فتح تنقلب على حرسها القديم وسقوط قريع كان الأكثر مفاجأة

المرأة والمسيحيون والغزيون لم يحالفهم الحظ

TT

عكست النتائج النهائية لانتخابات اللجنة المركزية لحركة فتح، انقلابا على الحرس القديم في الحركة، وتنوعا كبيرا، يصل حد التناقض أحيانا. وتمثلت مفاجأة الانتخابات في خروج أحد أبرز رجال الحرس القديم في فتح، وهو أحمد قريع (أبو علاء)، مفوض التعبئة والتنظيم في الحركة، ورئيس الوزراء الأسبق. وقال مقربون منه لـ«الشرق الأوسط»، إن النتيجة كانت مثل صاعقة، خصوصا أن قريع كان يعتقد أنه سيحصد أعلى الأصوات. وبحسب المصادر فإن قريع دفع ثمنا كبيرا، لمحاولته إقصاء كل من محمد دحلان وزير الداخلية الأسبق والأسير مروان البوغوثي. وتابعت المصادر أن أبو علاء تصادم مع تيار البرغوثي وحاول تقليل فرصه وشن حربا على دحلان، ففقد معظم الدعم في الضفة وغزة. وقال ناصر القدوة وزير الخارجية السابق، ابن شقيقة عرفات وأحد الفائزين، إن النتائج كانت مفاجئة ومذهلة، ومثلت واقع فتح كما هو.

وحصد أبو ماهر غنيم، مفوض عام التعبئة والتنظيم، أعلى الأصوات وحصل على 1338 صوتا. يليه، عضو المجلس التشريعي، وأحد الذين عملوا في القطاع الغربي، في فتح، ومحافظ مدينة نابلس الأول، محمود العالول (1112 صوتا). ثم القيادي الأسير مروان البرغوثي (1063 صوتا)، وناصر القدوة (964 صوتا)، ورئيس المجلس الوطني سليم الزعنون (920 صوتا)، ومستشار الأمن القومي السابق جبريل الرجوب (908 أصوات)، ومسؤول المخابرات العامة السابق توفيق الطيراوي (903 أصوات)، فكبير المفاوضين في السلطة صائب عريقات (863 صوتا)، وعثمان أبو غربية أحد أبرز مساعدي عرفات الأمنيين (854 صوتا)، والمسؤول الأمني السابق في القطاع محمد دحلان (853 صوتا). ومحمد المدني أحد مسؤولي القطاع الغربي سابقا ومحافظ بيت لحم السابق (841 صوتا)، ومحافظ نابلس الحالي جمال محيسن (733 صوتا)، ورئيس هيئة الشؤون المدنية حسين الشيخ (726 صوتا). ورئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد (690 صوتا). وأمين سر فتح في لبنان سلطان أبو العينين (677 صوتا)، وممثل الرئيس في مصر نبيل شعث (645 صوتا)، وسفير السلطة في لبنان عباس زكي (641 صوتا)، ووزير الأشغال محمد أشتية (638 صوتا).

وتنافس أشتية بشدة مع الطيب عبد الرحيم أمين عام الرئاسة، وفاز الأول بفارق صوت واحد، وطلب عبد الرحيم إعادة فرز الصندوق الأخير للتأكد من نتيجة التصويت، لكنها بقيت على حالها.

وبلغت نسبة التصويت في الانتخابات 80 في المائة من إجمالي أصحاب حق الاقتراع، وبلغ عدد أعضاء المؤتمر العام للحركة ممن يحق لهم الاقتراع 2355 عضوا، وتنافس 65 مرشحا على 18 مقعدا في اللجنة المركزية للحركة، يضاف إليهم الرئيس عباس، بصفته قائدا عاما، ويتم تعيين أربعة آخرين، ليصل العدد إلى 23.

وحسب ما نص عليه مؤتمر فتح فإن المعينين لن يكونوا من الذين ترشحوا وخسروا، إذ صوّت المؤتمرون على بند التعيين مشروطا بأن لا يكون المعينون من المرشحين الخاسرين.

ومن المتوقع أن يلجأ الرئيس عباس وأعضاء المركزية، إلى تعيين امرأة أو اثنتين، إذ غاب العنصر النسوي عن المركزية، رغم أن 6 نسوة ترشحن، بينهن نجاة أبو بكر وسحر القواسمي. كما لم ينجح أي من قيادي غزة الموجودين في القطاع، وقد تعين المركزية أحدهم، أما الآخر فقد يتم تعينه مسيحيا، إذ فشل المسيحيون أيضا في الوصول.

ومن المفترض أن نتائج المجلس الثوري أعلنت مساء أمس، أو صباح اليوم، وسيبتّ المجلس الثوري في مسألة تعيين أعضاء المركزية حسب ما نص عليه المؤتمر.

وانتهت مشكلة تصويت غزة في وقت متأخر أول من أمس، وشارك معظم أعضاء المؤتمر من القطاع عبر الهاتف، لكن بعضهم لم يتمكن من المشاركة.