شافيز يصل إلى مدريد ويعلن وفاة «الشعارات الاستعمارية»

رفض أن تكون إسبانيا بوابة أميركا اللاتينية إلى أوروبا

رئيس فنزويلا هوجو شافيز يتحدث مع ملك إسبانيا خوان كارلوس، في مدريد أمس (رويترز)
TT

وصل رئيس فنزويلا، هوجو شافيز، أمس إلى العاصمة الإسبانية مدريد لإجراء محادثات مع ملك ورئيس وزراء إسبانيا، وأعلن أن بلاده أصبحت الآن «على قدم المساواة» مع الإسبان مستعمريها السابقين.

وقال شافيز لوسائل الإعلام الإسبانية لدى وصوله إلى الفندق الذي يقيم فيه أنه يرفض فكرة أن إسبانيا هي بوابة أميركا اللاتينية إلى أوروبا.

وقال شافيز الذي وصل إلى مدريد قادما من موسكو «نحن لا نحتاج لهذه البوابات، ولا ينبغي أن نستمر في تكرار هذه الشعارات الاستعمارية فنحن على قدم المساواة».

واتهم شافيز إسبانيا وحكومات غربية أخرى بتحريف الحقائق حسب أهواء الجناح اليميني وتفسيراته للإضرار بأميركا اللاتينية، حسب وكالة الأنباء الألمانية. وقال الرئيس «لقد كانت هناك حملة إعلامية شعواء (لتظهر) العالم بمنظور مقلوب». وأضاف «فمن يحارب منا من أجل ديمقراطية حقيقية يدعوه طاغية.. ويطلقون على الطغاة ديمقراطيين».

ومن المقرر أن يلتقي شافيز برئيس الوزراء الإسباني، خوسيه لويز رودريجث ثاباتيرو، وملك إسبانيا، خوان كارلوس، ووزير الخارجية، ميجيل أنخيل موراتينوس في وقت لاحق من يوم الجمعة «أمس».

ولم تكن زيارة إسبانيا مدرجة في الأساس على برنامج الجولة التي يقوم بها شافيز في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا.

وقالت مصادر في الحكومة الإسبانية إن شافيز طلب الزيارة، فيما كان ثاباتيرو دائم الاهتمام بتعزيز العلاقات مع أميركا اللاتينية.

ومن المتوقع أن يبحث شافيز والقادة الإسبان عددا من الموضوعات تشمل الموقف في الشرق الأوسط والجدل حول القواعد العسكرية الأميركية في كولومبيا.

ويتهم شافيز الولايات المتحدة باستغلال تجارة المخدرات في كولومبيا كذريعة لبسط نفوذها العسكري على أميركا اللاتينية.

كانت العلاقات بين إسبانيا وفنزويلا قد دخلت حالة من الجمود في نوفمبر (تشرين الثاني) 2007 عندما قال الملك خوان كارلوس لشافيز «اخرس» بعدما وصف الأخير رئيس الوزراء الإسباني السابق، خوسيه ماريا أثنار، بـ«الفاشي» خلال القمة الايبيروأميركية في شيلي. وتم تنحية الخلافات جانبا عندما استقبل الملك شافيز في يوليو (تموز) 2008.

وشهدت جولة شافيز خطوات مثيرة للجدل مثل إعلانه الاعتراف بإقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الجورجيين الانفصاليين كدولتين خلال زيارته لروسيا، وإعلانه تصدير البترول لإيران واتهام إسرائيل بارتكاب مذبحة ضد الفلسطينيين.

من جهة أخرى من المقرر أن يغادر وفد أبخازي إلى كاراكاس عاصمة فنزويلا لبحث إقامة علاقات دبلوماسية بين أبخازيا وفنزويلا.

وقال وزير الخارجية الأبخازي سيرجي شامبا في تصريح لوكالة الأنباء الروسية «نوفوستي»، إن الوفد سيغادر الجمعة «أمس» إلى فنزويلا سعيا لتوثيق العلاقات الدبلوماسية الثنائية التي تحدث عنها الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز.

وأضاف أن وفدا من أبخازيا يقوم حاليا بجولة في أميركا اللاتينية، حيث زار كوبا وفنزويلا ونيكاراجوا. يذكر أن هناك علاقات دبلوماسية بين أبخازيا ونيكاراجوا.

كان الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز أعلن أول من أمس عقب مباحثات مع نظيره الروسي دميتري ميدفيديف اعتراف كاراكاس بإقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليين عن جورجيا «دولتين مستقلتين».