زعماء التزموا الفضيلة

TT

* تعقيبا على مقال سمير عطا الله «شرف العلم»، المنشور بتاريخ 3 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول شتان ما بين زمن وآخر. فقد رفض الرئيس جمال عبد الناصر القيام بوساطة وتمكين ابنته من الالتحاق بالجامعة، التي لم تدخلها بسبب تخلف علاماتها عن المعدل المطلوب بدرجة أو درجتين. وفي السودان، رفع عبد الله بيك خليل، رئيس الوزراء في مرحلة الاستقلال الأولى، سماعة الهاتف ليطلب من وزير المعارف أن يوقف قبول ابنه أمير عبد الله خليل، في المدارس الثانوية الحكومية المجانية، لأنه يعلم أن ابنه لم يحرز الدرجات التي تحقق له ذلك الشرف، وأن قبوله كان من قبيل المجاملة أو المحاباة كونه ابن رئيس الوزراء. كما طلب الرئيس إبراهيم عبود، حينما تمت إزاحته عن الحكم بثورة أكتوبر 1964، هاتفيا، السفارة في لندن، لإلغاء الامتيازات الدبلوماسية التي كانت تمنح لأبنائه الدارسين في بريطانيا، باعتبارهم أصبحوا أبناء مواطن عادي. ولو كسب الكاتب نفسه الخمسة آلاف دولار، فقد كان سيصرفها وتضيع، ويضيع معها قلمه، ونخسر بدورنا تعلم هذا الدرس الكبير.

محمد عبد الله برقاوي ـ الإمارات [email protected]