تايوان: العثور على 700 ناجٍ حاصرهم الإعصار في قراهم

السلطات تُعلن مقتل أكثر من 100 وفقدان 61 شخصاً.. وتوقعات بمقتل 100 آخرين طُمروا تحت الردم

أحد عمال الإنقاذ يتسلّق حبلاً للعبور فوق نهر إلى قرية لويدجي التي حاصرها الإعصار في تايوان (أ.ب)
TT

عثر أمس في تايوان على 700 شخص أحياء، كانوا قد حوصروا في قراهم بعدما عزلهم إعصار موراكوت (زمرد بالتايلاندية)، الذي يضرب آسيا. وبدأت فرق الإنقاذ التايوانية تساعدها مجموعة من الطوافات أمس، عمليات لإجلاء مئات الأشخاص، الذين عزلوا في القرى التي جرفتها سيول الوحول، فيما وصلت محصلة القتلى بسبب الإعصار موراكوت إلى 67 شخصا.

ويعتبر هذا الإعصار الأكثر تدميرا منذ خمسين عاما في تايوان، ففي أغسطس (آب) 1959 أدى إعصار إلى مقتل 667 شخصا وفقدان ألف على الجزيرة. وأعلنت أجهزة الإنقاذ في تايوان أن الإعصار موراكوت أدى إلى فيضانات وانزلاقات في الأرض، ما تسبب في مقتل ما لا يقل عن 103 أشخاص وفقدان 61. وارتفعت الحصيلة مع العثور على 32 جثة دفنت تحت الوحول في منطقة جبلية نائية في لويكواي في مقاطعة كاوسيونغ جنوب الجزيرة، وفق ما أوضحت المصادر عينها. وتشمل هذه المحصلة القبطانين والتقني الذين قتلوا في تحطم طوافتهم أول من أمس أثناء مهمة إنقاذ، لكنها لا تشمل حوالي مائة شخص تعتقد فرق الإنقاذ أنهم غرقوا في سيل جارف من الوحول في قرية سياولين الجنوبية.

وقال الجنرال ريتشارد هو، وهو مسؤول عسكري: «عثرنا على 700 شخص لا يزالون على قيد الحياة في ثلاث قرى مساء الثلاثاء، و26 آخرين صباح اليوم (أمس)». ويشارك في هذه العمليات أكثر من 17 ألف جندي. وأوقفت العمليات بعد الظهر بسبب غزارة الأمطار بعد إنقاذ 173 شخصا. إلا أن هو لم يتمكن من تحديد عدد الأشخاص، الذين يحتمل أن يكونوا غرقوا في السيول التي جرفت سياولين وقريتين مجاورتين. وقدرت وسائل الإعلام أن يكون عدد القتلى في سياولين وحدها 600، إلا أن السلطات لم تؤكد هذه الأرقام بعد. وقال هانغ شين باو (56 سنة) احد سكان سياولين: «رأيت الجبل ينهار في ثوان، كأنه انفجار ويغطي الجزء الأكبر من القرية. اعتقد أن 600 أو 700 شخص دفنوا تحته، يصعب أن يكون أحد قد نجا». في الواقع ارشد كلبان هذا الرجل وأربعين غيره إلى منطقة مرتفعة وآمنة. وقال الرجل: «الكلبان أنقذانا».

وقالت لي سيو يينغ، سيدة تقيم في شانمين، البلدة التي جرفتها السيول، لوكالة الصحافة الفرنسية: «موجة من الوحول جرفت منزلنا وقتلت أمي بالحجارة، التي سقطت على رأسها، فهربنا إلى الجبل».

وموراكوت، الإعصار الأسوأ منذ 50 سنة، ضرب تايوان قبل أن ينتقل إلى الصين. وقد تسبب في أضرار فادحة وغمر قرى ودمرها عن بكرة أبيها. ونظرا لقطع الطرقات وانهيار الجسور بات الوصول إلى مناطق عدة مستحيلا. وتقدر الأضرار الناتجة عن الإعصار في تايوان بـ2،7 مليار دولار تايواني (225 مليون دولار أميركي). وقد قطعت الكهرباء عن 30 ألف منزل تقريبا والماء عن حوالي 750 ألفا، وفقا للسلطات. ووصلت مساعدات عدة من منظمات خيرية ومؤسسات وأفراد من أجل مساندة المنكوبين.

وتبرع الرئيس الأسبق شن شوي بيان، الذي اتهم بالفساد وسجن، بمبلغ مليون دولار تايواني. وستنظم فعالية تجمع نجوما من تايوان وهونغ كونغ من اجل جمع التبرعات أيضا. من جهة أخرى، قتل ثمانية أشخاص في الصين بسبب انزلاق الأتربة والفيضانات الناتجة عن الإعصار. كما قتل 15 شخصا في اليابان، حيث يتخوف المسؤولون من تصدع الأراضي بسبب الزلزال القوي، علما بأن هذه الأراضي كانت رطبة أصلا، بسبب إعصار ايتاو. واعتبر حوالي 17 شخصا في عداد المفقودين غرب اليابان أمس، بعد يومين من مرور الإعصار ايتاو، الذي تسبب في مقتل 15 شخصا، فيما ارتفعت حصيلة زلزال أول من أمس إلى قتيل و122 جريحا.

وكانت ثلاثة زوارق لخفر السواحل ونحو 400 شرطي وجندي يشاركون في عمليات البحث عن مفقودين في نهر فاض في مدينة سايوشو (وسط غرب)، وهي المنطقة الأكثر تضررا من الإعصار.