اليمن: إعلان مقتل 4 من قيادات الحوثيين وأسر آخرين خلال معارك

مصدر محلي يتهم المتمردين بقتل وإعدام نساء وأطفال.. والحوثيون يحذرون من استغلال السلطات لقضية النازحين

جندي يمني يطلق النار على متمردين في منطقة صعدة أمس (رويترز)
TT

قتل 4 من القيادات الحوثية وأسر عدد آخر في هجمات مسلحة متبادلة بين الوحدات العسكرية والأمنية والحوثيين بعد فشل وانهيار القرار الحكومي بتعليق العمليات العسكرية في صعدة وسفيان. قال مصدر عسكري في جيش اليمني أمس إن 4 من القياديين في حركة الحوثيين قتلوا في هجوم شنه الحوثيون في المدخل الرئيسي لوادي الشرح، ثم نفذ الجيش هجوما مضادا ضد الحوثيين في منطقة الصفراء بوادي شارمان.

واتهم مصدر محلي الحوثيين بإعدام المواطنين في صعدة، في حين واصل سلاح الجو اليمني طلعاته المكثفة على صعدة، حيث سمعت الطائرات الحربية وهي تقلع من مطار صنعاء العسكري لتنفيذ الأهداف العسكرية.

وأوضح المصدر الرسمي أن وحدات من قوات الجيش أحبطت هجوما شنه المتمردون الحوثيون على مواقع للقوات المسلحة في منطقة الجرايب، وكبدت المهاجمين خسائر كبيرة، وتصدت قوات الجيش التي ترابط في المنطقة لعناصر التخريب فألحقت بهم خسائر كبيرة في الأرواح من المهاجمين المسلحين بسبب الكثافة البشرية للمهاجمين الذين سقطوا _ بحسب المصدر العسكري _ بين قتيل وجريح.

قال المصدر الرسمي إن المعلومات الأولية أشارت إلى مصرع 4 من القادة الحوثيين في هذه المعركة التي استمرت 9 ساعات، قبل أن يفر المهاجمون بعد أن خلفوا بعض الجثث من قتلاهم من هذا الهجوم. ودمرت قوات الجيش والأمن سيارة من سيارات الحوثيين في منطقة المدخل الرئيسي لوادي الشرح، فيما قال المصدر إن وحدات عسكرية شنت هجوما خاطفا على عدد من الأوكار التي يتمترس فيها المتمردون في المرتفعات التي تطل على منطقة الصفراء ووادي شارمان، فيما أعلن عن القبض على القيادي البارز في حركة الحوثيين حسين عبد الله عبد الرحمن المطهر الذي تصفه السلطات اليمنية بأنه من أخطر العناصر الإرهابية التي شاركت في الحرب على الدولة في محافظة صعدة وحرف سفيان من محافظة عمران، وأشار المصدر إلى أن عملية الاعتقال للمطهر حدثت في مديرية المدان بصعدة.

فيما قال الجيش إنه أحبط هجوما شنه الحوثيون ضد المواقع العسكرية بمديرية سحار, وأسفر الهجوم عن مقتل وأسر أعداد من المسلحين شاركوا في هذا الهجوم، وضمن المقبوضين القيادي من الحوثيين سليم صالح عيضة الجهلي، بينما فر باقي المهاجمين للمواقع العسكرية مخلفين وراءهم جثث القتلى التي سحبها الجيش إلى محور صعدة.

وقال الجيش إنه قتل في هذا الاشتباك الذي دار مع الحوثيين المهاجمين ثلاثة من المسلحين وهم: صالح نصير، وتركي عبد الله الظفاري، وأحمد إسحاق، فيما اتهمت السلطات عناصر الحوثيين بنهب جميع المحتويات الخاصة بمكتب البريد والاتصالات الحكومي في منطقة الطلح، بينما طلبت السلطة المحلية بمحافظة صعدة من قيادة الحوثيين أن تبرهن على جديتها فيما تدعيه حول التزامها بالقرار الخاص بتعليق العمليات العسكرية الذي أعلنته اللجنة الأمنية والتزمت به الحكومة، وإزالة الألغام والمتفجرات من الطرق وجعلها آمنة حتى تتمكن فرق الإيواء من إيصال المواد الإغاثية إلى النازحين والمتضررين من فتنة الحوثيين.

