الغارة الجوية على قندز خلفت 125 قتيلا واعتمدت على مصدر معلوماتي واحد

انتخابات أفغانستان: إلغاء نتائج 447 مكتب تصويت بداعي التزوير.. وكرزاي ما زال في المقدمة بـ 48.6%

جندي من البحرية الأميركية «المارينز» يفتش ملابس أفغاني في منطقة خان نسهين بمديرية هلمند بجنوب أفغانستان أمس (رويترز)
TT

ألغيت نتائج 447 مكتب تصويت من المكاتب الـ25897 التي فتحت للانتخابات الرئاسية الأفغانية «بسبب حصول تزوير»، على ما ذكر متحدث باسم اللجنة الانتخابية أمس. وأوضح نور محمد نور المتحدث باسم اللجنة الانتخابية المستقلة «تم إلغاء نتائج 447 مكتب تصويت في مختلف أنحاء البلاد بسبب حصول تزوير». وأضاف أن ذلك «قد يمثل نحو 200 ألف صوت» وهو ما لن يكون له تأثير على التصويت النهائي. وما زال الرئيس الأفغاني المنتهية ولايته حميد كرزاي أمس متقدما على خصومه في الانتخابات الرئاسية الأفغانية بحصوله على 48.6% من الأصوات يليه منافسه الرئيسي عبد الله عبد الله (31.7%) حسب نتائج جزئية جديدة. وهذه النتائج التي تعلن بوتيرة بالغة البطء منذ 25 أغسطس (آب) من قبل اللجنة الانتخابية المستقلة، لا تعكس سوى توجه بين الناخبين لأنها لا تشمل إلا 2.74 في المائة من مكاتب الاقتراع في كافة أنحاء البلاد، أي أربعة ملايين و519 ألفا و166 صوتا.

وبحسب أرقام نشرت مساء أمس، حصل كرزاي المرشح الأوفر حظا، على 48.6 في المائة من الأصوات الصحيحة مقابل 31.7 في المائة لوزير الخارجية الأسبق عبد الله عبد الله.

وكانت نتائج جزئية سابقة شملت 60 في المائة من مكاتب الاقتراع، أشارت إلى حصول كرزاي على 47.3 في المائة مقابل 32.6 في المائة لعبد الله.

ومنذ اليوم الذي تلا الانتخابات الرئاسية في 20 أغسطس (آب)، أعلن معسكر كرزاي فوز مرشحه من الدور الأول في حين أكد عبد الله أنه المتصدر واتهم معسكر خصمه بممارسة تزوير واسع النطاق. ويتطلب الفوز من الدورة الأولى في الانتخابات الرئاسية الأفغانية حصول المرشح على 50 في المائة من الأصوات زائد صوت، على الأقل. وإذا تعذر ذلك يتم تنظيم دور ثان في أكتوبر (تشرين الأول). وحل في المرتبة الثالثة المرشح المستقل رمضان باشاردوست بطل مكافحة الفساد، وذلك بحصوله على 10.7 في المائة من الأصوات يليه وزير المالية الأسبق أشرف غاني (7.2 في المائة من الأصوات).

إلى ذلك تشير المعلومات الأولية لفريق تحقيقات تابع لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أن الغارة الجوية التي استهدفت شاحنتي وقود في شمال أفغانستان وأمرت بها القوات الألمانية نهاية الأسبوع الماضي أسفرت عن مقتل نحو 125 شخصا. ويزيد هذا العدد بشكل كبير عن العدد الذي ذكره الجيش الألماني وهو 56 قتيلا. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الصادرة أمس أن 20 على الأقل من الضحايا ليسوا من عناصر حركة طالبان. ووفقا لـ«واشنطن بوست» فإن قرار الجيش الألماني بشأن تنفيذ الغارة الجوية اعتمد بشكل كبير على مصدر واحد. وأضاف تقرير الصحيفة أن الصور التي التقطتها طائرات الاستطلاع أوضحت وجود نحو 100 شخص حول شاحنتي الوقود المخطوفتين. وأبلغ أحد المصادر الجيش الألماني أن هؤلاء الأشخاص هم عناصر مسلحة تابعة لطالبان. وبناء على هذه المعلومات أصدر الجيش الألماني قرار الهجوم وتنفيذ الغارة الجوية على الشاحنتين. وقال مراسل لـ«واشنطن بوست» كان مرافقا لفريق التحقيقات إن الغارة أسفرت عن جرح العديد من سكان إحدى القرى في أفغانستان من بينهم صبي في العاشرة من العمر. وأضاف أن عناصر طالبان أجبرت بعض السكان على مساعدتهم في إخراج الشاحنتين بعد أن غرستا في الطين فيما تجمع بعض السكان بدافع الفضول. وبناء على هذه المعلومات أصدر الجيش الألماني قرار الهجوم وتنفيذ الغارة الجوية على الشاحنتين. وأكدت الصحيفة أن اتخاذ قرار الهجوم بناء على معلومات من مصدر واحد يتنافى مع أوامر القائد الأعلى لقوات الناتو في أفغانستان، ستانلي ماكريستال بشأن تجنب إيقاع ضحايا مدنيين.

