جمعيات خيرية تستبدل «الصدقة» للمحتاجين بـ«أداء عمرة»

تتكفل بهم من المغادرة وحتى العودة إلى بيوتهم

معتمرون يغادرون جدة باتجاه مكة المكرمة عصر أمس
TT

اتجهت جمعيات خيرية سعودية إلى استبدال الصدقة والمساعدة للمحتاجين بأداء عمرة يتم الترتيب لها، خاصة العمالة الوافدة والتكفل بكل مصاريفها، من المغادرة وحتى العودة مرة أخرى لنقطة الانطلاق.

وأوضح معين الصقري، المشرف العام على مسجد عمر بن عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط»، وأحد العاملين في هذا المشروع «أن المؤسسة اعتادت على القيام بمشروع إفطار صائم خلال شهر رمضان المبارك لمدة الخمس سنوات الماضية، بالإضافة إلى توصيل من يرغب بأداء العمرة مجاناً بالإضافة إلى الأعمال الخيرية الأخرى». مبينا «أن المؤسسة الخيرية توجهها مساعدة المساكين والأخذ بأيديهم». مشيرا إلى أن مؤسسته تدعم 13 مسجدا متفرقا في كافة أنحاء جدة. ومبينا «أنه تم أعداد حافلة يوم أمس لأكثر من 45 راكباً لأداء العمرة مجانا». واعتبر المستفيدون من نقل المعتمرين والتكفل بالعمرة أنها فرصة كبيرة تتيح لهم العمرة في هذا الشهر الفضيل، إذ يقول محمد الهذلي «إن مثل هذه الأعمال الخيرية توحي بأن الخير ما زال باقياً، والعمرة فرصة لا تعوض كونها في شهر فضيل والأجر مضاعف، كما أنها تيسر على من لا يستطيع زيارة مكة بسبب عدم توفر مصاريف العمرة أو الكبر في السن، سواء من السعوديين أو المقيمين». مشيرا إلى أن بعض السعوديين من كبار السن لا يستطيعون قيادة السيارة لمسافات بعيدة فيلجأون لمثل هذه الأعمال الخيرية كونها تحفظ حقوق الزوار، وتهتم بهم، وتراعي كبر سنهم.

من ناحيته أبان توفيق السوري، الذي كان يهم بالركوب لحافلة المعتمرين «أنه ممنون لمن يقوم بمثل هذه الأعمال، خصوصا أنها في وقت رمضان ليكون الأجر مضاعفاً لمن استهدف هذه الفكرة العظيمة للمعتمر». وأضاف «أن هذه الأعمال الخيرية تسهل السبل الصعبة للمعتمرين بأداء العمرة، أو الحجيج بأداء الحج أو مشروع إفطار صائم أو الأعمال الخيرية الأخرى». موضحا أنه «مع الأسف أن البلدان العربية تفتقد لمثل هذه الأعمال الخيرية، التي تعد السعودية من الدول السباقة من الناحية الخيرية، فالأيادي البيضاء امتدت إلى كل حدب وصوب في كافة أنحاء العالم».

وبالعودة إلى المشرف العام على مسجد عمر بن عبد العزيز، الذي عاد ليشرف على سفرة الإفطار بعد مغادرة المعتمرين قال «إن من شروط تفطير الصائمين في المساجد الحصول على إذن من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، بالإضافة إلى أن يكون إمام المسجد هو المسؤول عن التفطير العيني المقدم من بعض جماعة المسجد أو أحد المحسنين، وأن يراعي عدم الإسراف في تقديم الطعام». مضيفا «أن علينا التقيد بالتعليمات والأوامر المنظمة لجمع التبرعات النقدية التي تقتصر على استقبال التبرعات في الحسابات البنكية العائدة للجهات الخيرية أو مقارها بموجب إيصالات رسمية ذات أرقام متسلسلة ومختومة، محذرا في الوقت نفسه من أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال استخدام الصناديق أو الكوبونات.

وأضاف «أن تفطير الصائمين لا بد أن يكون خارج المسجد، لما يترتب عليه من انتشار روائح الأطعمة، وترك مخلفات الإفطار في المساجد بعد الانتهاء منها». موضحا فيما يتعلق بالصدقات أنه يمنع توزيع أي مبالغ نقدية على الصائمين المستفيدين من مشروع إفطار صائم. ومؤكدا أنه لا يقوم بأي أنشطة دعوية مصاحبة، أو توزيع أشرطة أو مطويات أو كتيبات ما لم يكن هناك إذن من مركز الدعوة والإرشاد.