مصر تعلن ثاني حالة وفاة بإنفلونزا الخنازير وتبحث إجراءات وقائية في المدارس

إعلان مشترك أوروبي حول مواجهة المرض مع بدء العام الدراسي

طبيبة مصرية تقوم بفحص درجة حرارة طالبة أثناء حملة لمكافحة مرض إنفلونزا الخنازير في المدارس المصرية أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلنت وزارة الصحة المصرية أمس عن ثاني حالة وفاة جراء إصابتها بفيروس «إتش 1 إن 1» المعروف باسم إنفلونزا الخنازير، وهي لسيدة في الخامسة والعشرين من عمرها من مدينة المنصورة (130 كيلومترا شمال القاهرة).

وقالت الوزارة في بيان لها أمس إن الضحية انتقلت لها العدوى بالفيروس المسبب للمرض من زوجها العائد من السعودية يوم 24 أغسطس (آب) الماضي، إلا أن زوجها استجاب للعلاج بالتاميفلو وشفي بصورة كاملة.

وأوضح البيان أن أعراض المرض ظهرت على السيدة المتوفاة يوم 29 أغسطس (آب) الماضي، في صورة ارتفاع في درجة الحرارة واحتقان بالحلق، وتوجهت إلى طبيبين في عيادات خاصة، حيث تم الكشف عليها وإعطاؤها العلاج، لكنها لم تستجب، وتوجهت إلى المستشفى في الأول من سبتمبر (أيلول) الجاري، حيث تبين إصابتها بالتهاب رئوي مزدوج، وتم حجزها وعزلها وإعطاؤها عقار التاميفلو، لكنها لم تستجب للعلاج.

وأشار البيان إلى أن الإصابات بإنفلونزا الخنازير في مصر بلغت منذ ظهور المرض وحتى الآن 783 حالة، شفيت منها 716 حالة وباقي الحالات ما زالت تتلقى العلاج بالمستشفيات وحالتها مستقرة.

وناشدت وزارة الصحة المواطنين عدم التهوين أو التهويل في التعامل مع أعراض إنفلونزا الخنازير، من رشح أو كحة أو ارتفاع في درجة الحرارة، وطالبت المصابين بأعراض الإنفلونزا بعدم الاختلاط اجتماعيا بأشخاص آخرين حتى لا تنتقل العدوى لهم، موضحة أن الفيروس خطر على الشباب وصغار السن والسيدات الحوامل والمصابين بأمراض مزمنة مثل القلب والجهاز التنفسي، وهو ما يتطلب الالتزام والحذر، وإتباع جميع الإجراءات الاحترازية، ومراعاة إجراءات النظافة العامة والشخصية وعدم الاختلاط بالمصابين بأعراض الإنفلونزا.

يأتي ذلك فيما تبحث الحكومة المصرية الإجراءات الوقائية التي ستتخذ استعدادا للعام الدراسي الجديد الذي سيبدأ في 26 سبتمبر (أيلول) الجاري، حيث أعلنت وزارتا التعليم العالي والتربية والتعليم مد الدراسة اليومية بالجامعات إلى 12 ساعة لتقليل الكثافة الطلابية في المدرجات الجامعية، بالإضافة إلى تخفيض كثافة الفصول المدرسية مع مد عمل المدارس لفترتين أو ثلاث.

وفي مسقط، أصدر السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان أوامره بتشكيل لجنة عليا تتولى بحث آلية التعامل مع الوباء الناتج عن فيروس إنفلونزا الخنازير (إتش1 إن1)، في ضوء المعطيات والمؤشرات الصحية المستجدة، ومتابعة الإجراءات التي تتخذها الجهات المعنية بشأن ذلك، مع توفير الأدوات والإمكانات اللازمة لأداء الأعمال المنوطة بها بكفاءة وإتقان ووضع الحلول والمقترحات والتوصيات المناسبة.

ويرأس اللجنة السيد علي بن حمود البوسعيدي، وزير ديوان البلاط السلطاني، بعضوية كل من الفريق علي بن ماجد المعمري وزير المكتب السلطاني ووزير الداخلية ووزير الاقتصاد الوطني نائب رئيس مجلس الشؤون المالية وموارد الطاقة ووزير الصحة ووزير الأوقاف والشؤون الدينية ووزير الإعلام.

