الطفولة في «بحر السينما العربية»

«هورتيشينوس أوركا» الإيطالية تحتفي بالثقافة العربية

لقطة من فيلم «أيام الضجر» للسوري عبد اللطيف عبد الحميد («الشرق الأوسط»)
TT

اختتم في مدينة مسيلا الإيطالية، في جزيرة صقلية، قبل أيام مهرجان «بحر السينما العربية»، الذي ينظم سنويا ضمن مهرجان أوسع ويستمر ثمانية أيام، وهو يحمل اسم المؤسسة التي تشرف عليه، «هورتيشينوس اوركا»، ويديرها غيتانو غينتو. أما المهرجان العربي، فيشرف عليه السينمائي والصحافي العراقي عرفان رشيد.

وهذه هي الدورة الثالثة للمهرجان، واهتمت بشكل خاص بسينما الطفل، لكن تم تقليص عدد الأفلام المشاركة، وكذلك مدتها من سبعة أيام، كما في الدورات السابقة، إلى أربعة أيام، بسبب الصعوبات المالية. وعرضت فيها أفلام روائية طويلة وقصيرة، وأفلام وثائقية وأفلام فيديو آرت. ومن الأفلام الطويلة فيلم «أيام الضجر» للمخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد، واستقبل استقبالا جيدا من قبل الجمهور الإيطالي. والفيلم المغربي «هل تذكرعادل؟»، للمخرج محمد زين. وهو يتناول حياة شاب مغربي انتقل إلى بولونيا، وتورط هناك في قضية مخدرات. لكن هذه القضية الجنائية تتحول إلى قضية سياسية واجتماعية في المجتمعين المغربي والبولوني. ومن الأفلام الروائية القصيرة، عرض فيلم المخرج السعودي محمد الظواهري «شروق/غروب»، الذي سبق أن فاز بإحدى جوائز مهرجان الخليج السينمائي. وهو فيلم يتناول حق الطفولة في العيش في مجتمع صحي يتيح لها التفتح الروحي والنمو السليم. ولكن غالبا ما تسحق هذه الطفولة، وتنحدر في مزالق خطيرة نتيجة ضغط المجتمع والحاجة. ومن العراق، عرض فيلمان، الأول «زنزانتي بيتي» للمخرج الكردي مانو خليل. ويتناول أطفال مجزرة قرية حلبجة، التي استخدمت فيها قوات النظام العراقي السابق الأسلحة الكيماوية عام 1988 وما خلفه ذلك من كوارث اجتماعية ونفسية. وكان الفيلم الثاني فيديو آرت بعنوان «أنا هو، أنا هي». وهو قراءة للواقع العراقي وانقساماته الطائفية والمذهبية، وحتى انقسام الشخص على ذاته بحيث يضطر أن يحمل أربع هويات للمرور من خلال نقاط العبور.

تكريم كامل شياع: وكانت من الأمور المؤثرة في المهرجان، تكريم الكاتب العراقي الراحل كامل شياع، الذي اغتيل في بغداد يوم 23 أغسطس (آب) من العام الماضي، ولم يقبض لحد الآن على قتلته، من خلال تسمية قاعة في مقر مؤسسة هورتشينوس باسمه، ومنحه جائزة المؤسسة البرونزية، التي تسلمها شقيقه فيصل عبد الله. وهي المرة الأولى التي تمنح فيها جائزة من جوائز المؤسسة لشخصية غير إيطالية. وكانت قد منحت سابقا للمخرج السينمائي باولو بازوليني وإلى المخرجين الأخوين تافياني. وجاء منحه الجائزة، كما في حيثيات القرار «تقديرا لدوره في الدفاع عن القيم الديمقراطية والثقافية في بلده العراق، وتشجيعه للغة الحوار والتسامح ضد التعصب الديني». وبالإضافة إلى ذلك، نظمت المؤسسة ندوة تناولت حياة وشخصية كامل شياع في الوطن والمنفى، شارك فيها عرفان رشيد، مدير مهرجان «بحر السينما العربية»، الذي عرض أيضا شريطا توثيقيا عن ندوة كان شياع قد ساهم فيها، ونظمتها المؤسسة نفسها عام 2004، والشاعر العراقي فاضل السلطاني، الذي تحدث عن شخصية شياع كما عرفها من خلال عملهما في الجزائر، التي اتسمت باحتفاظها بمساحة واحدة أمام الجميع باختلافات انتماءاتهم.

ومن الأفلام التي عرضت في أمسية التكريم، فيلم الفنان علي عساف «أنا هي.. أنا هو»، الذي يتناول صعود النعرات الطائفية والقومية في العراق بعد عام 2003، وفيلم «عالم جميل» للمخرج الكردي آزاد نانة، عن الهجرة الإنسانية منذ القرن التاسع عشر حتى القرن العشرين الذي سمي بـ«قرن الهجرة».