التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل تطور إلى حد القيام بجولات مشتركة في مدن الضفة الغربية

بدا أفضل من الجانب السياسي

TT

يشهد التنسيق الأمني بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الضفة الغربية، يوما بعد يوم، تطورا ملحوظا، إذ أصبح الجانبان في الآونة الأخيرة يقومان بجولات أمنية مشتركة في شوارع مدن الضفة الغربية. ومنذ سنين لم يشاهد الفلسطينيون مواكب أمنية مشتركة، كما حدث في بيت لحم، مساء الأربعاء، عندما زار قائد ما يسمى «المنطقة الوسطى» بالضفة الغربية في جيش الاحتلال، افي مزراحي المدينة، واجتمع مع رؤساء الأجهزة الأمنية في السلطة. وقالت مصادر أمنية فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» إن الجولة روتينية، ولم يكن فيها أي جديد، وان قائد المنطقة الوسطى الجديد رغب بزيارة بيت لحم ليتعرف عليها عن قرب.

وعادة ما يمتدح الجيش الإسرائيلي، التعاون الأمني مع السلطة الفلسطينية، والذي ساهم في فرض أكبر قدر من الأمن بالضفة الغربية، في مواجهات الجماعات المسلحة، وخصوصا حركة حماس. ويقر الجانبان أن الفترة الأخيرة شهدت تعاظماً ملحوظاً في التعاون الأمني والتنسيق، وهو تعاون لم يكن مسبوقا حتى بعد توقيع اتفاق أوسلو بقليل. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قد أشاد بالتعاون المشترك بين أجهزة أمن السلطة والجيش الإسرائيلي. وقالت صحيفة «يديعوت أحرنوت» إن قائد المنطقة الوسطى الجديد، أجرى جولة تنسيق أمني في مدينة بيت لحم، بمرافقة سيارات عسكرية فلسطينية. وأن ذلك يجري بمعزل عن الأوضاع السياسية. وأضافت الصحيفة «في الوقت الذي تصاعد فيه التوتر في نيويورك بين السياسيين، وجرت المصافحة الفاترة، جلس في بيت لحم ضباط إسرائيليون وفلسطينيون معا كأصدقاء حقيقيين، وأجروا تنسيقات أمنية وتبادلا المساعدات».

وتابعت يديعوت «مشهد غير عادي شوهد في شوارع بيت لحم: 3 سيارات جيب عسكرية إسرائيلية مجهزة بالمعدات، وفيها قائد المنطقة الوسطى الجديد اللواء أفي مزراحي، وكبار ضباط مركز قيادته، يجوبون شوارع المدينة بمرافقة مركبات عسكرية تابعة للأمن الفلسطيني. استقل تلك المركبات عسكر من قوى الأمن الفلسطيني يعتمرون الخوذ العسكرية ويحملون بنادق «كلاشينكوف»، وقد أنهوا مؤخرا تدريبات عسكرية في الأردن على يد مدربيهم الأميركيين».

وأكد مسؤولون فلسطينيون أن الجولة المشتركة أجريت في إطار التنسيق الأمني بين الجيش الإسرائيلي وبين الأجهزة الأمنية الفلسطينية من أجل مساعدة قائد المنطقة الجديد في التعرف على المنطقة.

وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين أن «التعاون والتنسيق الأمني مع أجهزة الأمن الفلسطينية يجري على قدم وساق وبأفضل المستويات بشكل غير مسبوق». ويضيف المسؤولون أن «جلسات تنسيق دورية تعقد بين على كل المستويات بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقال مصدر مسؤول في الجيش الإسرائيلي إن مزراحي قام مؤخراً بجولات مماثلة في عدد من المدن الفلسطينية في الضفة، وذلك في إطار التنسيق الأمني القائم بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، على جميع الصعد. وشمل هذا التنسيق العمل الشرطي كذلك، الذي طال متابعة المخالفين مروريا وإعادة إسرائيليين يدخلون بالخطأ إلى المدن الفلسطينية، وحتى في التحقيق المشترك في جرائم. وتسيطر الشرطة الفلسطينية على 10 مدن في الضفة الغربية، في مناطق «أ» أما باقي الضفة، فتخضع للسيطرة الإسرائيلية، وأي تحرك خارج «أ» يحتاج إلى تنسيق وموافقة إسرائيلية.