«أوبك» تبقي على مستويات الإنتاج الحالية وهي راضية عن الأسعار

النفط يرتفع صوب 72 دولارا بفضل قرار المنظمة

TT

أعلن وزراء النفط في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في وقت مبكر من صباح أمس في العاصمة النمساوية فيينا، أنهم راضون عن مستوى الأسعار الحالية واتفقوا على الإبقاء على حصص الإنتاج الحالية دون تغيير. وفي قرارها وضعت المنظمة في الاعتبار مؤشرات على تعافي الاقتصاد العالمي.

وقال الأمين العام لمنظمة أوبك، عبد الله سالم البدري، إنه «يجب أن نكون حذرين للغاية، لا نريد أن نتخذ إجراء يمكن أن يعرض للخطر عملية التعافي التي نراها حاليا».

وأعرب عن أمله في أن تنتهي حالة الركود خلال الربع الأول من عام 2010.

ومن جانبه قال على النعيمي، وزير النفط السعودي، للصحافيين إن السعر جيد للغاية، وذلك خلال الاجتماع الذي بدأ في وقت متأخر من أول من أمس بسبب ظروف الإفطار.

وأضاف عبد الله البدري، أمس، إن ضعف الدولار مصدر قلق للمنظمة. والدولار هو عملة التداول في سوق النفط. وقال البدري في حديث للصحافيين «المشكلة هي أننا نسعر نفطنا بالدولار واحتياطيات معظم الدول الأعضاء في أوبك مقومة بالدولار».

وأضاف «الدولار مصدر قلق فعلا للجميع. وآمل أن يعمل الرئيس أوباما على وضع حد لتقلبات... الدولار».

ولكن البدري قال إنه ينبغي للأعضاء تشديد الالتزام بقيود الإنتاج، موضحا أن نسبة التزام تتراوح بين 80 و85 في المائة تعد هدفا واقعيا.

ويقول مراقبون مستقلون إن نسبة الالتزام بين أعضاء أوبك تراجعت إلى أقل من 70 في المائة.

وأشارت وكالة الطاقة الدولية، أمس، إلى أن قرار المنظمة بإبقاء أهداف إنتاج النفط دون تغيير هو قرار معقول في ضوء الوضع الاقتصادي الذي لا يزال هشا، مبينة في تقريرها عن أسواق النفط، أمس، أن من المتوقع أن يرتفع الاستهلاك العالمي للنفط نحو نصف مليون برميل يوميا عن التقديرات السابقة للعام الجاري والعام المقبل وذلك بفعل استهلاك أقوى من المتوقع للوقود بكل من الولايات المتحدة وآسيا.

وقال ديفيد فايف رئيس إدارة أسواق وصناعة النفط بالوكالة «سيتقلص التراجع السنوي مع اقترابنا من نهاية عام 2009 ثم سنشهد مع بداية 2010 نموا سنويا في الطلب العالمي». وجاء تقرير وكالة الطاقة الدولية بعد أن أظهرت بيانات لصناعة النفط الأميركية أول من أمس هبوطا قويا في مخزونات الخام بالولايات المتحدة.

وقال ديفيد فايف رئيس قسم أسواق النفط لدى الوكالة في رسالة بالبريد الإلكتروني «يبدو قرارا معقولا بالنظر إلى وضع الاقتصاد العالمي الذي لا يزال هشا».

«هذا القرار كان متوقعا على نطاق واسع في ظل انخفاض مخزونات الخام ومستويات السعر التي يبدو أن أعضاء أوبك أنفسهم راضون عنها».

كانت أسعار النفط اقتربت من 150 دولارا في يوليو (تموز) من العام الماضي قبل أن تنحدر إلى مستوى يزيد قليلا فحسب على 32 دولارا للبرميل في ديسمبر (كانون الأول) ثم انتعشت منذ ذلك الحين إلى حوالي 72 دولارا.

كان انهيار السوق دفع المنظمة إلى الإعلان في أواخر العام الماضي عن تطبيق تخفيضات قياسية بواقع 4.2 مليون برميل يوميا من مستويات إنتاج سبتمبر (أيلول) 2008.

وأعلنت أوبك، أمس، أن متوسط أسعار سلة أوبك القياسية واصل الارتفاع ليصل إلى 68.97 دولار للبرميل أول من أمس (الأربعاء) من 67.83 دولار يوم الثلاثاء، لـ 12 نوعا من النفط الخام الذي تضمه السلة.

وارتفع سعر برميل النفط صوب 72 دولارا للبرميل أمس مدعوما بقرار منظمة أوبك إبقاء الإنتاج دون تغيير وتوقعات وكالة الطاقة الدولية لزيادة الطلب على النفط هذا العام والعام المقبل قياسا إلى تقديراتها السابقة.

وساعد على انتعاش النفط لليوم الرابع على التوالي ارتفاع أسواق الأسهم إلى أعلى مستوياتها في 11 شهرا رغم تراجعها في وقت لاحق وكذلك هبوط مخزونات الخام الأميركية.