مصادر مطلعة: قائد عمليات الداخلية مستمر بعمله..والمالكي يتغاضى عن قرار الإقالة

قيادي في حزب الدعوة لـ«الشرق الأوسط» : رئيس الوزراء يعامل القادة الأمنيين كأبنائه

جندي عراقي يؤدي مهامه بالقرب من مسجد أبو حنيفة النعمان في حي الأعظمية وسط بغداد أمس (أ.ب)
TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة داخل وزارة الداخلية أن اللواء عبد الكريم خلف، المتحدث باسم الوزارة وقائد عملياتها، مستمر بالدوام بشكل يومي رغم صدور قرار من رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي بإقالته. ووصف القرار بأنه «غير قانوني لعدم تمتع القائد العام للقوات المسلحة بصلاحية إقالة قائد عسكري معين بمرسوم جمهوري»، فيما أشارت مصادر مقربة من رئاسة الوزراء إن هناك «تغاضيا عن قرار الإقالة».

واللواء خلف يعد من أبرز القادة الأمنيين العراقيين والذي يشهد له العراقيون بالنزاهة والوطنية، وجاء قرار الإقالة ليفاجئ الجميع بمن فيهم وزير الداخلية جواد البولاني الذي لم تتم استشارته في الأمر. وذكرت مصادر في حينها أن اللواء خلف كان ضحية صراع سياسي بين المالكي والبولاني.

وقال مصدر مقرب من رئاسة الوزراء إن المالكي «لا يمكنه الاستغناء عن قادة عسكريين اثبتوا جدارة ومهنية في إدارة الملف الأمني في أوقات صعبة جدا مرت على هذا البلد، خاصة اللواء الركن عبد الكريم خلف الذي يتمتع بشعبية جيدة لكن وسائل الإعلام تناولت موضوع الإقالة بشكل رخيص وسهل وهذا لا يمكن أن يحدث». وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، وهو قيادي في حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي، أن «المالكي يتعامل مع القادة الأمنيين مثلما يتعامل مع أبنائه، خاصة أن خلف من المقربين له وساهم بالدفاع عن رئيس الوزراء في صولة الفرسان في البصرة، وعندما كان المالكي داخل مدينة البصرة أيضا، كما تصدى للكثير من المؤامرات ضد حكومة المالكي غير أن قرارات إدارية وفنية ولوجستية قد تتخذ في ظرف معين ومنها ما جرى لبغداد بعد أيام من تفجيرات الأربعاء الدامية». وشهدت بغداد هجمات دامية استهدفت وزارتي الخارجية والمالية وأسفرت عن سقوط المئات من القتلى والجرحى ووجهت اتهامات إلى الأجهزة الأمنية العراقية بالتقصير وتم إحالة عدد من الضباط للمحاكم العسكرية.

ومن جهته، قال مصدر مطلع في وزارة الداخلية لـ«الشرق الأوسط» إن «ما يحدث الآن حول موضوع إقالة خلف أشبه بصراع ليس بين عدة جهات بل حتى في المكان الواحد، فلا يختلف اثنان على مهنية وتضحيات خلف، خاصة أن خلف قد دفع ثمناً باهظاً من أجل تنفيذ واجباته عندما أراد مجرمون في بغداد ثنيه عن ذلك وقاموا بقتل أفراد من عائلته ومثلوا بجثثهم لمدة ثلاثة أيام». وقال المصدر إن «الحكومة لن تتخلى عن خلف الذي ستكون حياته مهددة من قبل الإرهابيين الذي خاض قتالا شرسا ضدهم طوال السنوات الماضية وربما تهديدهم لخلف لن ينتهي بسنة أو اثنتين وقد تستمر حتى سنوات طويلة، وهنا من غير الممكن أن نتخلى عنه في وقت هو لن يتخلى عن بلده في أصعب ظروفه». واللواء الركن عبد الكريم خلف (48 عاما) يشغل منصب مدير العمليات في وزارة الداخلية والناطق الرسمي باسمها وتولى قيادة عمليات عسكرية معقدة في بغداد وديالى والموصل والبصرة عندما كانت هذه المدن تسيطر عليها المجاميع المسلحة بالكامل، قبل أن يطلق المالكي عملية صولة الفرسان وبشائر الخير العسكرية في تلك المدن.