وقالت قيادة المحافظة إن الحوثيين لم يترددوا في استخدام المواطنين دروعا بشرية من أجل الاستمرار في الأعمال الإجرامية بحق المواطنين، وعبرت قيادة صعدة عن سخريتها من دعوة المواطنين للعودة إلى منازلهم وقراهم بعد صدور القرار بتعليق العمليات الحربية في هذه المحافظة وفي حرف سفيان، مشيرة إلى أن الحوثيين المتمردين هم السبب في تشريد المواطنين من منازلهم وقراهم. من جهة أخرى أكدت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» سيطرة قوات العمالقة وقوات الحرس الجمهوري على مدينة حرف سفيان.

في الوقت ذاته اتهم مصدر محلي بمحافظة صعدة الحوثيين بإعدام نساء و15 طفلا بـ«طريقة بشعة» في منطقة ذويب بمديرية حيدان، وقالت مصادر في وزارة الدفاع إن عناصر حوثية هاجمت المنطقة وقامت بـ«قتل النساء والأطفال»، وذلك بـ«إطلاق الرصاص على رؤوسهم وأعناقهم» وبتهمة «التعاون مع القوات الحكومية»، إضافة إلى «نهب كافة ممتلكات المواطنين» في تلك القرية، والقيام بـ«خطف الأطفال من أسرهم بالقوة وإجبارهم على القتال في صفوفها وتهديدهم بالقتل مع عائلاتهم في حال رفضهم الوقوف إلى جانبهم».

وفي الوقت الذي تجاهل الحوثيون إعلان السلطات اليمنية الجمعة الماضية تعليق العمليات العسكرية ومن ثم معاودتها بعد اتهام المتمردين بخرق القرار الحكومي، فقد سخر مصدر رسمي من الدعوة التي أطلقها المكتب الإعلامي للقائد الميداني للحوثيين عبد الملك الحوثي، والمتضمنة دعوة للنازحين والمشردين بالعودة إلى قراهم ومناطقهم، وحتى للسلطات لطمأنتهم من أجل العودة.

وقال المصدر إن «تلك العناصر هي التي كانت السبب وراء تشريد هؤلاء النازحين وإجبارهم على ترك منازلهم وقراهم جراء ما ارتكبته من جرائم قتل وخطف وتدمير بحق المواطنين وممتلكاتهم»، مضيفا أن «هذه العصابة إجرامية ولن تتردد في استخدام المواطنين والنازحين دروعا بشرية، من أجل الاستمرار في ارتكاب أعمالها الإجرامية بحق الوطن والمواطنين».

لكن الحوثيين اتهموا السلطات برفض دعوتهم لعودة النازحين المتضررين من الحرب إلى بيوتهم وقراهم ومناطقهم. واعتبر عبد الملك الحوثي، في بيان صادر عن مكتبه، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، ذلك الرفض الذي تحدثوا عنه، وكذا «مواصلتها للاعتداء على بعض القرى في مديرية حرف سفيان» وما سموه التواءها مباشرة بعد إعلانها التعليق لساعات فقط، بأنه عدم سعي لتطبيق وقف الحرب ومحاولة «للتضليل والخداع» من أجل «استغلال قضية النازحين والمتضررين من أجل إيصال الإمدادات العسكرية للمواقع المحاصرة في محافظتي صعدة وعمران».

وقال البيان إنهم يحذرون «السلطة من الخداع والتضليل واستغلال قضية النازحين الإنسانية»، وإنهم «يؤكدون أننا لن نستطيع تمرير ذلك على أرض الواقع مهما خدعت وتحايلت»، واصفين ما سموه «استغلال قضية النازحين» بـ«الجريمة الأخلاقية والإنسانية»، ومعتبرين ذلك «دليلا كافيا على أنها لا تريد إيقاف الحرب ولا معالجة الوضع الإنساني».

وعرض الحوثيون عبر رسائل على البريد الإلكتروني ما قالوا إنه معدات عسكرية ودبابات تم الاستيلاء عليها، إضافة إلى مقاطع (فيديو) تظهر الغارات الجوية على بعض المناطق في صعدة، التي يزعم الحوثيون أن سلاح الجو اليمني استخدم فيها قنابل محرمة دوليا على منطقة الملاحيظ، وأن تلك القنابل «تنبعث منها غازات بيضاء سامة، إضافة إلى قنابل أخرى تنفجر بين الحين والآخر».