لبنان: إطلاق «صواريخ مجهولة» باتجاه شمال إسرائيل.. وتل أبيب ترد بقصف الجنوب

القوات الدولية والجيش اللبناني ينشران قوات إضافية.. السنيورة: جهات تريد أن يبقى لبنان في دائرة التأزيم

جنود لبنانيون يتفقدون الموقع الذي اطلق منه الصاروخان أمس (أ ب)
TT

عاد الملف الأمني في جنوب لبنان إلى الواجهة من جديد بقوة أمس مع إطلاق مجهولين صاروخين على الأقل من طراز كاتيوشا من محيط بلدة القليلة في جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل، ورد الجيش الإسرائيلي مستهدفا محيط البلدة نفسها دون أن يؤدي إطلاق الصواريخ والرد عليها إلى إصابات. وأفاد مصدر عسكري لبناني عن انطلاق صاروخين على الأقل من جنوب بلدة القليلة (15 كيلومترا من الحدود الإسرائيلية) في اتجاه شمال إسرائيل. وتم العثور على المنصتين اللتين أطلق منهما الصاروخان. وفي إسرائيل، أكد ناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن صواريخ عدة أطلقت من جنوب لبنان سقطت في الأراضي الإسرائيلية، مشيرا إلى أنها انفجرت في القطاع الغربي في الجليل، وأن القوات الإسرائيلية ردت بإطلاق «بين 12 إلى 15 قذيفة مدفعية» من العيار الثقيل، على دفعتين على جنوب لبنان. وحلق الطيران المروحي الإسرائيلي في أجواء القرى الحدودية، وخصوصا في بلدة مروحين.

واستمر القصف الإسرائيلي لنحو ساعة أبلغ بعده الجيش الإسرائيلي القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان وقف رده على مصادر النيران. واتخذت قوات «اليونيفيل» إجراءات أمنية مشددة على طول الخط الساحلي. ولفتت الناطقة باسم القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان ياسمينا بوزيان أن القوات الدولية والجيش اللبناني أنزلا قوات إضافية على الأرض في منطقة إطلاق الصواريخ لتفادي تدهور الأوضاع في الجنوب. وأكدت أن قوات «اليونيفيل» تقوم بإجراء اتصالات سريعة مع الجانبين اللبناني والإسرائيلي لتفادي تصاعد الأزمة. وأشارت بوزيان إلى أن الوضع ما زال تحت السيطرة. ويأتي هذا الحادث مع تعقيد طرأ على مسألة تشكيل الحكومة اللبنانية إثر اعتذار النائب سعد الحريري الذي كلف بتشكيلها قبل أكثر من شهرين ونصف الشهر بسبب خلافات بينه وبين الأقلية التي أبرز أركانها حزب الله على توزيع الحقائب واختيار الوزراء. وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية فؤاد السنيورة أن حادث إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان والرد عليها «في هذا الظرف بالذات خطير له استهدافات متعددة، ومنها العمل على توتير الأجواء واستدراج لبنان إلى دائرة الخطر والتأزيم، وهو ما تعمل الدولة اللبنانية على تجنبه». وأكد السنيورة، بحسب ما جاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة مجلس الوزراء، «اعتبار ما جرى بمثابة اعتداء على لبنان وسيادته».

ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون القصف الصاروخي من جنوب لبنان، ودعا الطرفين إلى ضبط النفس. وصرح ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز الذي كان يلتقي النائب الحريري، لدى حصول الحادث، أنه تلقى خلال الاجتماع «تقارير مثيرة للقلق عن إطلاق صواريخ عبر الخط الأزرق.. وحصول إطلاق نار من جانب إسرائيل». واعتبر، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة في بيروت، ما حصل «تطورا خطيرا جدا»، داعيا «جميع الفرقاء إلى ممارسة أقصى درجات الحذر وضبط النفس».

كما دان متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية الحادث وقال فيليب كراولي خلال المؤتمر الصحافي اليومي في الخارجية الأميركية «ندين بشدة هذه الهجمات (التي تشكل) انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الداعي إلى وقف الأعمال العسكرية». وربط كراولي بين إطلاق الصواريخ وانفجار مخزن للأسلحة تابع لحزب الله في 14 يوليو (تموز) الماضي، قائلا إن الحادثين «يؤكدان الحاجة العاجلة لوضع الأسلحة في لبنان تحت سلطة الدولة».

وهذه ثالث مرة منذ بداية 2009، يسجل فيها إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل دون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها. وسجل في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) سقوط سلسلة دفعات من الصواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل.