نجاد يتحدث لقاعة شبه خالية.. ويعرض مبادرتين نوويتين

مجلس الأمن يقر في قمة تاريخية رأسها أوباما قرارا يدعو لعالم خال من الأسلحة النووية

وفود تغادر قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة مع بدء نجاد القاء كلمته (أ.ف.ب)
TT

في جلسة تاريخية وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع في قمة استثنائية رأسها الرئيس الأميركي باراك أوباما على مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة يدعو جميع الدول التي تملك أسلحة نووية للتخلي عن ترساناتها النووية. وهذه هي المرة الخامسة التي يجتمع فيها مجلس الأمن على مستوى رؤساء الدول منذ إنشائه عام 1946 والمرة الأولى التي يرأس فيها رئيس أميركي اجتماعا للمجلس المكون من 15 دولة. وكان رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ودعما لقرار التخلي عن الأسلحة النووية قد أعلن أن بريطانيا ستتخلص من إحدى غواصاتها النووية. جاء ذلك وسط جدل حول إيران التي استغل رئيسها محمود أحمدي نجاد كلمته مساء أول من أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لمهاجمة السياسة الأميركية في المنطقة وإسرائيل في خطاب شهد انسحاب كثير من ممثلي الدول من القاعةوقدم أحمدي نجاد في مقابلة مع «واشنطن بوست» مبادرتين نوويتين ستطرحان في مباحثات دول «5+1» (الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إضافة إلى ألمانيا). وأصدر وزراء خارجية الدول الست مساء أول من أمس بيانا مشتركا يطالب إيران بإعداد ردود جدية حول برنامجها النووي في اجتماع جنيف الذي سيعقد أول أكتوبر (تشرين الأول). وأمل الرئيس الإيراني في المقابلة في أن يسعى الرئيس الأميركي باراك أوباما نحو تغيير حقيقي قائلا: «على استعداد، من ناحيتنا، للمساعدة في تحقيق هذه التغييرات. خلال اجتماع جنيف، لدينا استعداد لمناقشة بعض القضايا، بما فيها استعدادنا لشراء يورانيوم مخصب بدرجة 20% لسد احتياجاتنا الداخلية». وأكد استعداد بلاده لشراء هذا اليورانيوم من الولايات المتحدة للصناعات الدوائية الإيرانية. كما طرح استعداد بلاده للسماح لخبرائها النوويين بالجلوس مع خبراء من الجانب الآخر والدخول معهم في مناقشات حول «مجالات التعاون النووي لشراء المواد التي نحتاجها، وذلك من أجل المشاركة في تعاون نووي ومناقشة احتياجاتنا لشراء هذه المواد». معربا عن اعتقاده بأن هذا مقترح ممتاز يمنح فرصة جيدة للبداية. وقال مارك كورنبلاو المتحدث باسم البعثة الأميركية إلى الأمم المتحدة في بيان: «من المخيب للأمل أن يختار أحمدي نجاد مرة جديدة اعتماد خطاب حاقد وهجومي»، فيما قال أحد أعضاء الوفد الأميركي لـ«الشرق الأوسط»: «لم نشهد شيئا كهذا من قبل. لم يتحدث رئيس أمام الجمعية العامة والقاعة شبه خاوية كما حدث مع الرئيس الإيراني». ووجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تحذيرا لإيران من منبر الأمم المتحدة معلنا: «أود القول للقادة الإيرانيين إنهم برهانهم على تقاعس المجتمع الدولي لمواصلة برنامجهم النووي العسكري، إنما يرتكبون خطأ فادحا». بينما قال رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون بدوره: «إننا مستعدون لدرس عقوبات جديدة».

وفي وقت لاحق أمس أعلنت إيران أن المزاعم التي أطلقت في الأمم المتحدة، خاصة من قبل فرنسا وبريطانيا، حول برنامجها النووي «خاطئة تماما»، وذلك في بيان وزعته البعثة الدبلوماسية الإيرانية في المنظمة الدولية. وقال البيان إن «المزاعم التي أطلقها الرئيس الفرنسي هي محاولة سخيفة لإخفاء الأداء المتدني لفرنسا».