هولبروك يدعو منتقدي الانتخابات الأفغانية إلى التحلي بالصبر

بريطانيا قلقة من إلغاء أصوات في الانتخابات الرئاسية

TT

طالب ريتشارد هولبروك، المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان منتقدي الانتخابات الرئاسية التي جرت في البلاد الشهر الماضي بالصبر وعدم «استباق النتائج». وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) في وقت متأخر أول من أمس، قال هولبروك إنه يتعين إعطاء الوقت الكافي للجنة الانتخابات المستقلة في أفغانستان لاستكمال عملية فرز الأصوات. واستبعد المسؤول الأميركي إعادة الانتخابات الرئاسية الأفغانية التي جرت في 20 أغسطس (آب) الماضي، والتي شابتها عمليات تزوير، ووصف ذلك بأنه «ليس خيارا قابلا للتطبيق». وقال هولبروك «لم يتمكن كافة أفراد الشعب في أفغانستان من الإدلاء بأصواتهم، وكما قلت مرارا قبل هذه الانتخابات.. هناك انتخابات لم تتصف بالكمال في مختلف أنحاء الغرب أيضا.. إجراء انتخابات في ظل هذه الظروف أمر يتسم بالشجاعة، لذلك دعونا نرى ما سيحدث قبل استباق نتائج». وطبقا لنتائج أولية بعد فرز الأصوات القادمة من حوالي 92 في المائة من مراكز الاقتراع، حصل الرئيس الأفغاني حامد كرزاي على 1ر54 بالمائة من إجمالي تلك الأصوات، وهو كاف لفوزه، في حين حصل منافسه الرئيسي، وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله على 3ر28 بالمائة فقط.

وأدان أحد مراقبي الانتخابات من الاتحاد الأوروبي، ألماني، أمس ما وصفه بأنه «تزوير واسع النطاق بالفعل» في الانتخابات الرئاسية التي جرت في أفغانستان. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند إنه واثق من إمكانية تحقيق نتائج نزيهة. واستبعد عبد الله، الذي اتهم لجنة الانتخابات المستقلة بدعم كرزاي، التعاون مع الرئيس في حكومة وحدة. إلى ذلك صرح وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أمس بأن بريطانيا «قلقة» من «الاتهامات الخطيرة جدا بالتزوير» في عشرات من مكاتب التصويت في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 20 أغسطس في أفغانستان. وكانت اللجنة الأفغانية المكلفة النظر بالطعون الانتخابية أعلنت أول من أمس أنها أمرت بإلغاء أصوات شابها تزوير في الانتخابات. ويشمل قرار اللجنة 83 مكتب اقتراع من أصل أكثر من 25 ألف مكتب في مجمل أنحاء البلاد. وردا على سؤال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) حول قلق بريطانيا من إلغاء أصوات في الانتخابات الأفغانية، قال ميليباند «بالتأكيد. لن نكون طرفا في أي عملية تستر في نتائج الانتخابات». وأضاف «لهذا السبب تم إلغاء نتائج 83 مركز اقتراع وبالتالي إننا قلقون لاتهامات بحصول عمليات تزوير كبيرة». وتابع «لن يكون توجيه اتهامات دون الاستناد إلى وقائع بالأمر الصائب، لكن لجنة الطعون الانتخابية ستكتشف أساس كل القضية». وقال ميليباند إن «ذلك يكشف بطريقة ما الجدية التي نعتمدها في تصميمنا على كشف أي محاولة فساد وتزوير». وأشار إلى انه إذا ما حصل الرئيس الأفغاني حميد كرزاي على أكثر من 50% من الأصوات، فسيتم انتخابه. وفي حال العكس، فان دورة ثانية ستكون ضرورية. وبحسب النتائج الأخيرة التي شملت 6،91% من مكاتب التصويت، يبدو كرزاي، الأوفر حظا للفوز فيها ولو انه لم يعد مدعوما بقوة من المجتمع الدولي، متصدرا بفارق كبير مع 1،54% من الأصوات مقابل ابرز منافسيه عبد الله عبد الله مع 3،28%.