الجزائر: تفكيك خلية مختصة في تهريب أفارقة إلى إيطاليا

خلاف بين أعضائها حول الأموال ساعد الأمن في اعتقالهم

TT

أوقفت مصالح الأمن الجزائرية زعيم شبكة مختصة في تهريب أفارقة إلى سواحل إيطاليا انطلاقا من شاطئ أهم المدن الساحلية الجزائرية، ووضعته بين يدي قاضي التحقيق تمهيدا لمحاكمته.

وذكرت مصادر من درك ولاية عنابة (600 كلم شرق العاصمة)، لـ «الشرق الأوسط» أن تحريات طويلة حول مجموعة من الأشخاص درجوا على توفير ظروف الهجرة عبر البحر لشبان أفارقة غادروا بلدانهم بسبب الفقر والنزاعات الداخلية، أفضت إلى اعتقال خمسة من أبرز أعضاء المجموعة، بينهم رئيسها وشقيقه. ويدعى زعيم شبكة تهريب الأشخاص إلى إيطاليا، علي بن زهوة، عمره 40 سنة وهو أعزب وبطال، حيث لم يشتغل في أية هيئة حكومية أو خاصة منذ أن غادر المدرسة وعمره 15 سنة.

وأوضحت المصادر أن تفكيك الشبكة، تم بفضل معطيات هامة عن نشاطها حصل عليها الدرك من أفراد بالمجموعة فرَقهم عن قائدها خلاف حاد حول اقتسام أموال دفعها مهاجرون غير شرعيين نظير تهريبهم في قوارب تقليدية. وتقول المصادر إن عضوين في الشبكة أبلَغا الأمن عن كل تفاصيل التهريب عن طريق شواطئ عنابة، وكان ذلك بسبب استيائهم من «استئثار الزعيم» بالنصيب الأكبر من المال.

وتوجه رجال الدرك ليلة الجمعة الماضية، خلسة، إلى بيت علي زهوة بالقرب من شاطئ عين بربر البعيد نسبيا عن وسط مدينة عنابة، حيث داهمته بينما كان علي مع شقيقه بصدد تركيب محرك قارب صيد تقليدي، استعدادا لاستخدامه الليلة الموالية في نقل 30 شخصا، غالبيتهم من دول الساحل الأفريقي، إلى شاطئ جزيرة سردينيا بالضفة الشمالية من البحر المتوسط. وقد حاول علي الهرب لما شاهد رجال الأمن، لكن كلاب مصالح الدرك لاحقته ومنعته. وخضع علي وشقيقه للتحقيق في نفس الليلة، وبناء على اعترافاته ألقي القبض على ثلاثة أشخاص آخرين من أهم عناصر الشبكة. واستمع قاضي التحقيق بعنابة إلى أفراد الشبكة، وأمر بحبسهم في انتظار محاكمتهم.

وجاء في تحريات الأمن، أن علي زهوة وأعضاء المجموعة يمارسون نشاط التهريب منذ 10 سنوات. وأغلب هؤلاء بطالون أوقفوا الدراسة في سن مبكرة. ونقل عن علي أنه كان يحلم بالعيش في بريطانيا والزواج من أوروبية، وأن معظم أصدقائه هاجروا إلى أوروبا حيث كان دائما يتحسر على «حظه المشؤوم» كونه فشل في الهجرة بطريقة قانونية.

وتفيد التحريات أن الشبكة تنسق نشاطها مع «مراسليها» في العاصمة، وهم مكلفون بإيفاد أفارقة قادمين من مالي والنيجر والكاميرون وغينيا، وعدة بلدان أفريقية يدخلون سرا إلى الحدود الجنوبية الجزائرية وغالبا ما يتوجهون إلى مدن الساحل الشمالي، بحثا عن من يهربهم إلى إيطاليا وإسبانيا. وتذكر المصادر أن «شبكة علي زهوة» تأخذ مبلغا يتراوح بين 2000 و3500 دولار، حسب إمكانيات المرشح للهجرة، نظير إيصاله إلى إيطاليا.