الصومال: الحكومة تتحدث عن مفاوضات مع المعارضة.. والحزب الإسلامي ينفي

الاتحاد الأفريقي يمنح قواته تفويضا للدخول في حرب ضد المتمردين

أول فرقة لسلاح الموسيقى تابعة للجيش الصومالي منذ انهيار النظام الصومالي عام 1991.. في استراحة بالقرب من القصر الرئاسي («الشرق الأوسط»)
TT

قالت الحكومة الصومالية إنها بدأت مفاوضات مباشرة مع «الحزب الإسلامي» المعارض، الذي يقوده الشيخ حسن طاهر أويس، لإنهاء القتال والدخول في مفاوضات، لكن حزب أويس نفي ذلك.

وقال أحمد جامع جنغلي، وزير الخارجية الصومالي في مؤتمر صحافي عقده بالعاصمة، إن حكومته تجري محادثات مع الحزب الإسلامي للتوصل إلى اتفاق ينهي الخلاف بين الطرفين، وأنه يتوقع أن تتوصل هذه المفاوضات إلي نتائج ملموسة في وقت قريب. وجاءت تصريحات الوزير الصومالي بعد جولة خليجية للرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد، استمرت عدة أيام، زار خلالها عدة دول خليجية، من بينها قطر التي يقال إنها تدعم المعارضة الصومالية.

وذكر وزير الخارجية الصومالي أيضا، أن حكومته نجحت في ضم عناصر من قادة الحزب الإسلامي إلى صفوف الحكومة بموجب مفاوضات سابقة، وأنها تسعى الآن إلى ضم البقية عبر المفاوضات الجارية. من جهته أكد المتحدث باسم الرئاسة الصومالية حسن حيلي، إن شخصيات صومالية بارزة تقوم بدور الوساطة بين الحكومة الانتقالية والحزب الإسلامي، وذكر حيلي، إنه من المتوقع أن يعقد لقاء في وقت قريب بين الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد، وزعيم الحزب الإسلامي الشيخ أويس، في مكان لم يحدده.

إلا أن المتحدث باسم الحزب الإسلامي الشيخ حسن مهدي، نفي بشدة وجود أي نوع من المفاوضات بين الحزب الإسلامي والحكومة الصومالية، وردا علي تصريحات وزير الخارجية الصومالي بشأن وجود مفاوضات بين الطرفين، قال الشيخ مهدي «إن الحديث عن مفاوضات واتصالات كهذه افتراء متعمد». وأضاف مهدي «ليس هناك أي اتصال مع الحكومة، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، لا في الداخل ولا في الخارج». وذكر الشيخ مهدي أيضا أن هذه ليست أول مرة تقول فيها الحكومة، إن ثمة مفاوضات مع الحزب الإسلامي وتبين لاحقا أن الأمر افتراء محض» وتوعد الشيخ مهدي باستمرار القتال ضد الحكومة وقوات الاتحاد الأفريقي حتى تحرير البلاد من القوات الأجنبية».

وكان زعيم الحزب الإسلامي الشيخ حسن طاهر أويس، قد صرح أمس هو الآخر بأنه ليس هناك أي مفاوضات مع حكومة الرئيس شريف، واتهمها بأنها لا تملك اتخاذ قرارات مستقلة. وذكر الشيخ أويس أنهم سيواصلون القتال ضد الحكومة الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام العاملة في مقديشو بكل وسيلة ممكنة، على الرغم من أن الخسائر المتصاعدة التي تلحق المدنيين من القتلى والجرحى لأننا في حرب تحرير». ودافع الشيخ أويس عن التكتيكات العسكرية التي تتبعها الجماعات المعارضة مثل إطلاق قذائف الهاون من المناطق المأهولة بالسكان المدنيين. وقال «المجاهدون مثل السمك، بينما يمثل له الشعب الماء التي هي ضرورية لحياة السمك، المجاهد لا يمكن له أن يضرب العدو بدون أن يحتمي بشعبه». كما تحدث الشيخ أويس أيضا عن موقفه من العمليات الانتحارية، التي تستخدمها الجماعات المعارضة للحكومة لضرب أهداف معينة، حيث وصفها بأنها جزء من المقاومة، وأن الهجمات الانتحارية ما هي إلا وسيلة من وسائل الجهاد، بل إنها ضرورية إذا أصبحت الوسائل الأخرى مسدودة لضرب العدو، وأضاف «العمليات الانتحارية وسيلة عالمية تستخدم في كل البلدان التي تتعرض للاحتلال» علي حد تعبيره. علي صعيد آخر أكد مصدر حكومي صومالي لـ«الشرق الأوسط» بوصول قوات نيجيرية إلي العاصمة مقديشو في إطار بعثة حفظ السلام للاتحاد الأفريقي، وأضاف المصدر أن القوات الجديدة جاءت من نيجيريا، ويبلغ قوامها 120 من الضباط والجنود، وهذه الدفعة جزء من نحو 800 جندي، وعدت نيجيريا بإرسالها إلى الصومال في إطار قوات حفظ السلام الأفريقية، ومن المقرر أن يستكمل إرسالها خلال الأسابيع القادمة حسب هذا المصدر. في هذه الأثناء قال وزير الدفاع الأوغندي «كريسبوس كيونجا» الذي تتولى بلاده مهمة قيادة قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال، «إن الاتحاد الأفريقي منح تفويضا للقوات الأفريقية بمهاجمة معاقل المسلحين الذين يشنون الهجمات علي القوات الأفريقية»، وأضاف وزير الدفاع الأوغندي «إن القمة الأفريقية المصغرة التي عقدت الأسبوع المنصرم في ليبيا منحت تفويضا أقوي لقوات الاتحاد في الصومال استجابة لطلب الحكومة الصومالية». وأضاف «التفويض الذي كانت تعمل فيه قواتنا كان مقيدا للغاية، حيث لم يكن مسموحا شن أي هجوم حتى إذا وجدت معلومات تفيد بأن المتمردين على مسافة قريبة من قواعدها، بل كانت تنتظر أن يطلق المسلحون أولا النار، وبعدها كانوا يقومون بالرد، أما الآن وبعد منح هذا التفويض فستحرز الكثير من التقدم، وبإمكانها مساعدة قوات الحكومة الصومالية لشن هجمات علي المتمردين». وكانت قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال تنتظر هذا القرار بشأن منحها تفويضا أكبر من الاكتفاء بالدفاع عن النفس ضد هجمات المتمردين، وكانت مهمة قوات الاتحاد الأفريقي تقتصر علي حماية المواقع الحيوية في العاصمة، مثل الميناء والمطار والقصر الرئاسي، وكانت الحكومة الصومالية تطلب بمنحها تفويضا أكبر لمقاتلة الفصائل الإسلامية المعارضة لها.