لقاح إنفلونزا الخنازير بجرعة واحدة.. يثبت فاعليته

يضاعف الإنتاج ويقلل التكاليف ويوفر مخزونا كافيا للدول الفقيرة

كويتيون يضعون أقنعة واقية خلال صلاة الجمعة أمس (أ.ف.ب)
TT

أكدت تجارب جديدة لاختبار فاعلية اللقاحات المضادة لفيروس إنفلونزا الخنازير «إتش1 إن1» أن جرعة واحدة منها فقط تكفي للتطعيم بها، الأمر الذي يناقض التوقعات الأولى التي روجت لإعطاء اللقاح على جرعتين.

وقد ظهرت أولى البوادر المشجعة في تجارب أجرتها شركة «سي إس إل» في أستراليا على التطعيم بجرعة من 15 ميكروغراما من اللقاح، نشرت نتائجها أول من أمس على الطبعة الإلكترونية من مجلة «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن» الطبية، وتأتي هذه النتائج لتدعم نتائج سابقة توصلت إليها الأسبوع الماضي شركتا «سينوفاك» الصينية، و«نوفارتس» السويسرية، لإنتاج اللقاحات. وقد صادقت الحكومة الصينية على إنتاج «سينوفاك» للقاحات، رغم أن الشركة لم تنشر أي بيانات عن تجاربها.

وقال الدكتور أنتوني فاوسي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، إن التجارب الجارية حاليا تحت إشراف مراكز الصحة الوطنية الأميركية تظهر أن البالغين الذين طعموا بجرعة واحدة من اللقاح، أضحوا محصنين من العدوى لفترة تراوحت بين 8 و10 أيام. ونقلت عنه صحيفة «نيويورك تايمز» أن هذا «يتوافق مع البيانات»، التي قدمتها الدراسة الأسترالية، «كما أنه يؤكدها». وأضاف أن الحماية القوية التي ستوفر للفئات الأكثر تعرضا للخطر، تقود إلى الافتراض بأن حياتهم ستكون في مأمن من الخطر.

وأوردت الدراسة الأسترالية نتائج اختبارات سريرية أجريت لفترة 3 أسابيع، طعم فيها أشخاص أصحاء من البالغين بجرعة 15 ميكروغراما، ثم حللت عينة من دمائهم بعد مرور 21 يوما، وبحلول ذلك الوقت رصدت كميات من الأجسام المضادة لدى 97 في المائة من المشاركين الذين بلغ عددهم 120 شخصا، كانت كافية لاعتبارهم محصنين من العدوى، وفي الوقت نفسه لم تظهر فاعلية جرعة 30 ميكروغراما من اللقاح أعطيت لمشاركين آخرين، إذ إنها لم تكن أقوى في تحصينهم.

ولم تسجل في التجارب حالات وفاة أو أعراض جانبية خطيرة، إلا أن نحو نصف المشاركين أشاروا إلى معاناتهم من ألم في الذراعين أو الصداع، وهذان عرضان شائعان في حالات التطعيم بلقاحات الإنفلونزا. وقال باول بيرياولت، رئيس فرع «سي إس إل» في الولايات المتحدة، إن التجارب الأميركية انطلقت بعد التجارب في أستراليا، وإنه لا يتوقع أن تكون مختلفة في نتائجها.

وعلق الدكتور جون ترينور، الخبير في اللقاحات في جامعة روشستر الأميركية، بأن «الجميع كانوا يخططون لسيناريو (التطعيم) بجرعتين، إلا أن هذه النتائج تخفف من صعوبات» السيناريو. وقال إنه على الرغم من أن الجرعة أعطيت للبالغين، فإنه يعتقد أنها فعالة لكل شخص يزيد عمره على 9 سنوات.

وقال خبراء أميركيون إن هذه النتائج ستؤدى إلى تضاعف كمية اللقاحات المنتجة، لتغطية الاحتياجات قبل حلول موسم الشتاء الذي يتوقع أن يشهد زيادة حادة في الإصابات بالعدوى، كما أنه سيزيد من إمكانات توزيع اللقاحات على الدول الفقيرة.

ووفقا لتقديرات الخبراء فإنه سيمكن تطعيم 159 مليون شخص في الولايات المتحدة، وهو العدد الذي وضعته مراكز مراقبة الأمراض والوقاية، للفئات الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى التي تشمل النساء الحوامل، والأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 24 سنة، ومقدمي الرعاية للأطفال الرضع، والمصابين بأمراض مزمنة، وأفراد طاقم الرعاية الصحية.

من جهتها أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس، أن إغلاق المدارس يقدم أفضل النتائج عندما يحصل في وقت مبكر جدا من تفشي الوباء، ويكون توقيت هذا الإغلاق مثاليا قبل إصابة 1 في المائة من السكان به».

وحذرت الصين من أنها قد تشهد هذا الخريف «عشرات الملايين» من حالات الإصابة بإنفلونزا الخنازير، وحدوث وفيات بأعداد كبيرة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ليانغ وانيان، نائب مدير مكتب الطوارئ في وزارة الصحة: «حسب تقديرات الخبراء فإن بلادنا قد تشهد هذا الخريف إصابة عشرات الملايين من الأشخاص بإنفلونزا (إتش1 إن1)، نصفهم قد يصاب بأعراض سريرية.. وحصول حالات خطرة ووفيات، أمر لا يمكن تفاديه».

ولم تسجل في الصين بسكانها البالغ عددهم 3.1 مليار نسمة حتى الآن، وفيات جراء إنفلونزا الخنازير، ومن المقرر أن يتم تلقيح 5 في المائة من السكان، أي 65 مليون شخص، بحلول نهاية 2009، وستمنح الأولوية لبعض الفئات العمرية والسكانية.

إلى ذلك، أعلنت تونس عن تراجع أعداد المرشحين لأداء فريضة الحج هذا العام بأكثر من النصف، إذ لن يتجاوز عددهم 4500 مرشح، بعد أن كان يصل في الظروف العادية إلى نحو 10 آلاف حاج، وذلك بسبب المخاطر من عدوى إنفلونزا الخنازير، وفقا لما أكده المنجي الحمروني، مدير الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة العمومية. وأضاف أن الاستعدادات لأداء مناسك الحج متواصلة بصفة عادية، وقد عملت الوزارة كالعادة على توفير الأدوية الضرورية والمستلزمات الطبية، كما أن الفريق الطبي المرافق يستعد لمرافقة الحجيج التونسيين، ولم يقع التقليص في عدد الأطباء والممرضين.

وقال الحمروني من ناحية أخرى إن الوزارة تتابع وضع إنفلونزا الخنازير في السعودية بصفة يومية، وتنتظر توفر القاح الصحي اللازم، ولم تتخذ أي إجراءات احترازية ضد الحج لهذا الموسم.