عدة دول تبحث عن سفينة «خطفت» بعد مرورها بالقنال الإنجليزي

طاقمها روسي والاتصال بها فقد منذ أسبوعين وميناء الجزائر لا يزال ينتظرها

صورة لسفينة «اركتيك سي» المفقودة التقطت لها في 29 ديسمبر 2008 (أ.ب)
TT

أعلنت روسيا أمس أنها تبحث عن سفينة شحن اختفت بعد مرورها بالقنال الإنجليزي، عندما تعرضت، في ما يبدو، لعملية خطف من قبل قراصنة، في حادث هو الأول في نوعه في المياه الأوروبية. وكانت السفينة، وطاقهما من الروس، تحمل 65000 طن من الأخشاب، ومتجهة من فنلندا في طريقها إلى الجزائر. وكانت المرة الأخيرة التي تم التواصل معها فيها قبل أسبوعين عندما عبرت القنال الإنجليزي، أحد أكثر الممرات التجارية البحرية ازدحاما في العالم.

ونقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية عن ناطق باسم الكرملين قوله إن السفن الروسية في المحيط الأطلسي وأنظمة الكشف الجوية، أطلقت عملية بحث عن السفينة المفقودة «اركتيك سي»، بعد أن فشلت في الوصول إلى مقصدها. وكان من المفترض أن تصل السفينة التي أبحرت من جاكوبستاد في فنلندا إلى ميناء بجاية (250 كلم شرق العاصمة الجزائرية) يوم 4 أغسطس (آب) الحالي.

وقال متحدث باسم ميناء بجاية، في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أمس، إن قيادة الميناء «تتابع قضية اختفاء الباخرة باهتمام»، لكنه قال إنها لا تتوافر لديها معلومات عنها، وإن الزبائن الجزائريين الذين يتعاملون معها «قلقون جدا من اختفائها ويأملون في سماع أخبار سعيدة عنها».

وسفينة «اركتيك سي» تحمل علم مالطا ومملوكة من لاتفيا، وتشغلها شركة فنلندية هي شركة «سولشار». وتعود ملكية حمولتها من الأخشاب التي تبلغ قيمتها نحو 70 ألف دولار أميركي، لشركة فنلدية أخرى، هي شركة «ستورا انسو» وجاء في بيان من الكرملين أن الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف أعطى توجيهات لوزير الدفاع أناتولي سيردويكوف لأخذ «كل الخطوات اللازمة لتحديد موقع السفينة ومراقبتها، وإذا اضطر الأمر، تحريرها».

ويسود اعتقاد بأنه جرى خطف السفينة قبالة السواحل السويدية بعد وقت قليل من انطلاقها في رحلتها. وقالت الشرطة السويدية إنها تحقق في الحادث، إلا أنها أشارت إلى أن السفينة اختفت بعد أن عبرت القناة الإنجليزي.

وقال مارك كلارك من وكالة البحرية البريطانية وخفر السواحل، إن 14 روسيا كانوا من ضمن طاقم السفينة، وإنهم أجروا اتصالا في 28 يوليو (تموز) الماضي، ولم يبلغوا عن شيء غريب في هذا الاتصال. وقال إن الشرطة الدولية (الإنتربول) طلبت من الوكالة في 3 أغسطس (آب) أن تبحث عن السفينة لأنها تعرضت على ما يبدو إلى حادث اختطاف قبالة السواحل السويدية في 24 يوليو (تموز).

وفي السويد، قالت قائدة استخبارات الشرطة والتحقيقات ماريا لونيغارد، إن رجال الشرطة كانوا على اتصال هاتفي بالسفينة الروسية في 31 يوليو (تموز). وأضافت أنهم تحدثوا إلى رجل يعتقدون أنه القبطان، وأخبرهم بأن السفينة قبالة السواحل الفرنسية. وقالت لتلفزيون الـ«سي إن إن»، إنه استنادا إلى تصريحات من طاقم السفينة، في حوالي الساعة الثالثة صباحا، صعد إلى متن السفينة رجال ظنوا أنهم من فريق مكافحة الاتجار بالمخدرات السويدي. وقالوا إنه جرت إعاقتهم نحو 12 ساعة، وإن الكثير منهم كان يعاني من إصابات. وأضافت لونيغادر أنه خلال الاختطاف المفترض، كانت رادارات السفينة وروابط الأقمار الصناعية، خارج الخدمة لمدة ساعتين، وهي الفترة التي شهدت السفينة خلالها «مناورات شديدة».

وقالت وزارة الدفاع على موقعها الإلكتروني إن سفينة «لاندي» التابعة لأسطول البحر الأسود، كانت ترأس عمليات التفتيش، ومرت أمس في مضيق جبل طارق في طريقها إلى المحيط الأطلسي.

وفي الوقت الذي تنشط فيه عمليات القرصنة قبالة سواحل شرق أفريقيا، فإن هكذا حوادث لا تحدث في المياه الأوروبية، بحسب خبراء في البحرية البريطانية. وقال جيريمي هاريسون من غرفة الشحن البريطانية: «الاعتداءات على السفن أمر نادر الحدوث، وفي الواقع لا يحدث». ويمر يوميا نحو 400 سفينة في مضيق دوفر، المجال الأضيق في القنال الإنجليزي. ويتعين على السفن كلها أن تسجل دخولها إما مع خفر السواحل البريطانيين أو الفرنسيين.