واشنطن: الوفد الأميركي في سورية ركز على العلاقات الثنائية

ردا على استياء الحكومة العراقية من مناقشة أوضاع العراق في غيابها

TT

سعت الإدارة الأميركية إلى التأكيد على أن زيارة وفد من القيادة المركزية الأميركية إلى دمشق أول من أمس جاء في سياق العلاقات الثنائية ولم يكن خاصا بالعراق، ردا على تساؤلات حول أسباب عدم إشراك العراق في المشاورات حول أمنه.

وردا على سؤال حول عدم ارتياح الحكومة العراقية لإجراء مشاورات سورية ـ أميركية تشمل الحديث عن أمن العراق من دون تمثيل عراقي، قال الناطق باسم الخارجية بي جي كرولي: «أعتقد أن هناك اختلافا في المصطلحات فقط، لدينا وفد من القيادة المركزية في دمشق بقيادة الميجور جنرال مايكل مولير، وبالطبع المنسق الإقليمي فريد هوف جزء من هذا الوفد». وأضاف: «إنهم يتحدثون مع السوريين ضمن محادثاتنا المتواصلة، ولديها أهمية ثنائية وإقليمية». وامتنعت الخارجية الأميركية عن الخوض في رد على تصريحات الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، الذي عبر عن استهجان الحكومة لعدم شمولها بالحوار، مكتفية بالقول إن النقاش يركز على العلاقات السورية ـ الأميركية.

ومع ذلك فإن العراق كان جزءا من المحادثات التي أجراها الوفد، فتأمين الحدود العراقية ـ السورية أمر جوهري في جهود استقرار العراق، وكانت من القضايا التي طرحتها الولايات المتحدة مع سورية سابقا لوقف المقاتلين الأجانب من دخول العراق، لكن واشنطن شددت على أن محادثاتها مع سورية هي حول الحدود من الجانب السوري وليس العراقي، في محاولة للإشارة إلى عدم التدخل في الشأن العراقي من دون مشاركة مسؤولين عراقيين في المحادثات. وقال كرولي: «من الواضح أن من القضايا التي نبقى نتحدث عنها مع سورية هي جهودها لرعاية قضايا الحدود من الجانب السوري. لدينا قلق منذ سنوات عدة حول اختراق من خلال سورية إلى العراق». وأضاف: «من الواضح أنه في الماضي كان لذلك تأثير على استقرار العراق. ونريد أن نتأكد، مثلما قلنا، أن جزءا من استراتيجيتنا لدعم العراق هو أننا نتأكد من تعاون إقليمي أكبر كي نعمل كل ما في وسعنا لدعم الحكومة العراقية».

وبينما ترأس الميجور جنرال مولر الوفد، شارك مسؤولون مدنيون في الوفد الذي امتنعت السلطات الأميركية عن تحديد عددهم وأسمائهم. إلا أنها أكدت مشاركة هوف الذي يعتبر عضوا أساسيا في فريق المبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط. وقال كرولي إنه «مع وجود السيد هوف هناك سيكون لديه محادثات أيضا على قضايا أخرى ذات أهمية للعلاقات الثنائية، بما فيها السلام الشامل في الشرق الأوسط».

ومن جهتها، امتنعت وزارة الدفاع الأميركية عن الخوض في تفاصيل الزيارة، وقال ناطق باسمها لـ«الشرق الأوسط» إن المحادثات شملت «أمن الحدود بالإضافة إلى مجالات محتملة للتعاون في مكافحة الإرهاب»، لكنه شدد على أن هذه المحادثات «جزء من المحادثات التي بدأت في يونيو (حزيران) الماضي من أجل تطوير العلاقات الثنائية من خلال التعاون».

وقالت ناطقة باسم الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة الوفد الأميركية «تمثل خطوة مهمة أخرى في التزام الرئيس (باراك أوباما) بتواصل مبدئي ومستدام مع سورية»، مضيفة أن «الولايات المتحدة وسورية لديهما مصلحة قوية في البحث عن منطقة ممكنة من التعاون حول الأمن الإقليمي، وهذا الاجتماع يمثل خطوة صلبة إلى الأمام». وامتنعت الناطقة عن الخوض في تفاصيل المحادثات وإلى أي مدى كان العراق محور النقاش، مكتفية بالقول: «الحوار كان بناء وإيجابيا، ولكن لا يمكن لنا الخوض في تفاصيل حوارنا الدبلوماسي».