ووفقا لتوجيهات ماكريستال فإنه لا ينبغي قصف مبان سكنية حال وجود معلومات من مصدر واحد فقط كما يتعين أيضا بحث الوضع بعناية للتأكد من عدم وجود مدنيين بالقرب من مكان القصف. وأكدت الصحيفة أن ماكريستال قرر التصرف في هذه الواقعة بشكل مختلف حيث قرر إرسال فريق تحقيق لأفغانستان للوقوف على حقيقة الوضع في أسرع وقت ممكن والاعتراف بأي أخطاء محتملة بهدف استعادة ثقة الأفغان مرة أخرى. وأضاف التقرير أن فريق التحقيق الذي وصل إلى أفغانستان بعد ظهر الجمعة الماضي كان يرغب في الانتقال مباشرة لمكان الحادث بيد أن قائد معسكر القوات الألمانية في قندز، جيورج كلاين نصحهم بعدم فعل هذا مشيرا إلى أن الجنود الألمان تعرضوا للقصف وأن هناك مخاطر بشن هجمات جديدة. كما أشار كلاين إلى خطورة توجه الفريق إلى المستشفى لتفقد المصابين. وتم نقل الفريق المكون من سبعة أشخاص إلى معسكر القوات الألمانية حيث أطلعهم كلاين على تفاصيل الحادث وخلفياته وقال لهم إنه كلف قاذفة قنابل «بي 1 بي» بالبحث عن شاحنتي وقود تعرضتا للخطف مساء الخميس الماضي. وعثرت القاذفة على الشاحنتين في جزيرة صغيرة في منتصف نهر قندز حيث انغرستا في الطين كما أشار طاقم الطائرة إلى وجود أسلحة صغيرة مع بعض الأشخاص المحيطين بالشاحنتين. وبعد ذلك أمر كلاين بإرسال طائرة مقاتلة أخرى للمكان.

ووفقا لـ«واشنطن بوست» فقد أكد كلاين لفريق التحقيق وجود مخاطر كبيرة على مراكز للشرطة أو على معسكر القوات الألمانية حال استخدام طالبان للشاحنتين. وبعد 20 دقيقة قامت طائرتان من طراز «إف 15 إف» بالتقاط صور من الموقع ونقلها لمقر قيادة كلاين الذي تمكن من رؤية الشاحنتين والأشخاص المحيطين بهما. وبعد ذلك تلقى الجيش الألماني معلومات هاتفية تفيد بأن جميع الموجودين حول الشاحنتين من عناصر طالبان. وأعطى كلاين بعد ذلك أوامره بالقصف الذي وقع بعد دقيقتين فقط من تلقي الأمر. وفي قندز (أفغانستان) أعلن حاكم ولاية قندز محمد عمر لوكالة الصحافة الفرنسية أن الغارة الجوية التي شنتها قوات الحلف الأطلسي الجمعة في الولاية الواقعة جنوب أفغانستان أسفرت عن مقتل 54 (اكرر 54) شخصا بينهم ستة مدنيين احدهم طفل. وأوضح عمر في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية أن عملية القصف أوقعت 54 قتيلا بينهم «48 رجلا تم التعرف عليهم على أنهم مسلحون، فيما العدد الباقي مدنيون». من جهته رفض وزير الدفاع الألماني فرانس جوزيف يونج الانتقادات الدولية الموجهة ضد الجيش الألماني بسبب الغارة الجوية التي استهدفت حركة طالبان بالقرب من مدينة قندز. وقال يونج في تصريحات نشرتها صحيفة «بيلد آم زونتاج» الألمانية الصادرة أمس: «لا أتفهم على الإطلاق الأصوات التي توجه النقد للعملية العسكرية في وقت مبكر للغاية ودون أن تكون على دراية بالوضع الفعلي أو بالخلفيات» مؤكدا أن هذا النقد ليس عادلا بالنسبة للمواقف العصيبة التي يمر بها الجنود خلال مهمتهم في أفغانستان والتي يخاطرون خلالها بحياتهم من أجل ضمان أمن ألمانيا. وقالت قيادة القوات الألمانية في برلين إن الغارة الجوية أسفرت عن مقتل أكثر من 50 من المسلحين ولم يقتل أحد من المدنيين، بينما قالت الشرطة الأفغانية إن بعض المدنيين راحوا ضحايا في الغارة، بيد أنها لم تذكر أعدادا. من جهته قال يونج: «توفرت لدينا أدلة واضحة بعد ساعات من البحث الطويل على أن طالبان استولت على شاحنتي الوقود على بعد نحو ستة كيلومترات من معسكرنا بهدف شن هجوم على مقر تمركز جنودنا في قندز». وأضاف: «لو نجح هذا الأمر لتعرض جنودنا لتبعات شنيعة ولهذا فأنا أرى أن قرار القيادة الألمانية في أفغانستان كان صائبا».