من جهتها، قالت وزارة الصحة العمانية إن مستشفيات ستتفرغ للحالات المصابة بـ«إتش1 إن1» حال تطور المرض، معلنة أن إحدى الشركات الثلاث المكلفة بإنتاج اللقاحات قد أعطت موافقتها الرسمية على تزويد السلطنة باللقاحات التي ستتراوح من 200 إلى 500 ألف لقاح. وكانت وزارة الصحة العمانية أعلنت أمس أن عدد إصابات إنفلونزا الخنازير في سلطنة عمان ارتفع إلى 1244 إصابة.

من جهة أخرى، يأتي العام الدراسي الجديد في أوروبا بعد أن اتفقت الدول الأعضاء في المجموعة الأوروبية الموحدة على صيغة «إعلان مشترك» حول طرق مواجهة «إنفلونزا الخنازير». ونشر الإعلان في بيان صدر ببروكسل، بعد أن جرى التوصل إلى صيغته بالتنسيق بين المفوضية الأوروبية ولجنة حماية الصحة العامة والسلامة الغذائية، وتضمن الإشارة إلى ضرورة أن تتبنى الدول الأعضاء الإجراءات المتوافقة مع «وضعها الخاص»، لدى التعامل مع المصابين أو من يشتبه في إصابتهم به، وتطرق الإعلان أيضا إلى ضرورة رعاية المسافرين الذين تبدو عليهم أعراض المرض «ليس بتقييد حرية حركتهم» بل هناك إمكانيات لتأجيل سفر المشكوك بإصابته منهم وتقييد اتصاله بالآخرين. وحول احتمال إغلاق المدارس في حال تفشي المرض، أكد الإعلان على «حرية» الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في اتخاذ ما هو مناسب من إجراءات بشأن حماية الطلاب من العدوى «قد تصل هذه الإجراءات إلى إغلاق مدرسة معينة تم اكتشاف إصابات فيها، على أن يترافق ذلك بإجراءات تحد من أي تجمعات أخرى للأطفال» بحسب البيان، الذي لم يشر إلى إلزامية اللجوء إلى إغلاق كامل للمدارس. وشدد نص الإعلان على ضرورة أن تأخذ الدول الأعضاء والسلطات المعنية فيها بعين الاعتبار التكاليف الاقتصادية والمالية الناتجة عن أي إغلاق لأي مؤسسة تعليمية بسبب تفشي الوباء. وأكد دينس آبوت، الناطق باسم المفوضية الأوروبية أن ما جاء في الإعلان «ليس ملزما بالمرة للدول الأعضاء، إذ يقدم هذا الإعلان نصائح فقط للدول الأعضاء، ويقترح عليهم إجراءات، تاركا لهم حرية تقدير احتياجاتهم الخاصة في حال انتشار المرض». ونقل الناطق عن المفوضة ا لأوروبية المكلفة شؤون الصحة أندرولا فاسيليو تشديدها على ضرورة أن تتابع مؤسسات ودول الاتحاد الأوروبي والوكالات الدولية المتخصصة عملها في إطار تبادل المعلومات وتبادل الخبرات من أجل الحد من انتشار هذا المرض. وذكر دينس آبوت أن وزراء الصحة في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي سيعقدون اجتماعا طارئا لهم في شهر أكتوبر (تشرين الأول) القادم في لوكسمبورغ، لتدارس تطور انتشار مرض إنفلونزا الخنازير وتقدم العمل على مواجهته على المستوى الأوروبي.

كمت أعلنت مصادر طبية إسبانية أن امرأة تبلغ من العمر 28 سنة توفيت أمس بمدينة سبتة، التي تحتلها إسبانيا شمال المغرب، جراء إصابتها بفيروس إنفلونزا الخنازير، وفق ما ذكرته أمس وكالة الأنباء المغربية. وتعتبر هذه أول حالة وفاة يتم تسجيلها بمدينة سبتة المحتلة منذ ظهور مرض إنفلونزا الخنازير.

ونقلت وسائل الإعلام الإسبانية عن المصادر الطبية ذاتها أن الضحية «ماريا ديل كارمين ر. س» كانت تتلقى العلاج منذ يوم 18 أغسطس (آب) الماضي بالمستشفى المدني بسبتة المحتلة، مشيرة إلى أن الهالكة التي كانت تعاني من مرض مزمن تفاقمت حالتها الصحية جراء إصابتها بالفيروس. ووصفت الحالة الصحية للضحية بالخطيرة جراء مضاعفات مرتبطة بإصابتها بفيروس إنفلونزا الخنازير.