انفراج في العلاقات بين الرباط وطرابلس.. ووفد مغربي رسمي يتوجه اليوم إلى ليبيا

الخارجية الليبية تعزو حضور زعيم البوليساريو الاحتفالات إلى «إشكالات بروتوكولية غير مقصودة»

TT

عزت ليبيا حضور محمد عبد العزيز، الأمين العام لجبهة البوليساريو، في منصة الاحتفالات الرسمية بمناسبة ذكرى ثورة الأول من سبتمبر (أيلول)، ومرور 40 عاما على تولى الزعيم الليبي العقيد معمر القذاقي مقاليد الحكم في بلاده، إلى «إشكاليات بروتوكولية غير مقصودة».

وأدت التوضيحات الليبية إلى انفراج في العلاقات المغربية ـ الليبية، وهو ما أكده مصدر مغربي رسمي لـ«الشرق الأوسط». ومع مؤشرات الانفراج يتأهب وفد رسمي مغربي للتوجه إلى ليبيا.

وكانت العلاقات المغربية ـ الليبية عرفت انتكاسة، بعد أن انسحب وفد مغربي رسمي يترأسه الوزير الأول (رئيس الوزراء) عباس الفاسي، من منصة الاحتفالات، بعد أن لاحظ وجود محمد عبد العزيز ضمن رؤساء الوفود الرسمية.

وعقب انسحاب الوفد وعودته إلى المغرب، طلبت الرباط إيضاحات حول ما جرى، مؤكدة أن المغرب سبق له أن تلقى ضمانات بأن جبهة البوليساريو لن تحضر الاحتفالات.

وقال بيان أصدرته وزارة الخارجية المغربية إن سفارة المغرب في طرابلس تلقت أول من أمس مذكرة من اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي (وزارة الخارجية الليبية)، أشارت فيه إلى أن «وجود محمد عبد العزيز في ليبيا كان بمناسبة المشاركة في قمة الاتحاد الأفريقي الخاصة التي عقدت في طرابلس في 31 أغسطس (آب) الماضي، وهي قمة بحثت فض النزاعات في القارة الأفريقية باعتبار (الجمهورية الصحراوية) عضوا في الاتحاد الأفريقي». وقالت الخارجية الليبية في توضيحاتها للمغرب إن محمد عبد العزيز «لم يكن مدعوا للاحتفالات على الرغم من إبدائه رغبة في ذلك في حال وجهت له دعوة بهذا الشأن».

وقالت أيضا «إن الدول التي دعيت للمشاركة في الاحتفالات تمت دعوتها للمشاركة بوفود رسمية تضم رؤساءها أو من يمثلهم، ووحدة عسكرية، وفرقة فنية، وهو ما لم يحدث بالنسبة «للجمهورية الصحراوية»، وأن ذلك جاء التزاما منا مع الضمانات المقدمة للأشقاء في المملكة المغربية»،على حد تعبير البيان. وكان المغرب أوفد بالفعل وفدا رسميا ووحدة عسكرية وفرقة فنية إلى ليبيا. وأكدت الخارجية الليبية أن ما حدث لا يخرج عن هذا التوضيح، وزادت قائلة «إن أي ملابسات فهمت من طرف الأشقاء في الحكومة المغربية، ربما كانت ناتجة عن بعض الإشكاليات البروتوكولية غير المقصودة، التي مردها ضخامة المناسبة وارتفاع عدد المدعوين، الأمر الذي تسبب في بعض الإرباكات، وهي مسائل تقع في مثل هذه المناسبات».

وقالت الخارجية الليبية أيضا «نؤكد مجددا وبشكل قاطع أنه لا وجود لأي أبعاد سياسية في هذا الخصوص، ونعبر عن حرصنا الشديد على استمرار وتدعيم وترسيخ العلاقات الأخوية والاستراتيجية بين البلدين الشقيقين في كل المجالات».

وفي غضون ذلك، سيتوجه اليوم إلى ليبيا وفد برئاسة مصطفى المنصوري، رئيس مجلس النواب، يضم في عضويته كلا من وزيري الدولة (منصب يوازي نائب رئيس وزراء) محمد اليازغي، ومحند العنصر، وهو ما يؤكد أن البلدين تجاوزا الانتكاسة التي عرفتها علاقاتهما.

وقال المنصوري لـ«الشرق الأوسط» إن الوفد يأمل اللقاء مع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، مشيرا إلى أنه سيلتقي مسؤولين ليبيين. وأوضح المنصوري أن الوفد سيعمل على إعادة المياه إلى مجاريها.

وفي سياق متصل، قال مصدر في «التنسيقية المغربية لملتقى الأحزاب المغاربية» إن وفدا حزبيا مغربيا كان من المقرر أن يزور بدوره ليبيا، تقرر أن تتم زيارته بعد شهر رمضان.وقالت بديعة الراضي، منسقة التنسيقية لـ«الشرق الأوسط» إن اجتماعا عقد أمس لهذا الغرض.

وأوضحت أن سبب التأجيل هو ارتباطات خارجية للعقيد القذافي، الذي سيشارك لأول مرة في اجتماعات الجمعية العام للأمم المتحدة خلال هذا الشهر.

وأشارت الراضي إلى أن الأحزاب المغربية عملت منذ بداية المشكلة على «عدم التصعيد والتريث في التعامل مع الموضوع، وشكلت صلة وصل مغربية ـ ليبية»على حد قولها. وعزت الراضي ما حدث إلى أن جهات في ليبيا «تلاعبت وتحايلت» بالتنسيق مع جبهة البوليساريو لخلق الأزمة، مشيرة إلى أن ليبيا رفعت يدها ومنذ سنوات طويلة عن نزاع الصحراء ودعم جبهة البوليساريو.

وتوقعت الراضي أن يضم الوفد الحزبي المغربي 56 عضوا بمشاركة جميع الأحزاب السياسية المغربية، باستثناء حزب الأصالة والمعاصرة (معارضة برلمانية) الذي اعتذر عن عدم المشاركة لارتباطات تتعلق باستحقاقات انتخابية.