عاطلة عن العمل ومشردة تحصل على وظيفة في مجلة شهيرة

قصة خيالية للقرن الواحد والعشرين

بريانا امام مكتبها المتنقل في الشاحنة التي تحولت الى سكن لها (ا.ب)
TT

منذ ستة أشهر، وجدت بريانا ذاتها تعيش في شاحنة وعربة ورثتهما بعد انتحار والدها الذي كانت تعرفه بالكاد.

وفي يوم الاثنين، أصبحت حياتها قصة خيالية في القرن الواحد والعشرين عندما حولت مدونتها عن التشرد إلى فرصة عمل متميزة في مجلة الأزياء «إل» ووصفت وكالة أسوشيتدبرس قصة بريانا بأنها قصة عن الحب و«تويتر»، عن الأمل والأمان النسبي في موقع انتظار سيارات أمام وول مارت. بري هي نجمتنا ولكن يوجد أيضا مات، صديقها عبر الجانب الآخر من المحيط الذي وجدها في شوارع أورانج كاونتي في كاليفورنيا، وهي تكتب عن محنتها على موقع girlsguidetohomelessness.com.

ويوجد أيضا إيه جين كارول، كاتبة عمود النصائح الشهيرة في مجلة «إل» التي قدمت وظيفة براتب يبلغ 150 دولارا شهريا بعد أن تأثرت بما كتبته بري لها في رسالة وقعتها باسم «مشردة ولكنها ليست يائسة».

ولكن بالنسبة لبري ومات، تدور القصة أيضا حول آلاف من الأشخاص الأذكياء أصحاب المهارات القادرين على العمل وكان لديهم عمل ومحل سكن في فترة قريبة، ولكنهم لم يعودوا يملكون عملا أو سكنا.

يقول مات: «إن فكرة العامة غير دقيقة عن المشردين، حيث يعربون عن استيائهم عندما يرون شخصا مشردا يحمل هاتفا جوالا أو آيبود أو لا قدر الله، جهاز كومبيوتر محمولا. المشردون لا يستخدمون الإنترنت ولا يكتبون مدونات وليسوا مديري مواقع إلكترونية ولا يستخدمون «تويتر». إنهم مدمنو كحوليات ومخدرات وأميون. ولا يعملون. ومن المؤكد أنه ليس من حقهم الوقوع في الحب. أليس كذلك؟».

ولا يملك ماثيو بارنز (36 عاما) وبريانا كارب (24عاما) أيا من تلك الصفات السيئة، ولديهم بعض من المميزات، وقد وقعا في الحب.

تركت كارب والدتها غير المستقرة عاطفيا وهي في عمر 18 عاما، وبعد ذلك عملت مساعدة تنفيذية في مقر كيلي بلو بوك في إرفين في كاليفورنيا. وعندما تم تسريحها في يوليو (تموز) عام 2008، كانت تحصل على دخل من أعمال مؤقتة ومن إعانات البطالة حتى أصبحت غير قادرة على سداد إيجار منزلها في كوستا ميسا ومساحته 56 مترا مربعا، الذي تبلغ قيمته 1500 دولار شهريا.

وتقول كارب: «تبقى معي عدة مئات من الدولارات، وكنت أعمل في وظيفة جيدة جدا وأحصل على نحو 50 ألف دولار سنويا. ولكني لم أستطع الاستمرار في البحث عن عمل جديد. وانتقلت للحياة مع أمي وزوجها لمدة شهر أو اثنين، ولكن لم ينجح الأمر. وكانت هناك توترات».

وفي 26 فبراير (شباط)، استفادت من سياسة تتبعها محلات وول مارت بالسماح لمالكي العربات الترفيهية باستخدام بعض من أماكن الانتظار أمام المحلات والتوقف فيها في الليل حتى الصباح، فاتجهت إلى أحد تلك الأماكن في بريا، مع كلبها الدرواس الضخم، فيزيك. وكانت ترسل تدويناتها من ستاربكس وهي مستمرة في البحث عن وظيفة، وكانت تشتري بطاقات بـ5 دولارات شهريا تسمح لها باحتساء القهوة والاتصال بالإنترنت عبر الواي فاي.

وقالت: «كنت معتدلة وحسنة المظهر، ولم أكن أزعج أي شخص. إنها ميزة كبيرة لا تقدر بثمن عندما يكون المرء بلا منزل، فقد كانوا دائما سعداء لرؤيتي».

وكانت ترسل سيرتها الذاتية بمعدل 30 أو 40 مرة يوميا، لتحصل على المزيد من العمل المؤقت، وتعيش في وول مارت في عربة مساحتها 30 قدما (9 أمتار) دون تدفئة أو مياه جارية أو وسائل للطهي. وسريعا ما ترك أشخاص آخرون مشردون تعليقاتهم على مدونتها، يروون قصصهم ويدخلون السرور على قلبها. تقول كارب: «كنت مندهشة تماما من كم المشردين والمشردين السابقين الذين يدخلون على الإنترنت ويستخدمون وسائل الاتصال الاجتماعية سعيا إلى فرص».

