مقديشو: الإعلان عن تشكيل شرطة خفر سواحل صومالية.. لمحاربة القرصنة

تم تجهيزها بالقوارب والسفن السريعة وستكون نواة لقوة بحرية.. الصومال على أبواب كارثة إنسانية

TT

أعلنت الحكومة الصومالية عن تشكيل نواة لقوات خفر السواحل الصومالية، التي ستوكل إليها مهمة محاربة أنشطة القرصنة في المياه الصومالية. وأنهى 500 من عناصر تلك القوة تدريبات عسكرية مكثفة دامت عدة أشهر، وباتت جاهزة لتولي مهامها. وقال الأدميرال فارح قاري، القائد الجديد للقوات البحرية الصومالية، «إن هذه القوات أكملت التدريبات العسكرية اللازمة، وستبدأ مهامها علي وجه السرعة، معبرا عن أمله في أن تلعب دورا مهما في مكافحة القراصنة الصوماليين، الذين أصبحوا مبعث قلق دولي وإقليمي في السنوات الأخيرة». وذكر أنه تم تجهيز هذه القوات بالمعدات اللازمة قدر الإمكان من القوارب والسفن السريعة وغيرها، وهناك وعود من قبل عدة شركات دولية تعمل في مجال أمن البحار بتقديم مزيد من المعدات لرفع كفاءة القوة بالإضافة إلى تدريبها.

وقامت القوات الجديدة في استعراض عسكري أمس بالقرب من ميناء العاصمة مقديشو، بمناسبة إنهاء التدريبات العسكرية لقوات المارينز الجديدة، وفي خطاب ألقاه الأدميرال فارح قاري، قال إن القراصنة الصوماليين ميليشيات غير نظامية لا تتجاوز أعمارهم الـ25 سنة، لا يملكون خبرة في العمليات البحرية، كما أنهم لا يتمتعون بتسليح عال، وإنما يخطفون السفن ببنادق صغيرة من كلاشينكوف 47 ويمكن التغلب عليهم بسهولة»، وأضاف أن القوات البحرية الجديدة مدربة لخوض حرب ضد مجموعات القراصنة في البر والمناطق التي ينطلقون منها. وكانت الحكومة الصومالية قد أعلنت أكثر من مرة أن العمليات التي تنفذها القوات متعددة الجنسيات في البحر غير كافية، وأن هناك حاجة ماسة الي إعادة بناء القوات البحرية الصومالية بمساعدة دولية. من جهة أخري حذرت عدة وكالات دولية من بينها وحدة الأمن الغذائي، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وكذلك شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعات التابعة للأمم المتحدة من تدهور الأمن الغذائي في الصومال خلال الستة أشهر المقبلة، مما يعني أن عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية في الصومال سيظل مرتفعا خلال الفترة القادمة. وأفادت تقارير لهذه المنظمات حول أفق الأمن الغذائي في الصومال بأن وضع الأمن الغذائي في الصومال بشكل عام سيتدهور خلال الستة أشهر القادمة في ظل وجود أكثر من 3.2 مليون شخص صومالي بحاجة للمساعدات الإنسانية الطارئة والمساعدة على تأمين سبل العيش.

وتأتي هذه التحذيرات في الوقت الذي تعاني معظم الأقاليم في الصومال من موجات الجفاف الطويلة، التي تسببت في نفوق آلاف المواشي لدي الرحل وسكان القرى الريفية الذين يواجهون خطر المجاعة. وطبقا لوحدة الأمن الغذائي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) بدأت أزمة غذائية ومعيشية حادة تظهر في أجزاء كثيرة من شمال ووسط وغرب الصومال، نتيجة لعدم هطول الأمطار خلال المواسم الماضية، وبسبب الجفاف الذي ضرب المناطق الرعوية في بعض الأقاليم الغربية والشمالية الغربية، فإن جثث الأبقار الميتة متناثرة في المناطق الريفية.

وأوضحت المنظمات الدولية أنه من المتوقع أيضا أن تتدهور حالة انعدام الأمن الغذائي السائدة في العاصمة مقديشو وأقليمي «شبيلي الوسطي» و«شبيلي السفلي» (جنوب) و«هيران ومدغ»، و«جلجدود» (وسط)، و«باكول» و«جيدو» (جنوب غرب) في الأشهر القادمة، وذلك بسبب التأثيرات الناجمة عن استمرار الصراع ونزوح المدنيين وشح الأمطار وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، وتفاقم الجفاف في هذه المناطق. وأشارت تقارير منظمات الأمم المتحدة أن النزاع المسلح المتواصل في العاصمة مقديشو وأجزاء من الأقاليم الوسطى سيساهم في انعدام الأمن الغذائي في مخيمات النازحين وفي صفوف المجتمعات الحضرية الفقيرة، كما سيؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية.

وتفيد روايات السكان القرويين والريفيين أن الرعاة يعيشون في وضع صعب للغاية، وأن الكثير منهم فقدوا ما يقرب من 70 في المائة من ماشيتهم بسبب الجفاف. وكان الرعاة يبيعون ماشيتهم لشراء الطعام والاحتياجات الأخرى، ولكن في الوقت الحالي لا يحصلون علي شيء بسبب أن ماشيتهم نفقت جميعها، بسبب الهزال الشديد.

من جهتها قالت «إليزابيث بيرس» مسؤولة مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الصومال، إن الأزمة الإنسانية في الصومال بلغت مرحلة حرجة، وأن الوضع في الصومال أصبح مقلقا جدا، وذكرت بيرس، أن تشريد المزيد من المدنيين بسبب العنف والقتال المستمر في العاصمة مقديشو وفي بعض الأقاليم الأخرى، وموجات الجفاف التي ضربت البلاد منذ أربع سنوات بسبب تأخر مواسم هطول الأمطار أدت إلي تدهور الوضع الإنساني في الصومال، وأضافت «إن ثلاثة ملايين صومالي يعيشون على المساعدات، وأن نحو 1.3 مليون صومالي أجبروا على ترك منازلهم بسبب القتال الدائر في البلاد»، ووجهت نداءا إلى الجهات المانحة لجمع مزيد من الدعم المالي، من أجل مساعدة أكثر، تقدم لثلاثة ملايين صومالي يعتمدون على المساعدات.

وكان وزير الشؤون الإنسانية للحكومة الصومالية «محمود عبدي جارويني» قد كشف مؤخرا أن الأوضاع الإنسانية داخل مخيمات النازحين في ضواحي العاصمة مقديشو متدهورة للغاية. وذكر الوزير أن أكثر من 300 ألف شخص نزحوا من العنف في العاصمة خلال الشهور السبعة الماضية يعيشون في ظروف إنسانية صعبة.