«بنات العراق».. تشكيل أمني جديد يتصدى للانتحاريات في ديالى

مسؤولتهن لـ«الشرق الأوسط»: بدأنا بـ 80 امرأة نصفهن من الأرامل

شرطية تشرح لمتطوعة في تنظيم «بنات العراق» في ديالى طريقة التفتيش (أ.ب)
TT

ظهر في مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى، تشكيل أمني جديد أخيرا يطلق عليه «بنات العراق». وتتلخص مهمة هذا التشكيل الاستخباراتي في كشف العناصر النسوية الانتحارية والمسلحة. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس قالت عضوات في هذا التنظيم إن رغبتهن بالانتقام ممن قتل أبناءهن وأزواجهن وإخوتهن كانت وراء اندفاعهن للعمل في المجال الأمني. وكانت الفكرة في بادئ الأمر تخليص مجتمع ديالى وبغداد من ظاهرة الانتحاريات، فكل يوم كانت هناك امرأة تفجر نفسها إما وسط سوق في ديالى أو داخل سيارة نقل ركاب في بغداد وما زاد من حدة العمليات هو العادات العراقية التي تمنع قيام رجل وإن كان يمثل القانون بتفتيش امرأة في الشارع، وهنا برزت فكرة الاستعانة ببنات العراق أو الشرطيات أو المفتشات، وتحديدا في ديالى التي كان نصيبها من الانتحاريات هو الأعلى بين محافظات العراق. وتقول ساهرة عبد محمد، 33 عاما، من ساكني قضاء بهرز «قبل أكثر من عامين تعرض بيتنا لهجوم من قبل تنظيم القاعدة وتم إخراج الجميع من المنزل بمن فيهم زوجي ليتم قطع رأسه أمامي وأمام بناته الأربع، وتم تفجير بيتنا.. لذا قررت الانضمام لبنات العراق، والمساهمة في إيقاع القصاص بمن قتل زوجي وقتل العراقيين». أما وجدان عادل مسؤولة تشكيلات «بنات العراق» في ديالى فتقول إن نواة هذا التشكيل «بدأت تقريبا بـ 80 امرأة نصفهن من الأرامل، وتحديدا ممن فقدن أزواجهن خلال الأحداث الدامية التي شهدتها بعقوبة عامي 2006 و2007، وكذلك كن محتاجات جدا للعمل لأجل تأمين لقمة العيش، وكان الراتب حينها 250 دولارا». وتضيف أن التشكيل الأول كان في محافظة الأنبار وكان مرتبطا بالأميركيين الذين أسسوا الصحوات (أبناء العراق) مؤكدة أن «تجربة ديالى أفضل من الأنبار لأسباب من أهمها أننا تمكنا من إنهاء ظاهرة الانتحاريات».

وبينت وجدان أن فكرة تشكيل «بنات العراق» في ديالى لم تقترحها الجهات الأمنية «بل مجموعة من النساء هن من طلبن ذلك من الأجهزة الأمنية وخاصة بعد عملية (بشائر الخير) في ديالى وانتهاء التنظيمات الإرهابية التي لجأت إلى أساليب جديدة في تنفيذ عملياتها عبر استخدام النساء.. وفعلا نجح المشروع بشكل أفضل مما كنا نتوقعه، وأدخلت النساء في دورة تدريبية استمرت 10 أيام بعدها وزعن على كرفانات موزعة في الشوارع وقرب الأسواق والشوارع المزدحمة وارتباطنا هو بوزارة الداخلية». وأضافت «إنني أستلم حاليا طلبات من الكثير من النساء للانضمام وقسم كثير من النساء يأتين مع إخوانهن وأزواجهن وآبائهن للتقديم». وكشفت وجدان أنه بعد تطور عمل «بنات العراق» في ديالى تم استحداث خلايا استخباراتية لجمع المعلومات عن الانتحاريات والمسلحات، وتتألف الخلايا الاستخباراتية من 15 منتسبة يعملن متنكرات داخل الأسواق المحلية والمناطق السكنية «وفعلا تمكنا من تزويد القيادات الأمنية بمعلومات مفيدة تخص وجود فصائل مسلحة نسوية في أحياء معسكر سعد والأمين داخل قضاء بعقوبة، كما ضبطنا خلية نسوية مؤلفة من امرأتين تعملان كمخبرتين لصالح تنظيم القاعدة في قضاء المقدادية إلى جانب اعتقال ثلاث نساء مطلوبات للسلطات القضائية بتهمة العمل مع الجماعات الإرهابية».