يقول تيلور برانتش، أحد مساعدي الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، في مذكراته التي نشرت مؤخرا، إن رجال الحماية ضبطوا الرئيس الروسي السابق الراحل بوريس يلتسين في أثناء زيارته لواشنطن عام 1995، وقد تسلل من البيت الأبيض إلى جادة «بنسلفانيا آفنيو»، وهو ثمل وبالملابس الداخلية، يحاول الحصول على تاكسي يأخذه لشراء قطعة «بيتزا» يسد بها رمقه.
مع ذلك لا يوازي حب يلتسين لـ«البيتزا»، إن صحت دعواه، حب الألمان لها على الرغم من أنهم يسمونها «تورتة المافيا». فالألمان مغرمون بالمعجنات الإيطالية التي وصلت إليهم كـ«المعكرونة» و«السباغيتي» و«البيتزا» منذ الأيام الأولى التي واكبت «الثورة الاقتصادية» الألمانية التي أعقبت الحرب العالمية الثانية.
وتشكل «البيتزا» اليوم النسبة الأكبر من مجموع الوجبات الجاهزة المجمدة التي يستهلكها الألمان بشكل يومي تقريبا. إذ تشير إحصائية لاتحاد منتجي الأغذية المجمدة أن 39.2% من الطعام الذي يستهلكه الفرد الألماني سنويا تشكله الوجبات الجاهزة.. وتمثل «البيتزا» الجزء الأعظم منها. وإذا كان البالغ الألماني يأكل وجبتين إيطاليتين في الأسبوع فإن الأطفال يأكلون ثلاث أو أربع وجبات أسبوعيا.
ولقد تصدرت «البيتزا» الإيطالية قائمة أكثر الوجبات الشعبية انتشارا في ألمانيا حسب إحصائية لمؤسسة «ريسبوندي المساهمة» المتخصصة في الدراسات حول عادات الشعوب. وصوت 74% من الألمان لصالح «البيتزا» بمختلف أنواعها، كأكثر وجبة مفضلة عندهم في قائمة تعددية الخيارات. وبذا تغلبت «البيتزا»، لأول مرة، على النقانق الألمانية المشهورة وعلى الشاورما التركية «الدونر كباب». إذ صوتت نسبة 62% فقط لصالح النقانق التي كانت تعتبر الأكلة الشهيرة للألمان التي توازي الـ«فيش آند تشيبس» (السمك والبطاطس المقلية) عند الإنجليز. وجاء الدجاج المشوي في المرتبة الثالثة (61%) تاركا لمختلف أنواع الساندويتش المرتبة الرابعة فقط (59.8%). ولا تحلو بالطبع أية وجبة ألمانية باللحم من دون الـ«تشيبس» أو أصابع البطاطس، لذلك فقد حلت البطاطس بالمرتبة الرابعة محققة 52%.
هذا، وفي حين تعادل، لحسن الحظ، «الجيروس» اليوناني مع «الدونر كباب» التركي (51% لكل منهما) أزاح السوشي الياباني (25%) وجبات «الووك» الصينية عن المرتبة العاشرة. ومما يذكر، أن «الدونر كباب» التركي كان الوجبة الشعبية الثانية في ألمانيا بعد النقانق في الثمانينات.