واشنطن تريد «توضيحات» من كوريا الشمالية بعد عودتها للتصعيد النووي

خبراء: بيونغ يانغ تنهج أسلوبي «التصعيد واللفتات التصالحية» مع أميركا

TT

قال مسؤول أميركي بارز أمس إنه يتعين على كوريا الشمالية «توضيح نواياها» بعد إعلانها الجمعة بلوغ المرحلة الأخيرة من تخصيب اليورانيوم وأنها ستصنع أسلحة نووية جديدة بواسطة هذه المادة. وجاء التصعيد الكوري الشمالي الأخير في وقت يقوم فيه المبعوث الأميركي لكوريا الشمالية ستيفن بوسوورث بجولة في المنطقة في محاولة لاستئناف المفاوضات السداسية، وبعد شهر من اللفتات التصالحية التي أظهرتها بيونغ يانغ تجاه الغرب والولايات المتحدة خصوصاً.

واعتبر المبعوث الأميركي بوسوورث أمس أن سعي كوريا الشمالية إلى انتهاج طريق ثان لامتلاك أسلحة نووية من خلال تخصيب اليورانيوم «مشكلة من المرجح أن تستمر» و«انه يتعين على بيونغ يانغ توضيح نواياها». وأضاف للصحافيين في سيول بعد يوم واحد من إجراء محادثات مع المسؤولين الكوريين الجنوبيين «هذه ليست أول مرة نسمع فيها عن اليورانيوم عالي التخصيب وربما لن تكون الأخيرة. إذا كنا سنتعامل مع مسألة إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية مثلما نرغب فان هذا أمر علينا توضيحه». وزار بوسوورث بكين للتو وسيزور بعد ذلك طوكيو لمناقشة الجهود الدبلوماسية السداسية المتوقفة بشأن إنهاء البرنامج النووي الكوري الشمالي.

وأعلنت كوريا الشمالية الجمعة الماضي أنها حققت تقدما في تخصيب اليورانيوم وهي خطوة اعتبرها محللون تكتيكا للضغط على القوى الإقليمية بعد شهر من اللفتات التصالحية. وأنتجت كوريا الشمالية بلوتونيوم يكفي لصنع ما يقدر ما بين ست وثماني قنابل.

ورأى الخبير فيكتور تشا المستشار الكبير السابق للرئيس الأميركي جورج بوش لشؤون كوريا الشمالية أن هذا الاعتراف «مهم» ويظهر أن بيونغ يانغ تحدت المجموعة الدولية حول هذه المسألة. وقال تشا الذي يعمل لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وهو مركز أبحاث، وفي جامعة جورج تاون في واشنطن أن «الخبراء كانوا يعتقدون حتى يوم الجمعة انه أمام كوريا الشمالية سنوات لتطوير أسلحة بواسطة اليورانيوم».

ويشتبه الخبراء المتخصصون في شؤون شبه الجزيرة الكورية في أن بيونغ يانغ تريد قطع الطريق أمام إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما عبر التطرق إلى هذا الموضوع قبل أن يبحث خلال أي مفاوضات محتملة. ورأى سكوت سنايدر الخبير في مجلس العلاقات الخارجية وفي مؤسسة آسيا، وهما معهدا أبحاث متخصصان في القضايا الدبلوماسية، أن إعلان كوريا الشمالية يتيح أيضا لها «وضع الأسس» وتحضير موقفها.

وفيما يبدو أن الإدارة الأميركية تفضل الطريق الدبلوماسي لتسوية المسألة النووية الكورية الشمالية فإن «الكوريين الشماليين هم الذين يضعون العراقيل فعليا» كما أضاف سنايدر.

ومنذ تولي الرئيس الأميركي باراك اوباما مهامه في يناير (كانون الثاني) الماضي، أجرى الكوريون الشماليون تجربة نووية جديدة وأطلقوا سلسلة من الصواريخ. ورأى بروس كلينغنر المحلل في مركز الأبحاث هيريتج فاونديشن انه إذا كانت كوريا الشمالية بلغت فعليا المرحلة الأخيرة من تخصيب اليورانيوم كما أعلنت فذلك يعني أنها كانت تقوم ببرنامج سري على مدى سنوات. ولفت الخبير أيضا إلى أن كوريا الشمالية تعتمد منهجين «من جهة الاستفزاز وتصعيد التوتر» بما يشمل الإعلان عن التخصيب الذي يعتبر آخر نموذج عن ذلك. وأضاف «ومن جهة أخرى، تتخذ بادرات تصالحية مثل» خصوصا الإفراج أواخر أغسطس (آب) الماضي عن الصحافيتين الأميركيتين.

وعبر هذا المراقب من جانب آخر عن استغرابه لتشديد كوريا الشمالية مواقفها قبيل تشكيل حكومة يابانية جديدة من اليسارـ الوسط التي يمكن أن تبدي مزيدا من المرونة حيال بيونغ يانغ في وقت كانت تعتبر فيه اليابان حتى الآن كالمفاوض الأكثر تصلبا ضمن مجموعة الأطراف المشاركة في المفاوضات السداسية. وقال هذا الخبير «لا اعتقد أن الأمر يتعلق بالتخلي عن حملة الاستمالة «التي تقوم بها كوريا الشمالية لكن ذلك قد يكون مؤشرا على أن حملة الاستمالة لن تتواصل إلا إذا أدت إلى رد ايجابي من جانب الأميركيين وحلفائهم».