النمسا تنظر في إعادة لوحة من القرن السابع عشر إلى ملاكها

«فنان في مرسمه» رسمها يوهانس فيرميير واشتراها هتلر «قسرا وإرهابا»

TT

هل تفقد النمسا «فنان في مرسمه» اللوحة التي تقدر بأنها الأغلى بين ممتلكات الجمهورية من اللوحات الفنية؟ هذا هو السؤال الذي يشغل بال سابينا هاغ، مديرة متحف الفنون التاريخية في فيينا، حيث ظلت اللوحة معلقة منذ 1946. اللوحة الزيتية رسمها عام 1665 الهولندي يوهانس فيرميير، 1632 ـ 1675، وتحمل تفاصيل دقيقة لعارضة في مرسمه الذي يكسوه ضوء الشمس المشع من النافذة.

وتشير الوثائق أن اللوحة التي كان الزعيم النازي أدولف هتلر، قد اشتراها من أسرة الكونت النمساوي يارويير زسيرين، قد تم إخفاؤها في منجم ملح حفاظا على سلامتها من هجوم قوات الحلفاء التي عملت على استرداد النمسا من القوات النازية، حيث قام مسؤول أميركي بتسليم اللوحة للحكومة النمساوية عام 1946، التي علقتها ضمن معروضات متحف الفنون التاريخية بالعاصمة فيينا وما تزال.

وكشفت صحيفة «الاستاندر» اليومية في عددها الصادر أول من أمس أن كلاوديا شميدت، وزيرة التعليم والمتاحف تسلمت خطابا من ورثة الكونت زسيرين، يطالبون فيه، مرة أخرى، بضرورة إسراع الحكومة النمساوية في حسم قضية ملكيتهم للوحة، التي يؤكدون أن عملية بيعها لهتلر كانت قسرا وإرهابا. وأنها لم تتم برضاء أسرتهم، وإنما خوفا وخشية على أرواحهم بعد أن أبدى القائد النازي اهتماما خاصا وملاحقة شديدة لشراء اللوحة منذ 1935 ليضمها لمتحف كان ينوي إنشاءه بمدينة لينز النمساوية المفضلة لديه، بالقرب من مسقط رأسه. هذا فيما أشار محاميهم أن هتلر كان قد دفع للأسرة مبلغ مليون مارك فقط مقابل اللوحة، التي يفوق ثمنها ذلك المبلغ بكثير بل أكثر من مبلغ الـ1.65 الذي وعد به أصلا.

ومن جانبها أكدت الوزيرة شميدت، تسلمها لخطاب الورثة. مشيرة أنها والمسؤولين ينظرون للطلب بذات الاعتبار، الذي يولونه لطلبات مشابهة لملاك يشتكون أن النظام النازي استولى على ممتلكاتهم. مضيفة أنها تنتظر مشورة لجنة تقص وتحر خاصة، موكول لها البحث في كل التفاصيل والدقائق، وخاصة أن الأسرة تقر بعملية البيع السابقة. مشيرة أن قراراها سيكون علنيا وشفافا كالكريستال.

هذا وتشتهر اللوحة بأنها أكثر لوحات فيرميير المفضلة عنده، وأقربها إليه لدرجة أن زوجته وبعد وفاته عملت على إخفائها عند أمها، حتى لا يعثر عليها الدائنون فيبيعونها لتسديد أموال ديون كانوا يطالبون بها. وأنها قد ظلت مخفية لمدة قرن كامل دون أن يرد مجرد ذكر لها.

هذا وفيما ينتظر الجميع القرار الذي يتطلب وقتا قد يطول بحثا وتقصيا أصبح متحف الفنون التاريخية قبلة لوسائل الإعلام، وللكثيرين من محبي الفنون الذين عاودوا زيارته لإلقاء نظرة على اللوحة التي يتمنون أن تظل في موقعها، خاصة أن شائعات تشير لرغبة الورثة في بيعها لمستثمرين أميركيين يبدون لهفة وإمكانية لدفع أي مبلغ مقابل الحصول عليها.