اليمن: السلطات تعلن قتل وأسر عدد من المتمردين الحوثيين

المتحدث باسم السيستاني: لا يوجد مكتب للحوثيين في النجف * صنعاء ترسل سفيرا إلى العراق

TT

قالت السلطات اليمنية، أمس، إنها قتلت وأسرت عددا من الحوثيين في عدد من جبهات القتال في محافظة صعدة شمالي اليمن، في الوقت الذي دعا فيه عبد الملك الحوثي، أنصاره إلى خوض حرب طويلة الأمد ضد القوات الحكومية التي تبادلت والحوثيين التصريحات بتحقيق تقدم في القتال وتحقيق الأهداف العسكرية.

وواصلت السلطات اليمنية عملياتها العسكرية المكثفة ضد معاقل الحوثيين، وتأكيدها تحقيق تقدم في جبهات القتال على حساب الحوثيين، وقالت مصادر رسمية إن عددا من «عناصر التخريب والتمرد» لقوا مصرعهم أو استسلموا للجيش في أكثر من منطقة، في حين صدرت توجيهات حكومية بتأمين معابر ومراكز استقبال من يستسلمون من العناصر الحوثية، في حين قال مصدر محلي بمحافظة صعدة إن الحوثيين وعلى الرغم من إعلانهم لمبادرة التزموا فيها بوقف إطلاق النار من جانب واحد، فإنهم «واصلوا اعتداءاتهم على أفراد الجيش»، واصفا تلك المبادرة بـ«الأكذوبة».

وقال متحدث عسكري يمني إن وحدات عسكرية وأمنية وبالتعاون «مع المواطنين الشرفاء من أبناء محافظة صعدة»، وجهت «ضربة موجعة لتجمعات الإرهابيين» في عدة مناطق منها: «المدور والمشتل وسنبل وقهرة أبو راس والمقاش باتجاه الدغارة والعمارة في محضة وبيت أبو قاسم»، وكذا مهاجمة «عناصر التمرد شمال وغرب المنزالة والقضاء عليهم»، ونصب «كمين لعناصر مسلحة منهم في تبة ردحة الخضر بالملاحيظ، نتج عن ذلك مقتل عدد من تلك العناصر والقبض على آخرين.

وأضاف المصدر أنه تم استهداف سيارة «تابعة للإرهابي أبو لقمان» في مديرية الصفراء، وتحديدا، في مثلث السرة وتحطيم السيارة، وأن عددا «من الإرهابيين الذين كانوا على السيارة لقوا مصرعهم»، كما تمت «السيطرة على موقع للمتمردين في منطقة ظهر الحمار القريبة من الملاحيظ»، مشيرا إلى إلقاء القبض على عدد من تلك العناصر في منطقة بني معاذ، وإلى قتل عدد من «عناصر الإرهاب مع قائدهم الإرهابي عبد العزيز قاسم محمد القطابري، في أثناء محاولتهم الهجوم على مدينة قطابر واستهداف المحكمة، حيث تصدى لهم أبناء قطابر الشرفاء».

وفي حين أكد مسؤول محلي بمحافظة صعدة، استسلام أحد قادة عناصر التمرد والتخريب ويدعى غالب قائد، وبمعيته اثنان من مرافقيه في منطقة العبدي جنوب مدينة صعدة، ذكر المصدر العسكري اليمني أن توجيهات صدرت إلى الجيش تقضي «بفتح معابر ونقاط خاصة لمرور وكذا استقبال من يرغب بتسليم نفسه من عناصر التخريب والتمرد ومعاملتهم معاملة إنسانية لائقة». وقال عبد الملك الحوثي، القائد الميداني للحوثيين في شمال اليمن، في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنهم وبعرضهم لتلك المبادرة، وضعوا «الجميع في البلد، أمام مسؤولية حقيقية» وإنهم أثبتوا جديتهم في «وقف الحرب، وقمنا بإيقافها من طرف واحد»، مبديا الاستعداد للجلوس إلى «طاولة الحوار لحل نهائي لقضية صعدة».

واعتبر أن «السلطة» وبرفضها للمبادرة تكون قد «ضيعت فرصة ثمينة كان يجب عليها أن تقف معها بمسؤولية وبما يثبت سيادة قرارها»، محملا إياها «كل تبعات ونتائج الحرب وما ستخلفه من آثار وخيمة». وتوعد عبد الملك الحوثي السلطات اليمنية بـ«مفاجآت ثقيلة وبحرب استنزافية طويلة الأمد»، وقال إنهم سيتماشون معها «بنفس طويل، طويل أكثر مما تتوقع»، وسيقفون «أمام اعتداءاتها وطغيانها..». من جهة أخرى نفت المرجعية الشيعية في النجف علمها بوجود مكتب للحوثيين في المدينة، مقللة من أهمية وجود مثل هذا المكتب، واعتبرت أنه ليس ضروريا، وأنها لا تراه مناسبا.

وقال حامد الخفاف، المتحدث الرسمي باسم آية الله علي السيستاني: إن «سماحته لم يبد رأيا ولم يعلق بشيء على أحداث اليمن». وأضاف، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» من بيروت، أن «المرجعية الدينية العليا لا علم لديها بوجود مكتب للحوثيين في النجف». وتابع: «إن المرجعية ترى وجوده غير مناسب، ولا يصح زج المرجعية العليا في هذا الشأن». وأكد النفي أحد رجال الدين اليمنيين المقيمين في النجف.

وقال رجل الدين اليمني الشيخ علي محمد اليماني، مدير مركز «الثقلين» في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، في النجف حيث يدرس في الحوزة الدينية منذ أكثر من 9 سنوات، إن أزمة صعدة بدأت منذ عام 2004، متهما السلطات بالتمييز ضد الفكر الإثنى عشري والفكر الشيعي عامة. وحول وجود البعثيين في اليمن وما هو تأثيرهم على الحكومة اليمنية. قال اليماني: «يوجد الكثير من الطيارين العراقيين الذين فروا إلى اليمن بعد سقوط النظام العراقي السابق، وقد قاموا بضرب محافظة صعدة، وتحديدا مناطق الأسواق والمدنيين لتخلف الهجمات الدموية الكثير من الدمار والقتل الجماعي في صعدة».

وحول اتهامات الحكومة اليمنية للحوثيين بارتباطهم بإيران، وإمدادها إياهم بالأسلحة والمال، قال اليماني: «نحن ننفي وبشدة أي ارتباط لنا بإيران، وإنما نعتبرها دولة إسلامية حالها حال الدول الأخرى، وأن أي تقارب معها لا يتعدى حدود المشتركات المذهبية».

إلى ذلك، عين اليمن، أمس، سفيرا له في العراق هو الأول منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003 إثر اجتياح العراق من جانب ائتلاف دولي تقوده الولايات المتحدة. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن «قرارا جمهوريا صدر وقضى بتعيين علي عبد الله البجيري سفيرا فوق العادة، ومفوضا من الجمهورية اليمنية لدى جمهورية العراق». ولم تحدد الوكالة موعد تسلم السفير مهامه في بغداد.