«عيون عربية في اللاذقية» في ملتقى أوغاريت للفن التشكيلي

40 تشكيليا ونحاتا ومصورا عربيا من 12 بلدا قدموا تجاربهم من خلال 150 عملا

من ملتقى أوغاريت التشكيلي في اللاذقية («الشرق الأوسط»)
TT

احتضن مبنى الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا في مدينة اللاذقية السورية، على شاطئ المتوسط، والتابع لجامعة الدول العربية، معرض وملتقى أوغاريت للفن التشكيلي العربي المعاصر 2009، الذي شارك فيه أكثر من 40 فنانا وفنانة عربيا قدموا من خلاله أكثر من 150 عملا فنيا.

المعرض الذي حمل اسم «عيون عربية في اللاذقية» جمع الكثير من التجارب والاتجاهات والمدارس الفنية من تشكيل ونحت وتصوير ضوئي وأعمال خزفية، كانت بمثابة حوار ثقافي بصري شارك فيه من السعودية مؤيد منيف، وعواد فالح، وهند العبيدان، وعبد الله العتيق، وصديق واصل، وحسن مداوي، ومن الكويت فريد العلي، ومن مصر أحمد صالح، ومن قطر محمد العتيق، وفيصل العبد الله، وسعاد السالم، ومن السودان محمد عز العرب، ومحمد إدريس، وأديب عطوان، ومن الأردن عبد الغني بو معقورة، ومن فلسطين فتحي صالح، وفوزي زقزوق، ومن سلطنة عمان يسرى علي، ومن لبنان نصر الدين عراقي، ومن سورية عبود سلمان، ومحمد أسعد سموقان، ومنى محمود، وأحمد دبا، وبولص سركو، وأيسل غانم، وإسماعيل سلمان، وعمر طه، وصالح الهجر، وسهام اليوسف، وعلي مناع، وغازي كاسوح، ونتالي مصطفى، وسامر إسماعيل، وليلى طه، ومضر سليمه، وغدير العمري.

وجاء الملتقى بمحطته الثانية بفكرة من مؤسسيه الفنان السعودي مؤيد منيف، والفنان السوري عبود سلمان. وكانت محطته الأولى اقتصرت على مشاركة خمسة فنانين فقط. وحول بعض المشاركات الفنية في المعرض قال أحد منظميه الفنان السوري عبود سلمان، في قراءة لبعض تجارب المشاركين: نتابع في لوحات الفنان التشكيلي السعودي مؤيد منيف رؤى تجريدية، تأخذ من الصحراء مدرسة لها، تعالج بألوان المائي والإكرليك والأحبار والرمل، قضايا إنسانية من شمال الجزيرة العربية، وثقافة حضارة سكاكا الجوف، وقيمة التاريخ والقلاع والنقوش فيها، من حناء النساء ومطرزات السدو. وفي لوحات عواد فالح، صور ضوئية عن قلاع ومساجد وإبل ونقوش منحوتة على حجارة في أرض الجوف وصحرائها. وقد أبدع في تصويرها في أوقات جعلت لصوره واقعية تسجيلية مدهشة يغلب عليها اللون النقي والأزرق والبني، وبعض جماليات اللون المحلي في تلك المناطق التي تدهش الرائي في الغسق والشفق.

وفي أعمال الفنانة التشكيلية هند العبيدان التي تنتمي لوحاتها إلى فن الغرافيك المشغول بالقلم، قلم الحبر الأسود، والرسم المباشر وحس الفن التصويري والرسم الهندسي بأسلوب يقترب جدا من الرمزية والإيحاء بطلاسم بحاجة إلى قراءة متأنية من المتلقي كي يلج عالمها التشكيلي، الذي انتشر في لوحتها وكأنه الحلم وضده، أو أنه التعابير الدفينة وصراخها بأسلوب لا يبعد عن الخاص والداخلي لمشاعر هذه.

أما في لوحات الفنان التشكيلي الكويتي فريد العلي، حيث قدم خمسة أعمال، فهناك رؤى استشراقية لفن استخدام الحرف العربي في اللوحة الفنية التشكيلية العربية، وبحرص تصميمي لا ينتهي رسم إبداعه في مجموعة أعماله «المحمديات» كي يقول إن الخط العربي مادة إبداعية للفنان التشكيلي العصري في جماليات علم الحاسوب والإعلان والمعاصرة اليومية الجديدة. وفي لوحات الفنان التشكيلي بولص سركو، الذي قدم أربعة أعمال من الرسم على القماش زهاء اللون وبريقه، وصخب خطوطه الملونة، وألوانه بمساحات تجريدية انفعالية شكل مفاصل أعماله التشكيلية بحرية اصطحب اللون بإحساسه بحرارة دافئة وعوالم لونية مشاكسة بعض الشيء ولكنها جميلة الإحساس في بستان واحة الفن الواسعة ألوانه وشرقية الطابع والتألق.

أما المصورة الضوئية أيسل غانم، قدمت 3 لوحات من الحجم الصغير كانت النافذة هي السائد العام في مضمون صورها الضوئية الملونة. أما السورية ليلى طه، فقدمت ثلاثية تحمل الكثير من خصوصية اللوحة الصغيرة المجمعة في لوحات تفردت بها لأول مرة، من خلال الطرح التشكيلي الذي أوقفته على شكل يوميات معاشة عبر جماليات رسم النافذة والكرسي والباب الشرقي وأصيص النباتات. وهناك تجارب فنية متنوعة وكثيرة تابعها جمهور الملتقى تنتمي لمختلف مدارس وأساليب التشكيل والنحت، مثل تجربة السوري أسعد سموقان التي اعتمد فيها على ذاكرته وذكرياته ومشاهداته من الطبيعة الجميلة في الجبال الساحلية السورية، في حين نشاهد تجربة النحاتة ريم كاسوح، التي قدمت منحوتة بعنوان «لغز عشتار» بتقنية النحت على الخشب والبرونز. وتجربة الفنان التشكيلي مضر سليمة، الذي قدم لوحة واحدة أظهرت مؤثرات النفس حركية في حرارة دافئة عوالمها الخطية واللونية وجه تشكل بمجاله التآلفي عبر ألوان جريئة ومساحات لونية متآلفة بتكوين محبب. أما الفنانة التشكيلية نتالي مصطفى، التي قدمت لوحتين من الحجم الكبير وبتقنية الرسم الزيتي على القماش ومعالجة الوجه الإنساني في لوحتها بحس تعبيري متناغم ما بين الانفعال وتوشيحات اللون الدرامي. والفنان علي مناع فقدم أعمالا فنية بخامة الخزف وقد تجاوزت الـ(15) عملا.