نتائج جزئية جديدة للانتخابات الأفغانية تعطي الصدارة لكرزاي مجدداً

السفير البريطاني: الانتخابات كانت تنافسية والتخويف أثر في نسبة المشاركة

المرشح الرئاسي رمضان بشاردوست يعرض في كابل أمس وثائق عن خروقات مفترضة في الانتخابات الأفغانية الأخيرة (ا.ف.ب)
TT

أظهرت نتائج جزئية جديدة للانتخابات الرئاسية التي جرت في افغانستان الخميس الماضي أن الرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي وسع الفارق بينه وبين خصمه الرئيسي عبد الله عبد الله، وذلك بعد فرز حوالي 17% من الاصوات، كما اعلنت اللجنة الانتخابية الافغانية أمس.

وبحسب هذه النتائج التي لا يعتد كثيرا بمعيارها التمثيلي كونها لا تمثل الا جزءا ضئيلا من صناديق الاقتراع التي توزعت على اكثر من اربعة آلاف مكتب في شتى انحاء البلاد، فقد حاز كرزاي على 42.3 في المائة من الاصوات مقابل 33.1 في المائة لوزير الخارجية الاسبق عبد الله عبد الله. وكانت نقطتان مئويتان فقط تفصلان بين كرزاي وعبد الله لدى اعلان اول نتائج رسمية جزئية أول من أمس.

اما المرشح المستقل رمضان بشاردوست فحصل على 10.8 في المائة من الاصوات، في حين حصل وزير المالية الاسبق اشرف غاني على 2.8 في المئة، كما اعلنت اللجنة الانتخابية الاربعاء. وبالارقام، حصل كرزاي، من اصل 998 الفا و484 بطاقة اقتراع صالحة، على 422 الفا و137 صوتا، في حين حصل عبد الله على 330 الفا و751 صوتا وبشاردوست على 108 الاف و156 صوتا وغاني على 27 الفا و697 صوتا. وكان 41 مرشحا قد خاضوا الانتخابات الرئاسية الثانية في تاريخ البلاد التي جرت الخميس بالتزامن مع الانتخابات المحلية.

وتحدث مراقبون ودبلوماسيون عن تجاوزات شابت العملية الانتخابية لكنهم أشادوا في العموم بالجو التنافسي الذي شهده السباق. وفي هذا الصدد، قال السفير البريطاني في افغانستان مارك سيدويل أمس إن الانتخابات الأفغانية «كانت تنافسية» و«نحن في العموم راضون عن الطريقة التي جرت بها». واعتبر سيدويل الذي كان يتحدث من كابل عبر الأقمار الصناعية لصحافيين بلندن، بينهم «الشرق الأوسط»، أن «يوم الاقتراع كان يوما جيداً لأفغانستان ويوما سيئا لطالبان»، مشدداً على أن هذه الانتخابات«فتحت الآمال» أمام مستقبل البلاد.

وتطرق السفير في اللقاء الذي عقد بوزارة الخارجية البريطانية، إلى العامل الأمني، فقال إن الانتخابات جرت رغم حدوث 400 هجوم يوم الاقتراع. وأقر أن نسبة المشاركة في مناطق جنوب وشرق البلاد، حيث تنشط حركة طالبان، كانت أقل مقارنة بالمناطق الأخرى.

وحذر مسؤولو الانتخابات من الاعتماد على النتائج الجزئية في التوصل إلى أي استنتاجات بخصوص النتيجة النهائية، وتعهدوا بتقديم نتائج جزئية أخرى بانتظار إعلان النتائج الرسمية قبل الثالث من سبتمبر (ايلول) المقبل. وتظهر النتائج معدل اقبال مخيب للامال على الانتخابات بلغ خمسة ملايين صوت فقط في بلد تعداده 30 مليون نسمة، منهم 15 مليون ناخب. وكانت حركة طالبان شنت هجمات وهددت بأعمال انتقامية ضد الناخبين أثناء الانتخابات مما أدى إلى إحجام الكثير من الافغان عن التصويت وبخاصة في مناطق الجنوب التي يسودها العنف. وقال السفير البريطاني أمس إن «سياسة التخويف كان لها أثر على الحملة الانتخابية»، في إشارة إلى تهديدات طالبان.

وأوضح السفير البريطاني أن طالبان ليست السبب الوحيد للاضطرابات الامنية في البلاد، مشيراً إلى الاعتداء الانتحاري الذي وقع أول من أمس في قندهار، بجنوب البلاد، ونفت الحركة المتشددة مسؤوليتها عنها. وأعلنت وزارة الداخلية أمس أن حصيلة هذا الاعتداء الانتحاري الذي نفذ بشاحنة مفخخة ارتفع إلى 43 قتيلا على الاقل و65 جريحا. وكان هذا الاعتداء الاشد دموية في افغانستان منذ الهجوم الانتحاري الذي استهدف السفارة الهندية في كابول في 7 يوليو (تموز) 2008 وادى الى مقتل 60 شخصا.

وافادت المعلومات الاولية بأن انتحاريا هو من نفذ العملية الا ان التحقيقات لم تتمكن من اثبات ذلك، وفقا لقائد الشرطة في مناطق جنوب أفغانستان. ونفى يوسف احمدي المتحدث المعتمد باسم طالبان اي ضلوع للحركة في العملية، وقال بهذا الشأن، حسبما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية أمس: «لسنا مسؤولين عن انفجار قندهار، هذا العمل ليس عملنا ونحن ندينه بشدة». وكانت القنبلة التي استخدمت في الاعتداء انفجرت في شارع مزدحم في وقت كان الاهالي يستعدون لتناول وجبة الافطار الرمضانية، قرب مجمع يضم قاعة افراح ومتاجر وفندق ومباني ادارية وبالقرب من شركة بناء يابانية. وادى الانفجار الى تحطيم الابواب والنوافذ في الابنية المحيطة على بعد كيلومتر مما زاد عدد القتلى، بحسب محمد والي كرزاي، رئيس مجلس ولاية قندهار وشقيق الرئيس الافغاني حميد كرزاي.

وتوقع السفير البريطاني، من ناحية أخرى، أن يستمر الوجود البريطاني في أفغانستان لمدة «جيل» على الأقل، معربا عن أمله في ألا تشارك القوات البريطانية في القتال بعد ثلاث أو خمس سنوات. وقال السفير، في مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية مع صحافيين في وزارة الخارجية في لندن «نتوقع أن يتحسن الأمن خلال السنوات المقبلة مع تعزيز الوجود الأميركي، لكنني على ثقة بأن القوات البريطانية ستبقى هنا لسنوات عدة؛ للقيام بدور التدريب والإشراف الذي يمكن أيضا أن يعرضها للخطر». وأضاف: «نتوقع وجودا بريطانيا هنا لمحاولة النهوض بهذا البلد لمدة جيل على الأقل».