باكستان: مقتل 10 من مقاتلي طالبان في غارات جوية

أميركا ترى مؤشرات على التخبط داخل طالبان الباكستانية

TT

ذكر مسؤولون أن قوات الأمن الباكستانية قصفت مخابئ مقاتلي حركة طالبان بالإقليم القبلي المضطرب المتاخم للحدود مع أفغانستان أمس ما أسفر عن مقتل عشرة منهم على الأقل.

ودكت المروحيات العسكرية العديد من المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو طالبان بمنطقتي كورام وأوراكزاي اللتين تتسمان بهدوء نسبي مقارنة بالمناطق القبلية الخمس الأخرى. وقال مسؤول استخباراتي طلب عدم الكشف عن هويته: «العديد من المنازل التي يستخدمها المسلحون دمرت في الغارات الجوية التي قتلت عشرة مسلحين على الأقل وأصابت 12 آخرين». وأكد مسؤولون حكوميون في الإقليم الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي، وقوع الهجمات، لكنهم قالوا إنه لم تتوفر على الفور التفاصيل المتعلقة بالخسائر البشرية وحجم الأضرار . وقال المسؤول الاستخباراتي، إن بعض أهداف الغارات لها صلة بزعيم حركة طالبان باكستان، بيعة الله محسود، الذي يعتقد بأنه قتل في هجوم صاروخي أميركي بإقليم جنوب وزيرستان، الذي يوصف بأنه معقل مقاتلي «القاعدة» وطالبان. وتؤكد إسلام آباد وواشنطن بشكل شبه حاسم، أن محسود قتل في الهجوم إلى جانب زوجته، لكن أنصاره ينفون ذلك. وتتواتر تقارير متضاربة بشأن وجود صراع على السلطة بين قادة المسلحين بعد مقتل أمير الحرب المحتملة. وفي واشنطن قال المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان أمس، إنه توجد مؤشرات على التخبط والفوضى داخل طالبان في باكستان بعد موت زعيم الحركة فيما يبدو في هجوم صاروخي.

وتقول واشنطن إن هناك تأكيدا بنسبة 90 في المائة بأن زعيم طالبان، بيت الله محسود، قتل في ضربة شنتها طائرة من دون طيار تابعة لوكالة المخابرات المركزية «سي.آي.إيه» في وقت سابق من الشهر الحالي في إقليم وزيرستان الجنوبية. وشكك مساعدو محسود في هذا الزعم وقالوا إنه على قيد الحياة. وقال المبعوث الأميركي، ريتشارد هولبروك، مستشهدا بتقارير أشارت إلى حدوث تخبط بين أهله ومناورات فصائل أخرى، إن نهاية بيت الله محسود، كما نعلم جميعا، هي مسألة كبيرة للغاية. وقال هولبروك في ندوة نظمها مركز التقدم الأميركي - وهو معهد أبحاث في واشنطن- عن طالبان وحلفائها في باكستان :«الجميع يتخبطون، هذه أنباء طيبة جدا لنا جميعا». وقال عن هذه الجماعات سيكون هناك بعض التعديل الرئيسي في الطريق. ونحن لا نعرف ما هو. وقال مسؤول أميركي في مجال مكافحة الإرهاب، طالبا ألا ينشر اسمه، إنه لم يتضح بعد كم سيستمر الصراع داخل طالبان. ومحسود زعيم حركة طالبان الباكستانية وهو تحالف من نحو 13 جماعة متشددة ويوجه إليه اللوم في موجة تفجيرات قنابل وهجمات انتحارية في أنحاء باكستان من بينها الهجوم الذي قتلت فيه رئيسة الوزراء الباكستانية بي نظير بوتو في ديسمبر (كانون الأول) عام 2007. وقال مسؤول مكافحة الإرهاب إنه لم يتضح هل ستتوحد طالبان تحت شعار واحد مرة أخرى. وأضاف المسؤول قوله محسود كان عامل توحيد. والآن فإننا نشهد شيئا من التفكك.. وعلينا الانتظار لنرى ما سيسفر عنه. وقال مسؤول مكافحة الإرهاب إن المتشددين قد يردون على مقتل محسود بشن هجمات ثأرية. وأضاف بقوله إنه في وجود زعيمهم أو غيابه فإن هذه الفئات ما زال يمكنها شن هجمات.