الأمن الجزائري: شبكات المافيا والإرهاب تسعى لضرب استقرار أجهزة الأمن

مقتل قيادي إسلامي في انفجار شرق العاصمة

TT

قال المسؤول الأول عن الأمن الجزائري، العقيد علي تونسي إن الإرهاب لا يزال يهدد البلاد «رغم الضربات القوية التي أضعفت قدراته بشكل كبير». واتهم «جهات كثيرة» بـ«زعزعزة استقرار جهاز الشرطة».

وذكر تونسي أول من أمس بمناسبة تخرج دفعة جديدة من ضباط الشرطة بالعاصمة، أن الجزائر «تعيش ظروفا صعبة بسبب استفحال الجريمة المنظمة واستمرار آفة الإرهاب». ودعا أفراد الأمن الذين تابعوا خطابا ألقاه عليهم بمدرسة الشرطة، إلى «تغيير هذا الوضع بمضاعفة جهود محاربة الإرهاب ومختلف الجرائم التي تهدد المجتمع». وكان تونسي يشير إلى تقارير أمنية تتحدث عن ارتفاع معدلات الجريمة بشكل كبير خلال السنوات الثلاثة الماضية.

واتهم جهات معينة دون الإفصاح عن هويتها بالتحديد، بـ«السعي لضرب استقرار الشرطة»، حيث قال: «هناك الكثير من الجهات التي تريد استهداف جهاز الشرطة، ويستوجب علينا محاربتها». وتحدث في نفس السياق عن «مجرمين وشبكات المافيا والجماعات الإرهابية» تكون، حسب ما قاله، وراء ضرب الشرطة. وترجح مصادر مطلعة بأن حديث تونسي عن «مافيا»، مرتبط بأخبار تداولتها صحف في الأسابيع الماضية، مفادها أن صراعا كبيرا احتدم بين وزير الداخلية الرجل القوي في نظام الحكم يزيد زرهوني، وبين المدير العام للأمن الوطني. وذكرت مصادر في حينها، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قرر إقالة تونسي الذي يترأس الشرطة منذ 15 سنة. وعرفت مصالح الأمن الأسبوع الماضي تغييرات هامة، حيث تم تنحية مدير الاستعلامات (مخابرات الشرطة) ومدير الشرطة القضائية، لكن تونسي بقي في منصبه مما فنَد الإشاعات حول رحيله. ودعا العقيد تونسي كوادر الشرطة ومسؤولي الأجهزة الأمنية، إلى «تنسيق الجهود وتكثيف التعاون وضمان تبادل المعلومات بشكل سريع ودقيق، من أجل تسهيل التصدي للجريمة والإرهاب الذي لا يزال يهدد المجتمع». وحرص على التأكيد أن «هيبة الشرطة والدولة تسترجعونها بالانضباط والصرامة وتطبيق القانون على الجميع». وتابع: «إذا كان هناك قدامى مجاهدين (شاركوا في حرب التحرير (1954 ـ 1962)، فأنتم المجاهدون الجدد». وفي سياق ذي صلة، قتل قيادي في «حركة الدعوة والتغيير» الإسلامية، المنشقة عن الحزب الإسلامي «حركة مجتمع السلم»، أول من أمس في انفجار قنبلة بولاية بومرداس (50 كلم شرق العاصمة). وذكر مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» أن عمر سماني كان متوجها إلى المسجد ببلدة أولاد هلال عندما انفجرت قنبلة استهدفت حسب المصدر، موكبا رسميا محاطا برجال الدرك. وقد خلف التفجير 3 جرحى من بينهم قيادي «التغيير»، 43 سنة، الذي توفي بالمستشفى متأثرا بجروحه.