النفط يسجل حضوره داخل المجوهرات السعودية

يهدف إلى إيجاد منتج سعودي يُعرِّف بغنى البلاد بالمعادن والبترول

TT

أضاف النفط السعودي ميزة جديدة إلى المجوهرات والحلي النسائية السعودية بعد أن بدأ مشروع «سعفة الخير» بتعبئته قطرات منه داخل تعليقات خاصة بالنساء تباع بأسعار مرتفعة جدا تراوحت بين 350 و15 ألف ريال سعودي، وذلك بحسب القائمات على المشروع بهدف إيجاد منتج سعودي يقدم كتذكار من السعودية باعتبار أنها غنية بالمعادن، خاصة البترول.

الفكرة التي دعمتها وزارة البترول والثروة المعدنية بمنح جالونين من البترول، تقوم على تعبئة حلي ومجوهرات من نوع «التعليقات» التي توضع على الصدر بحجم صغير وتصنع على شكل براميل يكون النفط الموجود داخلها ظاهرا من خلال زجاج خاص بلونه الأسود.

وأوضحت الأميرة هناء بنت عبد الله بن خالد بن عبد العزيز، نائبة رئيسة مجلس إدارة مشروع سعفة الخير بجدة، أن ذلك المشروع القائم منذ سنة ونصف سنة استطاع أن يجتاز مرحلة كبيرة جدا من خلال حضوره في المعارض والبازارات الخيرية.

وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن فكرة تنفيذ براميل نفط صغيرة انبثقت من ملتقى نساء آل سعود القائمات على «سعفة الخير»، وذلك بهدف إيجاد منتج سعودي يقدم كتذكار من السعودية باعتبار أنها غنية بالمعادن، خاصة البترول.

وأضافت «قمنا بتدريب مجموعة من الفتيات السعوديات على كيفية صنع تلك الأشكال عبر ورشة عمل ليكون المنتج سعوديا 100 في المائة، لافتة إلى أنه تم الحصول على كميات النفط بموافقة وزارة البترول ليتم تنفيذ التعليقات التي حملت عبارة (حضارتنا وتراثنا كنقاء ذهبنا وصفاء خامتنا)».

من جهتها أشارت المهندسة آلاء الزبير، مصممة فكرة براميل النفط الصغيرة، إلى أن «سعفة الخير» يسعى لبث رسالة تؤكد للعالم أن السعودية أكبر من مجرد كونها مصدر إمداد للبترول، وإنما تملك حضارة وتراثا قديما جديرا بالتقدير.

وقالت لـ«الشرق الأوسط» إنه بدأ تنفيذ الفكرة على أيدي كادر متعدد الجنسيات يمثل السعوديون منه نسبة 60 في المائة، وذلك من خلال ميداليات تحوي نفطا خاما تم تقديمها عبر شركة «أرامكو»، منا جعلنا نفكر في تطويرها بشكل يضمن إعطاءها قيمتها المادية الحقيقية، وذلك عن طريق تعليقها كسلسال في الرقبة.

وبينت أن تنفيذ الفكرة كان صعبا في ظل رفض الكثير من محلات الذهب والمجوهرات القيام بها، الأمر الذي دفعهم لاستقدام ورشة عمل كاملة من الخارج، إلى جانب شراء زجاج خاص من إحدى الدول.

وحول مراحل تصنيعها أفادت أنه يتم إنشاء البراميل بواسطة الزجاج وتعبئتها بالنفط ومن ثم تلحيمها بلحام بارد لتفادي تأثر السائل ومنع تسربه وضمان سلامة ارتدائه أو حمله، مؤكدة أن تلك الطريقة تعزل النفط وبذلك لا يشكل خطورة مطلقا.

وأضافت أنه تم الاحتياج لجالونين من النفط، الذي يعطي كل واحد منهما نحو 800 قطعة، كونه سائلا ثقيلا، إذ استهلكنا، حتى الآن، نحو جالون واحد في مدة لم تتجاوز الشهر، فيما استغرق العمل على دراسة الفكرة نحو ستة أشهر، معتذرة عن ذكر حجم كل جالون منهما بحجة عدم توفر المعلومة لديها.

وذكرت أن أسعار الحلي التي تحمل النفط لا بد أن تكون في متناول الجميع، إذ تتراوح ما بين 350 و15 ألف ريال سعودي، مرجعة سبب تفاوتها إلى نوعية الخامات المصنعة منها، التي تتضمن الذهب والفضة والألماس، إضافة إلى اختلاف أحجامها «على حد قولها».

وقالت: بعد أن لاقت الفكرة استحسان الكثير من الناس، فكرنا في تنفيذها على الأدوات المكتبية والهدايا التي تقدم لكبار الشخصيات، إضافة إلى فكرة فريدة في نوعها جارٍ تنفيذها، غير أنه لن يتم الإفصاح عنها الآن إلا بعد الانتهاء منها.

وقالت الأميرة هناء بنت عبد الله بن خالد إن مشروع «سعفة الخير» حصل على أرض من أمانة محافظة جدة لإنشاء ورش عمل توسع دائرة نشاطاته، موضحة أن ذلك البرنامج يقوم بتدريب فئات الأسر المنتجة المندرجة تحت الجمعيات الخيرية، التي عادة ما تعمل من منازلها، مؤكدة أن عدد تلك الأسر زاد بمعدل 20 في المائة عما كان عليه العام الماضي.

وأضافت أن منتجات «سعفة الخير»، التي من ضمنها العديد من المصاحف المغلفة بكسوة الكعبة والسبح ذات الاستخدامات المختلفة مثل التسبيح أو التزين بها كعقد أو أسورة بأشكال وأحجام مختلفة، سجلت حضورا في مطارات السعودية الداخلية، من ضمنها جدة والمدينة المنورة، مشيرة إلى أن الخطوة القادمة ستشهد وجودا في المطارات الخليجية والمعارض والمطارات الدولية أيضا.

يشار إلى أن مشروع «سعفة الخير» لدعم الأسر المنتجة المنطلق منذ نحو عام ونصف، انبثق عن ملتقى نساء آل سعود، الذي تترأسه الأميرة صيتة بنت عبد العزيز، فيما تمثل رئيسة مجلس إدارة المشروع بجدة الأميرة نورة بنت عبد الله بن محمد ونائبتها الأميرة هناء بنت عبد الله بن خالد بن عبد العزيز.