفقا لما صرحت به المتحدثة الرسمية باسم الجيش الأميركي، الكابتن إليزابيث ماثياس. وصرح دين محمد درويش المتحدث الرسمي باسم حاكم لوغار بأن شرطيين قد قتلا في الهجوم، بالإضافة إلى أربعة من حركة طالبان.

يقول عبد الله حكيم سليمان خيل، رئيس المجلس المحلي في لوغار: «لقد كان قتالا خطيرا للغاية. لقد كنا نستطيع سماع صوت طلقات البنادق الآلية المستمر، وما زال الناس خائفين للغاية».

من جهتها، شنت الشرطة الأفغانية هجوما مضادا على حركة طالبان، انتهى بتطويق المبنى واقتحامه؛ حيث وجدوه مكتظا بالمتفجرات، وفقا لتصريح للجيش الأميركي، بينما أكد درويش مقتل ثلاثة من مقاتلي طالبان داخل المبنى على أيدي رجال الشرطة.

*خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»