ناجي الذي لن نستعيده

TT

* تعقيبا على مقال صالح القلاب «اغتيال ناجي العلي.. لماذا نكء الجراح بعد 22 عاما؟»، المنشور بتاريخ 3 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول عندما كنت تتأمل في نظرات ناجي العلي وقسمات وجهه، سحنته ونحافته وهيئته، تجزم، من دون أن تعرفه، أن هذا الرجل وليد نكبة. شبَّ وشابَ في رحم نكبة. كانت ملامحه توحي بمشاعر هي خليط يحتدم في رأسه على الدوام وفي كل الأحوال. مشاعر رفض وتمردٍ. نفورٍ وغضب وحذر وخوف. من النادر جداً أن ترى ناجي العلي في تحيةٍ أو نقاش في مكاتب الجريدة أو أروقتها مبتسماً!.. كنت ترى في بعض نظراته أحياناً، خوفاً صاعقاً من مجهول، وكأنما ينتابه أحساس بأن هناك من سيقتله في تلك اللحظة. أما أنها وساوس كان يعاني منها، أو أنه كان يملك معلومات تشير في هذا الاتجاه. خسرت الصحافة العربية والقضية الفلسطينية بمقتله وجداناً وجد تعبيره في الكاريكاتور. لا أظن أن زمناً سيجود بمثل ناجي العلي.

منذر عبد الرحمن ـ النرويج [email protected]