الهند: باكستان تعرقل التحقيق في هجمات مومباي

قالت إن إسلام آباد تعارض اتخاذ إجراءات ضد مؤسس «عسكر طيبة»

TT

أعلنت الهند أن جارتها باكستان تعرقل التحقيق بشأن الهجمات التي شهدتها مدينة مومباي العام الماضي وما زالت نيودلهي تشتبه في تورط حكومة باكستان فيها حسبما أفادت تقارير إعلامية أمس. وتزعم الهند أن جماعة «عسكر طيبة» المتشددة، وتتخذ من باكستان مقراً لها، خططت ونفذت الهجمات التي شهدتها العاصمة المالية للهند على مدار ثلاثة أيام، ونفذها 10 مسلحين، وأودت بحياة أكثر من 160 شخصا. وفي مقابلة مع شبكة «إن.دي.تي.في» التلفزيونية الهندية، قال وزير الداخلية الهندي بالانيابان تشيدامبارام، إن تراخي باكستان «شنيع»، ووصف طلب باكستان تقديم مزيد من الأدلة بأنه «تمثيلية». وقال تشيدامبارام للقناة التليفزيونية، إن باكستان تعارض اتخاذ إجراء ضد العقل المدبر للهجمات، حفيظ سعيد، مؤسس عسكر طيبة. وقال إن الوكالات الهندية قدمت «الدليل الكافي» بأن رجل الدين المتشدد قام بالتدريب النهائي على الهجمات ودرب أيضا المسلحين واتصل بهم هاتفيا. واتهمت الهند سعيد، وهو الآن رئيس جمعية «جماعة الدعوة» الخيرية ومقرها باكستان، بالتخطيط للهجمات، لكنه ما زال طليقا في باكستان بعدما أطلقت المحكمة العليا في لاهور سراحه في أوائل يونيو (حزيران) الماضي قائلة إنه ليست هناك أسس كافية لاعتقاله. وأضاف تشيدامبارام أنه خلال التدريب كان يرافق سعيد «ميجور جنرال»، يمكن أن يكون ضابطا باكستانيا في الخدمة. وقال تشيدامبارام «لم نستبعد أبدا ضلوع أشخاص من العاملين في الدولة رغم أن باكستان أكدت أن المتورطين لا يعملون بالحكومة». وفي حديث لقناة «الجزيرة» التلفزيونية قال تشيدامبارام، إن باكستان تعرقل «عن عمد» التحقيق بشأن الهجمات. وذكر «أننا غير راضين تماما وكليا عن رد الفعل الباكستاني». وأوضح أن الهند قدمت الأدلة لباكستان، لكن إسلام آباد لم تبدأ محاكمة المشتبه بهم. وقال خلال المقابلة «أين المحاكمة؟ أين وثيقة الاتهام؟ متى تبدأ المحاكمة؟ متى يجري استجواب أول الشهود؟». وعند سؤاله ما إذا كانت باكستان تعرقل التحقيق عن عمد أجاب تشيدامبارام «نعم وللأسف هذه هي الإجابة، لكن نعم». ورفض الوزير الهندي إصرار رئيس الوزراء الباكستاني، يوسف رضا جيلاني، على استئناف عملية السلام الثنائية، وأكد على أن اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد منفذي هجمات مومباي شرط لاستئناف الحوار. وتصاعدت التوترات بين الجارتين النوويتين بعد هجمات مومباي ومنذ ذلك الحين علقت الهند مفاوضات السلام التي استغرقت 5 أعوام بهدف تحسين العلاقات وحل المشكلات المثيرة للجدل. وذكرت وكالة «برس تراست أوف إنديا» أن تشيدامبارام، الذي يتوجه إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع سيحث واشنطن على الضغط على إسلام آباد لتفكيك البنية التحتية للإرهاب في البلاد ومحاكمة هؤلاء المتهمين في هجمات مومباي. ومن المقرر أن يلتقي تشيدامبارام بنظيرته الأميركية، وزيرة الأمن لداخلي الأميركي، جانيت نابوليتانو، وأيضا وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، ومستشار الأمن القومي، جيمس جونز، خلال زيارته التي تستغرق 4 أيام وتبدأ غدا.