ميليباند: الدول الست تريد ردا جادا من إيران في محادثات أكتوبر

خامنئي يحذر من مؤامرات أميركا وبريطانيا.. وميدفيديف يقر بأن العقوبات قد لا يكون مفر منها

TT

أكد المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي أن على الإيرانيين أن يكونوا متنبهين في مواجهة «مؤامرات» الولايات المتحدة وبريطانيا، وفق ما نقل عنه التلفزيون الرسمي.

وقال خامنئي، خلال اجتماع مع أعضاء مجلس الخبراء المكلف اختيار المرشد الأعلى والإشراف على عمله، إن «الحكومة البريطانية، مع حصيلة قاتمة تمتد مائتي عام ضد إيران، والولايات المتحدة ودول أخرى لا تزال تشيد بالبعض (مجموعات المعارضة) وتؤكد أنها تدعم الإيرانيين».

وأضاف «علينا ألا نتجاهل مؤامرات الأعداء الساعين إلى إحداث انقسام بيننا».

وأكد خامنئي أيضا أن الولايات المتحدة وبريطانيا كانتا «راضيتين» عن الحوادث التي وقعت بعد إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد في يونيو (حزيران). وأفادت حصيلة رسمية أنه تم اعتقال نحو أربعة آلاف شخص خلال التظاهرات التي تلت الانتخابات وقتل 36 شخصا، في حين تحدثت المعارضة عن مقتل 72 شخصا.

وتصاعد التوتر بين طهران والدول الغربية مع اقتراب موعد الاجتماع بين طهران والدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) لبحث البرنامج النووي الإيراني في الأول من أكتوبر (تشرين الأول). وترفض طهران اتهامها بالسعي إلى امتلاك برنامج نووي ذي أغراض عسكرية.

وفي نيويورك قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليبند إن القوى الست الكبرى اتفقت على أنه يجب على إيران أن تعطي ردا جادا في محادثات أول أكتوبر في جنيف بشأن البرنامج النووي لطهران.

وقال ميليبند مشيرا إلى بيان اتفقت عليه بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة: إننا نتوقع ردا جادا من إيران وسنقرر في سياق نهج المسارين الذي نتبعه وحسب نتيجة الاجتماع ما هي خطواتنا التالية. وأضاف قوله أن القوى الست اتفقت أيضا على أنه يجب على إيران أن تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لحل المسائل المتبقية التي يجب إيضاحها لاستبعاد إمكانية أن يكون للبرنامج النووي لإيران أبعاد عسكرية. وأوضحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن الولايات المتحدة وحلفاءها جادون في اتباع نهج المسارين في التعامل مع إيران وهو متابعة المحادثات مع إيران وفي الوقت نفسه دراسة فرض مزيد من عقوبات الأمم المتحدة إذا تجاهلت طهران مطالب الأمم المتحدة بتجميد برنامجها للتخصيب.

وقالت للصحافيين: يجب ألا يهون أحد من عزمنا على متابعة السير في أحد المسارين أو كليهما. وأضافت: الأمر رهن برد إيران. وكان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف قام بخطوة في اتجاه نظيره باراك أوباما، الأربعاء، عبر الإقرار أمام الرئيس الأميركي بأن العقوبات قد تكون أمرا «لا بد منه» ضد إيران إذا واصلت تحدي المجتمع الدولي عبر برنامجها النووي المثير للجدل.

وقال ميدفيديف بعد محادثات في نيويورك مع أوباما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة إن «العقوبات نادرا ما تؤدي إلى نتائج مثمرة، ولكن في بعض الحالات فإن (اتخاذ) عقوبات أمر لا بد منه».

لكن الرئيس الروسي دعا المجتمع الدولي إلى توجيه إشارات إيجابية إلى طهران، وقال «علينا مساعدة إيران في اتخاذ القرار السليم».

من جهته، حذر أوباما إيران من فرض عقوبات جديدة عليها في حال واصلت تحدي المجتمع الدولي.

وقال إن «عقوبات جديدة مشددة تظل محتملة»، داعيا طهران إلى «انتهاز فرصة» المفاوضات مع الدول الست الكبرى (ألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) المعنية بالملف النووي الإيراني.

ولاحقا، أكد المسؤول في البيت الأبيض مايكل فاكول أن لا «مؤشر إلى خلاف» في أهداف الولايات المتحدة وروسيا حول الملف الإيراني.

وقال ماكفول، العضو في مجلس الأمن القومي، «ثمة تقارب بيننا حول مجموعة من الأهداف الاستراتيجية المشتركة ولا أرى في الوقت الراهن مؤشرا إلى خلاف بين أهدافنا حيال إيران».

من جهة أخرى، أبدى الرئيس الأميركي «ثقته» بأن بلاده وروسيا ستتوصلان قبل نهاية هذا العام إلى اتفاق يكون بمثابة بديل من معاهدة «ستارت 1» حول تقليص حجم الأسلحة الاستراتيجية.

وقال أوباما للصحافيين «نحن واثقان معا بالقدرة على احترام المهلة التي حددناها لأنفسنا» للتوصل إلى اتفاق حول تقليص الأسلحة النووية «قبل نهاية العام». كذلك، هنأ ميدفيديف نظيره الأميركي بقرار التخلي عن مشروع الدرع المضادة للصواريخ في أوروبا، معتبرا أنه «منطقي إلى حد بعيد» من جانبها أكدت الصين، أمس، معارضتها لفرض عقوبات على إيران غداة المواقف الحازمة التي عبر عنها قادة غربيون ضد البرنامج النووي لطهران في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية، جيانغ يو، في لقاء مع صحافيين «ما زلنا نعتقد أن العقوبات والضغوط ليست طريقا للخروج» من الأزمة. وأضافت «حاليا هذا ليس أفضل من الجهود الدبلوماسية»، معبرة عن أملها في أن «تضاعف الأطراف المعنية جهودها الدبلوماسية».