السفير اليمني في بيروت: التقيت مبعوثا عن الصدر مرتين.. وتمسكنا بالشروط الستة

رئيس الكتلة الصدرية في البرلمان العراقي لـ«الشرق الأوسط»: لم تكلفنا أي جهة بهذه المبادرة

TT

أكد فيصل أمين أبو راس، السفير اليمني في بيروت، لـ«الشرق الأوسط» أنه التقى مرتين مبعوثا عن رجل الدين العراقي مقتدى الصدر الذي طرح مبادرة لإنهاء القتال مع الحوثيين في اليمن.. بينما نفى أحمد المسعودي، رئيس الكتلة الصدرية في مجلس النواب (البرلمان) العراقي، لـ«الشرق الأوسط» وجود أي علاقة بين تيارهم والحوثيين، مشيرا إلى أن مبادرتهم جاءت لحقن دماء «المسلمين والعرب للإخوة اليمنيين». وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد كشف أول من أمس عن «وجود علاقات بين مقتدى الصدر (الزعيم الشيعي العراقي المتشدد المقيم حاليا في إيران) والحوثيين، وأن إيران التي تدعم الحوثيين كلفت (الصدر) للقيام بمبادرة مصالحة مع الحكومة (اليمنية)».

وفي حديث عبر الهاتف من بغداد قال رئيس الكتلة الصدرية في البرلمان العراقي، عن الحوثيين « لا تربطنا بهم أي علاقة»، معترفا بقيام تيارهم «بوساطة بين الحكومة اليمنية والحوثيين لحقن دماء الإخوة المسلمين والعرب»، منوها بأن «للتيار علاقات واسعة مع جهات إسلامية وعربية عديدة». وأوضح قائلا «لقد انطلقنا من شعور إسلامي وعربي بضرورة القيام بعمل ما كي لا يتكبد الإخوة في اليمن ومن كلا الطرفيين، سواء القوات الحكومية اليمنية أو الحوثيين، المزيد من الخسائر.. لكننا فوجئنا بتصريحات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح التي يتهم فيها السيد مقتدى الصدر بعلاقته مع الحوثيين، ونحن نأسف لهذه التصريحات».

وأضاف المسعودي قائلا إن «مبادرتنا كانت تعتمد على اتصالات دبلوماسية مباشرة قام بها مبعوثون من قبل السيد مقتدى الصدر مع السفير اليمني في بيروت»، موضحا أن «وفد التيار الصدري التقى بالفعل بالسفير اليمني قبل أقل من ثلاثة أسابيع وطرح عليه مقترح مبادرة إجراء مصالحة ما بين الحكومة اليمنية والحوثيين، وعلى ما يبدو فإن المبادرة لاقت ترحيبا من قبل السفير اليمني في بيروت».

وأشار السعودي إلى أن «الخطوة الثانية كانت تتلخص في تشكيل وفد من التيار الصدري والسفر إلى اليمن لمواصلة الحوار مع الحكومة اليمنية والحوثيين، والتوصل عن طريق الحوار إلى حلول مناسبة للطرفين من شأنها أن توقف القتال الدائر بينهما».

وأوضح المسعودي قائلا إن «مبادرتنا جاءت بعد أن شاهدنا بوضوح عدم اهتمام أي طرف عربي أو إسلامي بهذا القتال الذي كبد الإخوة في اليمن الكثير من الخسائر في الأرواح، إضافة إلى الخسائر المادية»، نافيا أن تكون «هذه المبادرة بمقترح من جهة ما، أو من قبل الحكومة العراقية أو أي حكومة أخرى، بل هي بمبادرة من السيد مقتدى (الصدر)، ولم نعلم أو نأخذ موافقة الحكومة العراقية كوننا جهة سياسية مستقلة ولسنا بحاجة إلى إعلام الحكومة العراقية أو أخذ موافقتها في هذا الموضوع أو غيره».

من جانبه، أكد السفير اليمني في بيروت المعلومات التي أدلى بها المسعودي، وقال «نعم التقيت قبل أسابيع هنا في مقر السفارة ببيروت بمبعوث واحد عن مقتدى الصدر ولمرتين، وقد طرح علينا مبادرة الصلح مع الحوثيين، وقد رحلت المقترح إلى الجهات المسؤولة في الداخل من غير أن نقدم أي وعود، بل إن شرطنا الأهم هو أن تتم المصالحة وفق النقاط الست المعلنة من قبل حكومتنا»، مشيرا إلى أنهم، ويعني التيار الصدري «قد سحبوا المبادرة».

وفيما إذا كان هناك مشروع مصالحة متكامل تمت مناقشته مع مبعوث الصدر يوضح اتصالاته مع الحوثيين، قال أبو راس «كلا لم يكن لديهم أي مشروع سوى أنها مبادرة عامة وأنهم (التيار الصدري) وضعوا خيارين سواء، أن يلتقوا الحوثيين عبر قنواتهم أو أن يلتقوهم معنا وعبر قنواتنا».