أطعمة رمضان الشهية تجذب غير المسلمين في الهند

سواء في منازل أصدقائهم المسلمين أو في المطاعم الإسلامية

TT

ربما يعد الطعام جانبا أصيلا في رمضان مثله مثل التقوى الدينية. وكباقي أنحاء العالم، يمتنع المسلمون هنا في الهند عن الطعام والشراب من بزوغ الفجر حتى غروب الشمس. والقصد من الصيام هو غرس قيم الصبر، والتضحية، والتواضع في نفس الفرد. لكن في نفس الوقت يكرس الصائمون العديد من ساعات النهار لإعداد الوجبات المثالية التي يفطرون عليها بعد صيام امتد من الفجر حتى الغسق.

وينتظر غير المسلمين كذلك المغرب بفارغ الصبر، لتناول أطعمة رمضان الشهية سواء في منازل أصدقائهم من المسلمين أو في المطاعم الإسلامية التي تقدم وجبات خاصة في شهر رمضان.

وفي الحقيقة، فإن الجو العام لرمضان متشابه إلى حد كبير في جميع المدن الهندية القديمة سواء؛ في منطقة مسجد جهان نما بدلهي، أو في سوق بندي بمومباي، أو في سابزي باغ في باتنا، أو في مسجد مكة بحيدر آباد، أو بكولوتولا بكوكاتا أو بمهدي باغ ببيون، أو دوبهايجي كا خورا في جايبور، أو باغا تالاب بسورات، أو سوق شانام بيلي في بانغالور.

تتلألأ خلال الشهر الكريم كافة أحياء المسلمين في البلاد بالأضواء البراقة، وتنبض الشوارع بالحياة، وتستعد جميع البيوت خلال النهار بقائمة لا نهائية من أطباق الإفطار؛ مثل البلح، والشير مال، والفولكي، والباكودي، وكاشالو، وخاجلا، وفني، وسيوايان، في قائمة لا نهاية لها.

من جهته، يقول سيدا صديقي، إن الطعام يكتسب خلال رمضان أهمية خاصة في الهند، «حيث يتطلع الناس إلى الإفطار» بنهاية النهار، وتتجمع العائلة ويخصصون عدة ساعات لتناول الطعام، لا يرغب أحدهم في الذهاب إلى أي مكان آخر ـ فهم يجلسون على الطاولة ويتناولون الطعام ببطء ويقضون الوقت مع الأسرة. لديهم بعض من طعامهم المفضل، والجميع يشعرون بالرضا والسعادة». يقول صديقي الذي كان يعمل كدبلوماسي في الحكومة الهندية خلال الخمس والعشرين عاما الأخيرة: «أكون منشغلا للغاية بالعمل، والاجتماعات والعديد من الأشياء بحيث أنني أكاد أنسى تناول الطعام. لهذا فإنه من الضروري بالنسبة لي في ذلك الوقت أن أحصل على هدنة وأجلس لتناول وجبة شهية باسترخاء. فبعد يوم طويل وحار، لا شيء أفضل من كوب من المشروب المثلج، الذي يكون في العادة عصير ليمون محلى أو عصير فواكه أو لبن اللوز المثلج.

ويستمتع المسلمون الهنود كذلك بولائم الطعام التي تشمل طبق «الحليم» وهو طبق فارسي كثيف يصنع من الدقيق واللحم والعدس والتوابل. وسواء كان لحم ضأن أو دجاج، أو مزيجا بينهما فإن اللحوم يتم طهيها مع التوابل والدقيق والعدس حتى النضج. ولهذا الطبق شعبية مذهلة؛ حتى أن المطاعم الموجودة في المدن الكبرى مثل دلهي، ومومباي وتشيناي (مدراس) تجلب طهاة من مدينة حيدر آباد التي تقع في جنوب الهند لإعداد تلك الأطباق. ويفطر الناس على وجبة الحليم لأن مذاقها ثري كما أنها مشبعة.