لندن وواشنطن تنفيان تجاهل أوباما لبراون في الأمم المتحدة

أوباما يتحدث إلى براون، ويبدو أمامهما رئيس الوزراء الياباني هاتوياما، خلال اجتماع في الأمم المتحدة بنيويورك أمس (رويترز)
TT

نفت لندن وواشنطن ما ورد في تقارير إعلامية بريطانية ذكرت أن الرئيس الأميركي باراك أوباما رفض خمس مرات طلبا للقاء رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون في الأمم المتحدة، في وقت تشهد العلاقات بين البلدين توتراً منذ إطلاق سراح المواطن الليبي عبد الباسط المقرحي الذي كان يقضي عقوبة بالسجن لإدانته في قضية لوكربي.

وكانت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية نقلت عن مصادر لم تحددها أن براون واوباما اجريا حوارا غير رسمي استغرق 15 دقيقة في مطبخ في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، بدلا من عقد لقاء رسمي، وواصلا حوارهما وهما يغادران مبنى المنظمة الدولية مساء الثلاثاء. وقال دبلوماسي «جرت خمس محاولات للحصول على موعد ولم تكن أي منها مثمرة». ومن جهتها، كتبت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أن هذا الرفض يشكل ضربة لبراون الذي يحاول تلميع صورته بظهوره إلى جانب اوباما بينما يفترض أن تجري منتصف العام المقبل انتخابات في بريطانيا.

ونفى مكتب براون أن يكون اوباما تجاهل رئيس الوزراء البريطاني ورفض أن يجري معه محادثات ثنائية في الأمم المتحدة وفي قمة العشرين في بيتسبيرغ. ونفى براون نفسه هذه الأنباء، إذ قال خلال مقابلة أجرتها معه شبكة «ان بي سي» الإخبارية الأميركية الليلة قبل الماضية: «التقيت الرئيس اوباما الليلة الماضية (ليلة الثلاثاء ـ الأربعاء) وكان لنا حديث طويل حول بعض القضايا الكبرى التي تؤثر فينا، وسألتقيه في بيتسبيرغ على انفراد. إننا نلتقي في كل الأوقات، ونتحدث في كل الأوقات». وأضاف: «إنني أقول إن العلاقة الخاصة بين بريطانيا وأميركا قوية وتستمر كذلك، وأعتقد أن السبب في كونها قوية هي أنها قائمة على قيم مشتركة». وتابع: «إننا نشترك في نفس التوجه بشأن قضايا التعاون الاقتصادي والتغير المناخي والدعم نحو توفير الحريات والفرص في كل أنحاء العالم».

كما نفى البيت الأبيض فكرة أن أوباما لم يمنح بروان أولوية مثل باقي القادة. وقال متحدث باسم البيت الأبيض: «كل الأنباء التي تحدثت عن توتر في العلاقة الثنائية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة سخيفة تماما». وأضاف: «الرئيس أوباما ورئيس الوزراء براون يتمتعان بعلاقة رائعة، ويتحدثان باستمرار حول عدد واسع من التحديات الصعبة التي تواجه بلدينا، ويلتقيان بشكل دائم».

وكان الإفراج عن المقرحي الشهر الماضي بينما كان يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة اثر إدانته في قضية لوكربي، قد أثار غضب البيت الأبيض وأقارب الضحايا الأميركيين في الاعتداء. ووصف أوباما عملية إطلاق المقرحي بأنها كانت «خطأ».

وقال روبين نيبليت، الخبير في الشؤون السياسية بمعهد الأبحاث «تشاتهام هاوس» (مقره لندن) لهيئة الإذاعة البريطانية، إن إدارة اوباما كانت «براغماتية» وتفهمت أن قرار الإفراج عن المقرحي كان صعباً. وأضاف نيبليت لهيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي): «أعتقد بأن هذه الإدارة، بما فيها الرئيس أوباما كانت مستاءة جداً لإطلاق سراح (المقرحي) لكن لا أظن أنهم يصلون إلى مستوى الرد بتجاهل» رئيس الوزراء البريطاني. وقدر أن أوباما كانت له ببساطة أولويات أخرى في الأمم المتحدة تتمثل في العمل مع روسيا والصين. وأجرى باراك فعلا محادثات ثنائية في نيويورك مع نظيريه الصيني هو جينتاو والروسي ديمتري مدفيديف ورئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما.