بيريس: قمة بين نتنياهو وأبو مازن

قال إنها تعقد بنيويورك في 23 سبتمبر الحالي

TT

كشف الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس أمس أن لقاء القمة المتوقع بين رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، سيُعقد بشكل مؤكد في 23 سبتمبر (أيلول) الجاري في نيويورك، على هامش اجتماعات الدورة الجديدة للأمم المتحدة.

وقال بيريس في تصريحات صحافية، إن اللقاء لن يكون بمثابة مفاوضات إسرائيلية، فلسطينية ولا حتى انطلاقة لاستئناف المفاوضات. ولكنها من دون شك تُعتبر حسب قوله انعطافا في العلاقات التي تبدو اليوم كأنها في قطيعة تامة. وأشار بيريس إلى أهمية مثل هذه اللقاءات قائلا: «في بعض الأحيان تبدو هذه اللقاءات كعاصفة ملح تذوب الجليد». وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر سياسي إسرائيلي أن الإدارة الأميركية تبذل جهدا كبيرا لإنجاح القمة الأولى بين أبو مازن ونتنياهو، وذلك بواسطة إيجاد صيغة تكون مقبولة على الطرفين في تطبيق بنود المرحلة الأولى من خارطة الطريق، وفي مقدمتها تجميد البناء الاستيطاني. وفي إطار هذه الجهود سيصل السناتور جورج ميتشل إلى الشرق الأوسط في 9 سبتمبر (أيلول) الجاري وسيبقى لمدة عشرة أيام متواصلة، محاولا نسج خيوط موقف مشترك يتيح استئناف مفاوضات السلام على أسس جديدة.

يُذكر أن الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح قال في رام الله أمس إن أبو مازن سيرفض أي دعوة من الولايات المتحدة لاستئناف محادثات السلام مع إسرائيل ما لم تقنعها واشنطن بتجميد جميع الأنشطة الاستيطانية.

ووقال المصدر الإسرائيلي إن الإدارة الأميركية أبلغت الفلسطينيين والإسرائيليين أنها لن تقف متفرجة في المفاوضات كما جرت العادة حتى الآن، بل سيشارك وفد أميركي في المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، وربما ستفعل الأمر نفسه في المفاوضات مع عناصر عربية أخرى مثل سورية ولبنان والجامعة العربية، التي سيكون هدفها التوصل إلى سلام إقليمي، لكن المفاوضات بشأنها لن تُستأنف بشكل فعال قبل نهاية السنة الجارية. كما أن الأميركيين ينوون تحديد سقف زمني لهذه المفاوضات، والاتجاه هو أن يكون هذا السقف مدة سنتين من الآن. ولم يستبعد المصدر الإسرائيلي أن يكون الحديث عن سنتين مربوطا بالخطة التي كان قد أعلنها رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، عن إقامة دولة فلسطينية خلال سنتين حتى لو جاء إعلانها من طرف واحد، في حالة فشل المفاوضات.

وأضاف المصدر أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، لن يطرح خطة سلام متكاملة في هذه المرحلة، بل مجموعة أفكار تساعد على استئناف المفاوضات في البداية، وهذه ستعلن قبيل افتتاح الجمعية العامة بعد ثلاثة أسابيع. ومجموعة أفكار أخرى ستطرح في مؤتمر دولي للسلام سيعقد في ديسمبر (كانون الأول)، ويجري الحوار حاليا ما بين روسيا وفرنسا على استضافته، حيث إن روسيا كانت قد طلبت عقد مؤتمر كهذا في موسكو، خلال مؤتمر أنابوليس في 2007. لكن الفرنسيين معنيون بأخذ دور في عملية السلام ويحاولون إقناع روسيا بتأجيل موعد مؤتمرها إلى وقت لاحق.

وكان مبعوثان إسرائيليان قد سافرا أول من أمس إلى واشنطن لإجراء محادثات تمهيدية مع ميتشل كما اتفق في اجتماعه مع نتنياهو في لندن. والمبعوثان هما: المستشار الخاص لرئيس الحكومة لشؤون المفاوضات مع الفلسطينيين يتسحاق مولخو، والمستشار السياسي لوزير الدفاع ميكي هيرتسوغ. وسيعرضان على ميتشل تقريرا عن الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة لتخفيف معاناة الفلسطينيين وإزالة العقبات أمام تطور الاقتصاد وجهاز التعليم في فلسطين. ويدخل في هذا السياق، أيضا موضوع تجميد الاستيطان وإزالة البؤر الاستيطانية.

وتمهيدا لذلك، التقى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، الليلة قبل الماضية مجموعة من رؤساء المستوطنات في الضفة الغربية وأبلغهم أن إزالة البؤر الاستيطانية باتت أمرا حتميا.