سولانا يعلن أن الاتحاد الأوروبي لم يتلق أي مقترحات إيرانية

البرادعي: التهديد النووي الإيراني مبالغ فيه

TT

أكد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أمس أن الاتحاد لم يتلق أي اقتراحات جديدة من إيران من أجل جولة محادثات جديدة مع القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي المثير للجدل. قال سولانا في مؤتمر صحافي في القاهرة: «علمت مؤخرا أن (المفاوض الإيراني الرئيسي المعني بالملف النووي سعيد) جليلي أعلن أن هناك وثيقة أرسلت لنا» ولكننا «لم نتلقّ هذه الرسالة» بعد. وأضاف: «إذا تم تقديم هذه الوثيقة، فإننا سندرسها وسيسعدنا أن نناقشها» مع المسؤولين الإيرانيين. وأدلى سولانا بهذه التصريحات بعد أن اختتم محادثاته في القاهرة بلقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك تركز حسب ما قال على «تنسيق الجهود» من أجل العمل على استئناف جهود السلام في الشرق الأوسط على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال النصف الثاني من سبتمبر (أيلول) الحالي. وأعلن جليلي الثلاثاء أن طهران أعدت اقتراحات جديدة من أجل إجراء جولة مفاوضات جديدة. وأكد أن «خطة الجمهورية الإسلامية جاهزة» موضحا أنه «سيتم تسليمها» إلى الدول الأعضاء في مجموعة «5+1»، الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا، والصين) إضافة إلى ألمانيا.

وتابع: «إننا ندخل في جولة مفاوضات جديدة لتأمين العدل والتقدم والسلام على الصعيد الدولي». وكانت الولايات المتحدة تبنت الثلاثاء موقفا مماثلا لموقف سولانا بشأن المقترحات الإيرانية الجديدة.

وقد منحت الولايات المتحدة، التي تقود جهودا دولية للتصدي لطموحات إيران النووية، طهران مهلة حتى سبتمبر (أيلول) لقبول عرضها بالتفاوض حول الملف النووي وإلا فإنها ستفرض عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية. وتنفي إيران أن يكون برنامجها النووي مخصصا لخدمة أغراض عسكرية.

ويأتي ذلك فيما قال محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مقابلة لـ«نشرة علماء الذرة» إن إيران لن تنتج سلاحا نوويا في أي وقت قريب وإن التهديد الذي يمثله برنامجها النووي مبالغ فيه.

وقال البرادعي إنه ليس هناك دليل ملموس على أن طهران لديها برنامج جار للتسلح النووي. وصرح لـ«نشرة علماء الذرة»: «لكن نوعا ما كثير من الناس يتحدثون عن أن برنامج إيران النووي يمثل أكبر تهديد للعالم. أعتقد أن التهديد مبالغ فيه». وقال البرادعي إن هناك مخاوف بشأن نوايا إيران المستقبلية وإن الجمهورية الإسلامية بحاجة إلى أن تكون أكثر شفافية مع الوكالة التي تتخذ من فيينا مقرا لها. وتابع البرادعي، (67 عاما) الذي تنتهي خدمته في نوفمبر (تشرين الثاني) بعد 12 عاما في هذا المنصب: «لكن فكرة أننا سنستيقظ غدا وسيكون لدى إيران سلاح نووي فكرة لا تدعمها الحقائق كما رأينا حتى الآن». وأجريت المقابلة في يوليو (تموز) لكنها نشرت في وقت متأخر أول من أمس. وفي الأسبوع الماضي أعطى تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية بعض الثقل لتقارير مخابرات غربية أفادت بأن إيران درست أساليب لتصنيع قنابل ذرية غير أن الوكالة كانت قالت مرارا إنه ليس لديها دليل مادي على وجود جدول أعمال تسلحي.

وكانت إيران رفضت تقديم وثائق أو السماح بدخول مواقع أو بإجراء مقابلات مع المسؤولين النوويين، وهي الأمور التي طلبتها الوكالة للوصول إلى استنتاجات بشأن المواد التي وفرتها المخابرات. وقال البرادعي في المقابلة إن هناك حاجة ماسة إلى متابعة عرض الرئيس الأميركي باراك أوباما بالحوار بين واشنطن وطهران، لكن اللجوء إلى فرض عقوبات أشد على إيران إذا رفضت التواصل لن يحقق شيئا يذكر. وقال البرادعي إنه استقى من خبراته في التعامل مع كوريا الشمالية والعراق أن الحوار أداة أكثر فعالية من العقوبات.