مدينة بيتسبرغ تعتبر القمة منحة إلهية لها

35 مليون دولار ستنفق خلال الاجتماعات بالإضافة إلى الإعلانات على المدى الطويل

استعدادات أمنية مشددة شهدتها بيتسبرغ أمس (أ.ب)
TT

تنظر مدينة بيتسبرغ الأميركية لقمة العشرين الاقتصادية المقامة بها كمنحة إلهية؛ وذلك حيث تشير تقديرات العمدة لوك رافنستال إلى أن الآلاف من الحاضرين والمحتجين سوف ينفقون 35 مليون دولار في المدينة خلال المؤتمر الذي يستمر لمدة يومين.

وفي الوقت نفسه، أكد مكتب العمدة أن الاستعانة بالمزيد من القوات الأمنية سوف تتكلف أكثر من 19 مليون دولار أميركي، تتكفل الحكومة الفيدرالية بنحو 10 ملايين دولار منها، بينما تتكفل الولاية بنحو أربعة ملايين دولار وتتحمل المدينة الباقي.

ويضيف العمدة أن الأهم من ذلك هو أن تلك القمة سوف تمنح بيتسبرغ الفرصة لتغيير فكرة مدينة الصدأ المتفشية عنها.

يقول السيد رافنستال (29 عاما): «لقد كان الصحافيون، وأصحاب المقامات الرفيعة والمسؤولون الأمنيين يزورون مديتنا منذ بداية أغسطس (آب)، يتناولون الطعام في مطاعمنا، ويتسوقون في متاجرنا، ويقيمون في فنادقنا. ولكن هذا هو المكسب على المدى القصير فقط، أما على المدى البعيد فهناك مكسب التسويق المجاني الذي حصلنا عليه على مستوى العالم».

وأضاف العمدة أن «قصة التحول الاقتصادي لمدينة بيتسبرغ قد ساهمت في التخلص من صورة (المدينة التي يكسوها الدخان) واستبدالها بصورة (خضراء) حقيقية وهو ما ينبئنا بمدى إمكانية إحياء الاقتصاد وتنويعه».

ومن جهة أخرى، ذكر العمدة أن معدل البطالة في بيتسبرغ يبلغ 7.7 في المائة، مما يجعله أقل من معدل البطالة سواء على مستوى الولاية أو على مستوى الدولة، مضيفا أن المدينة كانت رائدة في التكنولوجيا الخضراء؛ فسوف يلتقي قادة قمة العشرين في مركز مؤتمرات «ديفيد لورانس» الذي يلتزم بالحفاظ على البيئة، ويتناولون الطعام في حدائق «فيبس» المصممة خصيصا لكي لا تحتاج إلى مصادر خارجية للطاقة أو المياه. وتستدعي التظاهرات المخطط لها أثناء القمة في أذهان الكثير من الناس الصورة التي ما زالوا يحتفظون بها لمدينة الصلب. فعلى الرغم من أن مدينة بيتسبرغ قد طورت نفسها وجذبت المتخصصين الشباب من خريجي الجامعات، ظلت المدينة بالنسبة للكثير من الناس رمزا لانهيار القاعدة الصناعية للدولة وخسارة الوظائف الصناعية.

ويقول لاري هولمز، المتحدث الرسمي باسم «حركة إنقاذ الشعب» التي تدعو إلى تبني نسخة جديدة من «إدارة الأعمال» التي ابتكرها الرئيس فرانكلين روزفلت خلال الكساد العظيم: «هذه المدينة هي المكان الملائم لإثارة المخاوف المتعلقة بفرار الوظائف إلى الخارج وسعي الحكومة لإنقاذ البنوك على الرغم من عدم ترحيبها بوضع ضوابط على استثمار رأس المال».

وقد بدأت التظاهرات بحماس يوم الأربعاء، عندما رفع نشطاء السلام الأخضر راية على كوبري «ويست إند» الذي يمر على نهر «أوهايو» مكتوبا عليها «خطر» وأسفلها «خراب المناخ قادم»، «قللوا من انبعاث ثاني أكسيد الكربون الآن».

ويقول بيل بوشتر، مساعد رئيس قسم شرطة بيتسبرغ، إنه تم اعتقال أربعة عشرة من المتظاهرين؛ واتهامهم بالتجمهر، واعتراض حركة المرور من بين عدة تهم أخرى.

وعلى الرغم من أن معظم الجماعات المتظاهرة كانت قد حصلت على تصريح من المدينة، وتعهدت باستخدام وسائل الاحتجاج السلمية، لكي توصل رسالتها، فإن المدينة رفضت منحهم تصاريح باستخدام عدد من المتنزهات والطرق التي تسمح لهم بالسير على مرأى ومسمع من قادة قمة العشرين.

وقد رفعت مجموعتان من تلك المجموعات قضية على المدينة أمام المحاكم الفيدرالية لما وصفوه بأنه تعد مستمر واعتقالات استباقية من قبل الشرطة، ولكن القاضي رفض يوم الثلاثاء استصدار أوامر رادعة. وقالت الشرطة خلال الأسبوع الجاري إنهم يرغبون في أن يكونوا مستعدين لحدوث أي شكل من الفوضى.

وقالت الشرطة إنها ترغب في تجنب ذلك النوع من المواجهات الذي حدث في عام 1999 في «سياتل» خلال اجتماعات «منظمة التجارة العالمية»؛ عندما أطلق رجال الشرطة القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين، مما أسفر عن اعتقال 600 وثلاثة ملايين دولار خسائر في الممتلكات.

* خدمة نيويورك تايمز