«جنرال موتورز» تقرر بيع «أوبل» لـ«ماجنا» الكندية بدعم روسي

تنوي إبقاء مصانع ألمانيا الأربعة.. وميركل ترحب بالقرار

كارل بيتر فوستر رئيس جنرال موتورز أوروبا (يمين) وكلاوس فرانز في المؤتمر الصحافي بمصنع روزلهايم بغرب ألمانيا (أ.ف.ب)
TT

وضعت شركة جنرال موتورز الأميركية لصناعة السيارات أمس نهاية لثمانية أشهر من التكهنات بالإعلان عن التوصل إلى اتفاق لبيع حصة أغلبية في وحدتها الأوروبية أوبل إلى مجموعة تقودها شركة ماجنا الكندية لصناعة أجزاء السيارات.

وقالت جنرال موتورز في بيان إنها تتوقع أن يكون الاتفاق النهائي جاهزا للتوقيع في غضون أسابيع قليلة وتكهنت بأنه يمكن إتمام الاتفاق خلال أشهر قليلة.

أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس أن شركة «جنرال موتورز» الأميركية العملاقة لصناعة السيارات قررت بيع شركة «أوبل» الألمانية المملوكة لها إلى اتحاد شركات دولي تقوده شركة «ماجنا إنترناشيونال» الكندية النمساوية لمكونات السيارات.

جاء إعلان ميركل في مؤتمر صحافي بعد انتهاء اجتماعات مجلس إدارة «جنرال موتورز» على مدار يومين في مدينة ديترويت الأميركية.

وقالت ميركل إن قرار «جنرال موتورز» جاء متفقا مع الخط الذي تمنته الحكومة الألمانية والعاملون في «أوبل».

وأضافت ميركل: «تأكد الآن أن صبر وإصرار الحكومة الألمانية كان مجديا» مشيرة إلى أن الطريق لم يكن سهلا للوصول إلى هذه النتيجة.

قالت ميركل التي أيدت عرض ماجنا الذي تدعمه روسيا في مقابل عرض منافس من شركة «أر.اتش.جيه انترناشيونال» للاستثمارات المالية المسجلة في بلجيكا «أنا في غاية السعادة لهذا القرار.. صبر الحكومة وتصميمها أتيا ثمارهما. لم يكن الطريق سهلا».

وتعثرت المحادثات بشأن صفقة أوبل ـ التي تبيعها جنرال موتورز في إطار إعادة هيكلة تشرف عليها الحكومة الأميركية ـ لأشهر مما أثار غضبا بين عمالها في أوروبا البالغ عددهم 50 ألفا نصفهم في ألمانيا.

كانت التكهنات قد تصاعدت بأن الشركة رفضت الخيار المفضل لميركل باستحواذ تحالف شركات تقوده مجموعة «ماجنا إنترناشيونال» الكندية النمساوية لقطع غيار السيارات على حصة أغلبية في «أوبل».

وتسيطر جنرال موتورز على أوبل - التي تعود جذورها في ألمانيا إلى القرن التاسع عشر ـ على مدى الثمانين عاما الماضية.

ويوجد مقر أوبل في مدينة روزلسهايم في غرب ألمانيا ولها في هذا البلد الأوروبي أربعة مصانع تنتج فيها جميع السيارات التي تحمل علامتها التجارية.

ولأوبل مصنعان ينتجان السيارات تحت اسم فوكسهول في بريطانيا ومواقع مهمة أخرى في بلجيكا وبولندا واسبانيا.

وقالت جنرال موتورز التي يوجد مقرها في ديترويت اليوم الخميس إن هناك بضع مسائل رئيسية يتعين حسمها لإتمام الاتفاق بشأن أوبل مع ماجنا.

وسبق قرار «جنرال موتورز» تحذيرا من نقابات عمال «أوبل» في ألمانيا من أن قرار «جنرال موتورز» بالاحتفاظ بـ«أوبل» سيتسبب في حدوث احتجاجات من جانب العمال نظرا لاحتمالات شطب الوظائف.

وأشارت «ماجنا» الكندية المدعومة من «شيربنك» الروسي، أنها لن تغلق المصانع الأربعة في ألمانيا. وكان تراجع مبيعات السيارات دفع «جنرال موتورز» مطلع هذا العام إلى إجراء عملية إعادة هيكلة رئيسية لأعمالها حول العالم بما فيها بيع حصة أغلبية في «أوبل».

وقال مصدر في الحكومة الألمانية أمس إن مجلس أمناء «أوبل» ـ الذي يسيطر على حصة قدرها 65 في المائة في «أوبل» وله الكلمة الأولى بشأن من يمكنه الاستحواذ على الشركة ـ منقسم بشأن خطة «جنرال موتورز» لبيع «أوبل» إلى مجموعة تقودها «ماجنا» الكندية.

وقال المصدر الحكومي المطلع على سير المحادثات لـ«رويترز»: «المحادثات تسير ببطء لأن هناك انقساما في مجلس الأمناء». مضيفا أنه لذلك فإن مؤتمرا صحافيا لمجلس أمناء «أوبل» كان من المقرر عقده أمس قد تأجل. ويضم مجلس أمناء «أوبل» خمسة أشخاص، اثنان من «جنرال موتورز» واثنان من الحكومة الاتحادية وحكومة الولاية في ألمانيا بالإضافة إلى رئيس مجلس إدارة مستقل يفترض أن يعمل كحكم بين الجانبين على الرغم من أنه ليس له صوت.