قوى الأكثرية والمعارضة في لبنان ترحب بزيارة الأسد للسعودية

نواب لبنانيون اعتبروا أهميتها في كونها غير مقررة وتفاءلوا بتأثيرها الإيجابي على تشكيل الحكومة

TT

شغل أمس السياسيون اللبنانيون بالتعليق على زيارة الرئيس السوري بشار الأسد المملكة العربية السعودية في مناسبة افتتاح جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا. ورحب بها فريقا الأكثرية والمعارضة، معلقين عليها الآمال في الإسراع في تأليف الحكومة الأولى بعد الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 7 يونيو (حزيران) الفائت. ومن المرحبين، الرئيس الأسبق للحكومة اللبنانية سليم الحص الذي قال أمس إنها «خطوة شجاعة تصب في مصلحة الوفاق العربي الذي أضحى ضالة أمتنا المنشودة. وهناك في لبنان من يزعم أن هذه الخطوة ستؤدي إلى تسهيل عملية تأليف الحكومة. نحن لا نعتقد ذلك لأننا نرى أن قرار لبنان السياسي، إنما يتخذ في لبنان ولا علاقة له بالتطورات الإقليمية».

أما عضو كتلة «المستقبل» نائب رئيس مجلس النواب النائب فريد مكاري فأسف لـ«أن يكون للخارج تأثير في تأليف الحكومة»، وقال ردا على سؤال عقب خروجه من الاستشارات النيابية: «يبقى الموضوع الأساسي والأفضل أن يتمكن المسؤولون اللبنانيون من تأليف الحكومة من دون الاتكال على الخارج».

ورأى وزير الدولة جان أوغاسابيان، أن «المطلوب في المشاورات النيابية إرساء قواعد لحوار منطقي وعقلاني يؤدي إلى إنتاج مناخات داخلية مؤاتية تساعد على تأليف حكومة متجانسة وفعالة ومتضامنة وترتكز على الدستور والأصول الديمقراطية وتأخذ في الاعتبار نتائج الانتخابات النيابية». ودعا إلى «الاستفادة من مناخات التهدئة الخارجية، خصوصا عقب زيارة الرئيس السوري بشار الأسد للسعودية». وقال: «من شأن أي تقارب عربي ـ عربي أن ينعكس إيجابا على الساحة الداخلية، وبصورة خاصة على عملية تأليف الحكومة». بدوره، قال عضو تكتل «لبنان أولا» النائب خالد زهرمان إنه «بعد مرور سورية في مآزق كبيرة، كان لا بد للرئيس السوري بشار الأسد من زيارة المملكة العربية السعودية لفتح صفحة جديدة على المستوى العربي ـ العربي، إلا أن الحضور السوري كان متوقعا على مستوى أقل»، مشددا على أن «الخطوة السورية باتجاه السعودية، خطوة استراتيجية لإعادة سورية إلى الصف العربي، ولبنان سيستفيد من التداعيات الإيجابية الناتجة عن لملمة الوضع العربي. ونأمل في أن تسرع هذه الخطوة تأليف الحكومة». ورأى أن «غياب القطريين والإيرانيين عن حدث افتتاح جامعة الملك عبد الله في جدة يعني رفضهما الزيارة السورية إلى السعودية»، مشيرا في هذا الإطار إلى أن «لا مصلحة لإيران في عودة سورية إلى الخط العربي».

وعلق عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري على الزيارة وعلى مصافحة الأسد رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة، فقال: «الزيارة يمكن أن تفتح الباب أمام تأليف حكومة، وحتى صباح (أول من) أمس لم تكن هذه الزيارة مقررة. ربما القيادة السورية أعادت تقويم الموقف وحساباتها وارتأت أن القيام بالزيارة ربما سيفيد. نحن كلبنانيين نأمل في أن تكون العلاقات العربية طبيعية وهادئة بين كل الدول العربية وأن تخف درجة التشنج بينها عموما. فهذا سينعكس علينا في لبنان». وعن إمكان تأثير الزيارة إيجابا في الأوضاع في لبنان، قال النائب دوري شمعون: «ربما تؤثر إن وجدت النيات عند الرئيس الأسد. وينبغي عليه أن يكون موقفه واضحا بعد عودته من السعودية بالإيعاز إلى جماعته أو لأصدقائه وحلفائه في لبنان بأن ينسوا أمر مطالبهم الصغيرة والتوجه إلى ما هو أهم من ذلك وهو مصلحة لبنان».

ورأى عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب هنري حلو أن زيارة الأسد للمملكة «تصب في إطار تحسين العلاقات بين الدولتين بعد التباعد الذي شهدته في الفترة الأخيرة». وقال: «بالنسبة إلى انعكاساتها على الوضع في لبنان علينا انتظار النتائج، لكن في مطلق الأحوال نحن نرى أن أي تقارب أو تفاهم عربي ينعكس إيجابا على أوضاعنا الداخلية، خصوصا على موضوع تأليف الحكومة في هذا الوقت». في المقابل، اعتبر عضو كتلة حزب البعث النائب قاسم هاشم أن مشاركة الأسد في افتتاح جامعة الملك عبد الله تأتي «تأكيدا لحرص سورية الدائم والتاريخي على التضامن العربي. وهو ما سعت إليه سورية منذ السبعينات وعملت لأجله طريقا وسبيلا أساسيا لوحدة الموقف العربي، بما يحفظ للعرب وجودهم وحضورهم في هذا العالم الذي يستهدفهم حتى في هويتهم». ورأى أنه «من الطبيعي أن يكون لهذه المشاركة انعكاس لبناني إيجابي، نظرا إلى موقع الدولتين وعلاقاتهم الداخلية والإقليمية»، آملا في «أن يستثمر اللبنانيون هذا المناخ الإيجابي في العلاقات العربية ـ العربية، بما يعود بالفائدة على الاستقرار الداخلي من خلال الإقلاع عن الخطاب العالي النبرة والعودة إلى الهدوء والحوار تمهيدا للتفاهم على تفاصيل حكومة الوحدة والشراكة الوطنية وفق الصيغة المتوافق عليها انطلاقا من استشارات جادة». كذلك، اعتبر عضو كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب أنور الخليل أن زيارة الأسد للسعودية «مبادرة طيبة وشجاعة». وقال إنها «تعكس حرص القيادة السورية على ترميم الواقع العربي وإعادة مناخ الثقة بين الدول العربية تمهيدا لحوار إيجابي يزيل الشوائب والعثرات التي اعترت العمل العربي المشترك في الآونة الأخيرة». ورأى أن «ملاقاة الرئيس السوري القيادة السعودية وتلبيته الدعوة الكريمة من الملك عبد الله تعكس حرص الجانبين على تجاوز المشكلات بينهما وإعادة العلاقة إلى ما كانت عليه وربما أفضل». وأشار إلى أن «اللبنانيين مرتاحون لتطور الأمور بين البلدين الشقيقين على هذا النحو. ولا شك أن ذلك سينعكس إيجابا على الكثير من الملفات العربية ذات الاهتمام المشترك ومنها لبنان».