أبو علاء يطعن في نتائج انتخابات المركزية.. وأبو مازن يستبعد الانشقاقات

اقتراحات بتعيين غنيم نائبا للقائد العام.. والمدني أو أبو غريبة للتعبئة والتنظيم

ابو مازن محاطا بأعضاء مركزية فتح المنتخبين ورجال الامن، في طريقهم الى قبر عرفات لقراءة الفاتحة امس (إ. ب. أ)
TT

وجه القيادي البارز في فتح، وعضو لجنتها المركزية السابق، ومفوض التعبئة التنظيم، أحمد قريع (أبو علاء)، رسالة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، ورئيس مؤتمر فتح ورئيس لجنة الانتخابات، طعن فيها في مجمل العملية الانتخابية التي أفرزت قيادة فتح الجديدة. وقال أبو علاء في الرسالة التي اطلعت «الشرق الأوسط»، على مضمونها، «أطعن في العملية الانتخابية وترتيبها وإجراءاتها، والتدخلات التي حدثت فيها، وأطعن في عملية الفرز وأطالب بإعادة العملية بكاملها». وقالت مصادر مقربة جدا منه، إن أبو علاء لم يتلق أي رد على طعنه، بل على العكس تم اعتماد نتائج الانتخابات من دون أن يردوا حتى على كتابه، ويخبروه سلبا أو إيجابا.

ومن المقرر أن يعقد أبو علاء مؤتمرا صحافيا، خلال يومين، يعلن فيه موقفه من عدة قضايا، تتعلق بالمؤتمر وانتخاباته والمركزية الجديدة وحركة فتح.

ويتهم أبو علاء ومقربوه، صائب عريقات مسؤول ملف الطعون، بعرقلة إعادة فرز الصناديق. وبحسب المصادر، فإن عريقات، «بعدما كلفه الرئيس بمتابعة الطعون، رفض إعادة فرز الصناديق رغم أن إعادة فرز صندوق واحد، أثبت أن هناك خللا كبيرا».

وقالت المصادر، إن نسبة الخطأ تطول عشرات الأصوات،، وتم إلغاء 130 ورقة لا يزال حولها خلاف كبير، وهذه الأوراق من شأنها أن تقلب الموازين. وأضافت «هذا ناهيك عن أن التصويت الذي جرى من غزة لم يكن يخضع لأي رقابة».

ويشن مقربو أبو علاء هجوما لاذعا على كل من عريقات ومحمد دحلان وحسين الشيخ (فازوا بانتخابات المركزية)، متسائلين عن «كيفية نجاح هؤلاء بدون لعب». يذكر أن أبو علاء على خلاف كبير مع عريقات ودحلان، وأن هذه الخلافات قد ظهرت بقوة أثناء المؤتمر وقبله. وعلمت «الشرق الأوسط»، أن أبو مازن وأبو ماهر غنيم (ابو ماهر) الرجل الثاني في فتح اتصلا مباشرة بأبو علاء بعد ظهور النتائج، وأن أبو علاء أخبرهما بأنه يطعن بهذه النتيجة. وكشفت مصادر في فتح، لـ «الشرق الأوسط»، أن حجم الطعون التي قدمت في الانتخابات كبير. وقالت المصادر، إن عدة مذكرات أرسلت للرئيس تطعن في العملية الانتخابية، ووقع عليها قياديون بارزون في الحركة في غزة والضفة.

وبالأمس خفف أبو مازن من مخاوف تعرض فتح لانشقاق، وقال في مؤتمر صحافي في رام الله أعلن فيه اختتام مؤتمر الحركة السادس، «لا يمكن أن تشهد فتح انشقاقا»، معتبرا أن المؤتمر الذي انعقد في بيت لحم شكل انطلاقة حقيقية للحركة بعد غياب 20 عاما.

وفي رده على سؤال حول إمكانية أن تشهد حركة فتح انشقاقا في ظل اعتراضات لأبو علاء على نتائج الانتخابات، قال أبو مازن: «فتح لا يمكن أن تشهد انشقاقا، أبو علاء بالذات لن يفكر بذلك، من حقه أن يبدي ملاحظاته ويقول ما يريد، وعلينا أن نسمع ونتجاوب مع أبو علاء وغيره».

وألمح أبو مازن إلى أن القيادات التي لم يحالفها الفوز ستحظى بدور مهم، وقال «هناك أطر حركية ستكون موجودة ليجد كل أخ مهما كانت كفاءته دوره وموقعه السابقين».

وقالت مصادر فتح، إن «أبو علاء هو الذي منع انشقاق فتح، وليس غنيم والزعنون كما قال الرئيس في المؤتمر، وهو الذي ذهب نحو حل وسط عندما اشتد الخلاف حول مكان عقد المؤتمر، وهو الذي قرر عقد المؤتمر في الداخل، وهو الذي أشرف على انتخابات الأقاليم، وأشرف على إعداد المؤتمر، فكيف ينشق الآن؟». وتابعت المصادر، «خروج أبو علاء من المركزية ليس النهاية، وهو لن يعتزل الحياة السياسية».

وسيترك أبو علاء مكتب التعبئة والتنظيم، وقد يخلفه فيه أبو ماهر أو محمد المدني أو عثمان أبو غريبة. إلا أن مصادر في فتح قالت أن غنيم قد يتسلم منصب نائب القائد العام. وأكد أبو مازن في كلمته أن اللجنة المركزية انتخبت من أجل تعزيز فتح والنهوض بها، «لذلك قلت إنها انطلاقة جديدة»، مشددا على أن «اللجنة ستصب جهدها على العمل الداخلي الفتحاوي أينما وجد أبناء فتح في الوطن وخارجه».

وأمام قبر الرئيس الراحل ياسر عرفات، قال أبو مازن «إننا جاهزون للحوار، عندما تدعو الشقيقة الكبرى مصر لذلك، لأن الوحدة الوطنية أكبر من كل الغصات». وأضاف أبو مازن، خلال قراءته وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح المنتخبين، الفاتحة على روح عرفات، «نحن مؤمنون بالحوار ولن يتوقف الحوار، رغم كل الغصات التي أصابتنا».