ولاية «معقل آل كيندي» تتجه لتغيير قوانينها من أجل تعيين خلف لإدوارد

أميركا تنكس أعلامها.. والسناتور الراحل سيوارى الثرى قرب شقيقيه المغتالين

TT

ازدادت أمس الأصوات المؤيدة لمقترح تعديل قانون ولاية ماساتشوستس الأميركية من اجل تعيين سناتور جديد للولاية يملأ الفراغ في مجلس الشيوخ الذي نتج عن وفاة السناتور ادوارد كيندي. وبينما بدأت الاستعدادات لتشييع كيندي، ونكست الأعلام الأميركية حزناً على وفاة آخر الأعمدة السياسية لعائلة كيندي، كثفت الجهود للحفاظ على الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ. وكان لدى الديمقراطيين 60 من 100 مقعد في مجلس الشيوخ، لكن مع وفاة كيندي أصبح واحداً من تلك المقاعد شاغراً مما يضعف قدرة الديمقراطيين على تمرير قوانينهم من دون عرقلة ممثلي الحزب الجمهوري في المجلس، وعلى رأسها قانون إصلاح الرعاية الصحية. وتسعى القيادة الديمقراطية إلى حل هذه القضية مع اقتراب موعد عودة الكونغرس إلى العمل وانتهاء العطلة الصيفية الشهر المقبل، لبحث إصلاح الرعاية الصحية، وهو الموضوع الذي كان يقول كيندي انه «قضية عمري».

وتوفي كيندي ليل الثلاثاء بعد 15 شهراً من الصراع مع المرض وخمسة عقود من العمل الدؤوب في مجلس الشيوخ. وبموجب قانون ماساتشوستس، يجب إجراء انتخابات خاصة لانتخاب سناتور جديد في حال شغر أحد المقعدين في مجلس الشيوخ، لكن كيندي كان يطالب منذ تشخيص إصابته بسرطان الدماغ بتعديل القانون ليتم تعيين خلف له بشكل سريع بدلاً من انتظار فترة ما بين 145 و160 يوماً لإجراء انتخابات خاصة لملء الفراغ. وكسر حاكم ماستشوستس ديفال باتريك صمته أمس، ليعلن عن تأييده لتعديل القانون مما يعطيه حق تعيين السناتور الجديد إلى حين إجراء الانتخابات. وقال باتريك في مقابلة مع صحيفة «بوستن غلوب»: «أرغب في أن يوافق المجلس التشريعي (للولاية) على مشروع القرار وإرساله إلى مكتبي لاوقعه».

وأفادت تقارير إعلامية أميركية أن زوجة كيندي، فيكتوريا ريجي كيندي، قد اتصلت هذا الأسبوع برئيسة مجلس الشيوخ المحلي تيريس موراي من أجل دفعها لتأييد التعديل التشريعي. والضغوط على تعديل القانون تأتي من القيادات في الحزب الديمقراطي، إذ اتصل رئيس الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، السناتور هاري ريد، بباتريك وعبر له عن الحاجة لملء الفراغ. وأبلغ ريد باتريك أن الديمقراطيين يحتاجون إلى كل صوت يمكنهم الحصول عليه مع جهود الرئيس باراك اوباما لدفع تشريعات أساسية حول الرعاية الصحية ومكافحة التغيير المناخي، في الكونغرس قبل نهاية العام. وبموجب القانون الحالي، من المرتقب إجراء انتخاب السناتور الجديد في يناير (كانون الثاني) المقبل. وهاجم جمهوريون فكرة تعديل القانون في ماساتشوستس، إذ كان الديمقراطيون يعارضون مقترحاً مماثلاً طالب به الجمهوريون عام 2004 عندما وقعوا في مأزق مماثل. وبينما لم يحسم بعد ما إذا كان سيتم تعيين بديل مؤقت لكيندي، بدأت التساؤلات تدور حول المرشحين لهذا المنصب والمدى الزمني الذي ستجرى فيه انتخابات لملء المقعد الذي شغله كيندي منذ عام 1962. ويعرف عن ولاية ماساتشوستس أنها مؤيدة دائماً للحزب الديمقراطي وقد مثلها خلال العقود الستة الماضية نائب يحمل اسم كيندي، ولكن لم يتضح بعد ما إذا كان اسم كيندي سيبقى مرتبطا بهذا المقعد. وبينما يحمل نجل ادوارد كيندي، باتريك وابن أخيه جوزيف باتريك، اللقب الشهير، لم تعلن العائلة عن نية أي منهما خوض الانتخابات. وتدور النقاشات السياسية بينما يشارك عامة الشعب في تشييع السناتور المحبوب. وبدأت المراسيم أمس في مدينة بوستن، مسقط رأس كيندي، حيث سار موكب العزاء في شوارع المدينة قبل وصوله إلى مكتبة تحمل اسم شقيقه، الرئيس السابق جون كيندي. وسيمكث الجثمان في المكتبة إلى يوم الغد، حين يقام العزاء ويلقي الرئيس اوباما الخطاب الرئيسي لنعي كيندي، قبل نقل الجثمان إلى مقبرة آرلينغتون الوطنية ليدفن ادوارد كيندي قرب شقيقيه المغتالين جون وروبرت كيندي. وبقرار رئاسي من اوباما، تبقى أعلام الولايات المتحدة منكسة حتى يوم الأحد في حداد على السناتور الراحل.