طالبان تقتل 7 وجهاء قبليين قريبين من الحكومة في باكستان

الضحايا كانوا أعضاء في ميليشيات محلية تشكّلت لمواجهة المتشددين

TT

قتل مقاتلو حركة طالبان أمس سبعة وجهاء قبليين مؤيدين للحكومة الباكستانية، قرب المنطقة القبلية المحاذية لأفغانستان، حسبما أفادت الشرطة.

وقال قائد الشرطة إقبال مروت، إن «مقاتلي طالبان هاجموا الوجهاء القبليين الذين كانوا في طريقهم إلى قرية للتوسط بين سكانها». مضيفا أن الأعيان السبعة الذين كانوا يعبرون سيرا على الأقدام قتلوا على الفور، بينما فر الناشطون.

وقال ضابط في الشرطة لـ«الشرق الأوسط»، إن «القتلى السبعة كانوا كلهم أعضاء في لجنة السلام المحلية، التي ساهمت الحكومة في تشكيلها بهدف إحداث توازن أمام تزايد تأثير طالبان في المنطقة».

ووقع الكمين الذي نصبه مقاتلو طالبان في جانيخيل، القريبة من المنطقة القبلية في شمال وزيرستان، حيث تؤكد واشنطن أن مقاتلي القاعدة وطالبان أقاموا قواعد بعد الغزو الأميركي الذي أطاح في 2001 نظام طالبان.

وكان بين القتلى الزعيم القبلي مالك سلطان، الذي عمل بنشاط مع قوات الأمن الباكستانية لتشكيل ميليشيات محلية هدفها مواجهة طالبان. وقال سكان محليون، إن سلطان ساعد في إنشاء ميليشيا «لشكر»، بعدما خطف ناشطون في طالبان طلابا ومدرسين في يونيو (حزيران) الماضي، خلال نقلهم إلى منازلهم بحافلة من بيوتهم إلى مدرسة صيفية يديرها الجيش. وقد أفرج عن الطلاب في وقت لاحق، بينما تبنت عملية الخطف حركة طالبان الباكستانية، التي قتل زعيمها بيت الله محسود في قصف أميركي في أغسطس (آب) الماضي.

وكان تسليح ودعم قوات قبلية إحدى الوسائل التي لجأت إليها باكستان، التي تملك جيشا تقليديا وتنقصها معدات وخبراء مكافحة التمرد، لحماية سكان شمال غربي البلاد.

من جهة أخرى، قالت قوات الأمن الباكستانية، إنها قتلت ثمانية من عناصر طالبان بعد محاولتهم نصب كمين لقافلة عسكرية في ملكند، حيث فرضت الحكومة الشريعة على ثلاثة ملايين شخص في اتفاق سلام فاشل مع طالبان. وجرى تبادل إطلاق النار في مدينة دارغاي قرب وادي سوات، حيث يواجه الجيش جيوبا للمقاومة، منذ الحملة التي شنها للقضاء على متمردي طالبان وأدت إلى نزوح مليوني شخص. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناطق العسكري في سوات، الكولونيل اخطر عباس قوله، إن «ناشطين قرب القناة أطلقوا النار على قافلة عسكرية في دارغاي، فردت القوات وقتلت الناشطين الثمانية». وأوضح مسؤول في الشرطة المحلية، هلي خان، أنه لم يطالب احد بالجثث، وقامت الشرطة بدفنها في مقبرة البلدة. وذكر سكان أن الجثث وضعت في سيارتي بيك أب ونقلت إلى سوق، تطبق فيه القوات نظاما خاصا يدعو الناس إلى «مساعدتها في التعرف على الجثث»، لكن لم يأت أحد. وتابعوا أن الجثث دفنت بعد ذلك بمساعدة السلطات المحلية.

ووادي سوات الذي يقع على بعد حوالي مائة كيلومتر شمال غربي إسلام آباد كان موقعا سياحيا مهما في باكستان قبل أن يسيطر عليه مقاتلو طالبان صيف 2007. وبعدما حاولت لفترة طويلة التفاوض معهم وحتى قبول إقامة نظام قضائي محلي يحاكم بموجب الشريعة، انتهت إسلام آباد إلى اختيار الهجوم العسكري في أبريل (نيسان) الماضي.