وكان أحدهم بارنز، البريطاني الذي كان يعيش في هانتلي في اسكوتلندا، وأصبح مشردا بعد أن فشل في زواجه وفقد وظيفته. وهو أيضا يملك مدونة: homelesstales.com.

وفي شهر مارس (آذار)، وجد بارنز كارب على موقع «تويتر» تروج لكتاباتها، وكتبت على «تويتر»: «نصائح لتجاوز التشرد. ربما تكون مشردا، ولكنك لا يجب أن تكون متسكعا».

وكان أول متابع لها على «تويتر». وقال إنها «بدت شجاعة وذكية، ولكنها كانت خائفة قليلا وضعيفة بالتأكيد. وكانت أيضا رقيقة تملك أجمل عيون، على الرغم من مرور بعض الوقت قبل أن أعرب لها عن ذلك الرأي».

وتبادلا رسائل مباشرة على موقع «تويتر»، ثم رسائل إلكترونية، ثم رسائل سريعة. وفي النهاية، وصل بارنز إلى كاليفورنيا، وتشاركا السكن في العربة، وهي تبحث عن عمل وهو مستمر في الكتابة على مدونته. ولكنهما نسيا شيئا وسط الفوضى اليومية بعد أن طردهما محل وول مارت من المكان، فاستقرا في الساحة الخلفية لمنزل صديق لأحد الأصدقاء في ريفرسايد في كاليفورنيا.

وفي بداية أبريل (نيسان)، حصلت كارب بالمصادفة على اتصال من طاقم العمل في أحد برامج الواقع التي تختار مرشحين للعمل في وظيفة مساعدين تنفيذيين. وخضعت للاختبار ولكنها لم تنجح نتيجة للتوتر، وشعرت أنها خسرت الفرصة. وبعد يومين من الكارثة، أرسلت برسالة إلكترونية إلى إيه جين تسألها: «كيف يمكن أن يحصل المرء على فرصة أخرى عندما يخفق في مقابلة من أجل الحصول على وظيفة؟».

ونشرت كارول الرسالة وردها عليها على موقع askjean.com وفي عدد «إل» الصادر في شهر أغسطس (آب)، حيث أخبرت الراسلة: «عزيزتي هومليس (المشردة)، لن تحصلي على فرصة أخرى، بل ستحصلين على عمل».

وعرضت على كارب العمل متدربة في مجال الاتصالات لمدة أربعة أشهر، موضحة لها: «لقد أثرت فيّ بشجاعتك وروحك العالية.. وفي نهاية الأشهر الأربعة، إذا لم تكن لديك وظيفة ومكان رائع للحياة، سأصبح متدربة لديك».

وظل العرض بلا رد حتى 24 أغسطس (آب) عندما عثرت كارب على الموضوع على موقع آخر. وكانت كارب ثائرة لأنها خسرت فرصة أخرى ستغير حياتها، فبالتأكيد لم تعد المجلة والكاتبة في انتظار ردها. وسريعا ما أرسلت إلى جين عبر البريد الإلكتروني لتنقل لها موافقتها المتحمسة، ووجدت أن العرض ما زال ساريا.

وتقول كارب: «أنا متحمسة للغاية. ولا أهتم إذا أرادت مني أن أنظف وراء كلبها. فأنا أقرأ عمودها منذ أعوام».

وتصل فترة العمل كمتدربة لمدة ساعة يوميا، في ستة أيام في الأسبوع، حتى تتمكن كارب من البحث عن عمل. وتأمل كارول أن تستعين بكارب لمساعدتها في الرد على الرسائل الإلكترونية الواردة من القراء وترتيب نتائج المسح الذي تجريه على طلاب الجامعة على الـ«فيس بوك».

ودعيت أيضا كارب إلى التدوين عن حياتها ومستقبلها على موقع elle.com في مقابل لم يتم الإفصاح عنه. وخرجت أول تدويناتها يوم الاثنين تحت عنوان: «الوجه الجديد للتشرد».

وتقول كارول: «تسمع قصصا ينفطر لها القلب لدرجة أنك تشعر أنه يجب عليك التحرك لمعرفة ما يمكن فعله. كان ذلك شيئا واحدا بسيطا، ولكني أعتقد أن صوتها مهم للغاية، وهو غير مسموع. نحن نحاول أن نساعدها على الوقوف على قدميها».

المواقع على الإنترنت: http://girlsguidetohomelessness.com http://homelesstales.com http://fashion.elle.com/blog/2009/08/the ـ new ـ face ـ of ـ homeles sness.html