«غاندي» في جامعة الدول العربية

بعد 61 عاما من رحيله

TT

بعد 61 عاما من رحيله، احتفلت جامعة الدول العربية، بالتعاون مع سفارة الهند بالقاهرة، أول من أمس، بالمهاتما غاندي، في إطار اليوم العالمي الثالث لـ«اللاعنف»، تمثلت الاحتفالية في معرض وندوة لإحياء ذكرى الزعيم الهندي من خلال معرض ضم صور غاندي، الذي لا تزال ذكراه حية حتى الآن. وفي ندوة أقيمت بمقر الجامعة دعا أمينها العام، عمرو موسى، إلى تذكر تعاليم الراحل غاندي عبر مسيرته الممتدة من مولده عام 1869 وحتى استشهاده عام 1948، وأن.. «نمضي قدما نحو العمل بموجب تلك التعاليم، آخذين في حسابنا أن العنف ليس محصلة تلقائية للطبيعة البشرية كما يحلو للبعض أن يردد تحت قناع صراع الحضارات تارة ونهاية التاريخ تارة أخرى، وإنما العنف محصلة للظلم وحصار القهر وصنيعة الاستغلال».

واقترح موسى في ختام كلمته تكوين محفل ثقافي في إطار الحوار بين الهند والجامعة العربية لدراسة تعاليم المهاتما غاندي في ضوء التطورات الدولية الراهنة وأن يصل بينها وبين روافد الفكر العربي المعاصر على نحو متعمق ومنظم بحيث يضع صيغا عملية ذات فائدة مباشرة للنهوض بثقافة السلام ونشرها داخل هذه المنطقة وخارجها.

ومن جهته، أكد سفير الهند بالقاهرة على أهمية تلك الحلقة النقاشية، حيث تأتي في إطار الاحتفال باليوم العالمي الثالث لـ«اللاعنف»، مشيرا إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة قامت في 15 يونيو (حزيران) 2007 بتبني قرار يقضي باعتبار يوم ميلاد المهاتما غاندي الموافق 2 أكتوبر (تشرين الأول) اليوم العالمي لـ«اللاعنف» من أجل نشر هذه الرسالة، من خلال وسائل التعليم والتوعية العامة للتعريف بقيمة هذه الرسالة في جميع أنحاء العالم.

واستعرض السفير الهندي مسيرة كفاح غاندي قائلا إنه قاد تسع حملات كفاح ضد العنصرية والاستعمار والنظام الطبقي الاجتماعي في الهند ومن أجل دعم المشاركة الديمقراطية للجماهير وضد الاستغلال الاقتصادي وتردي أوضاع المرأة وادعاء أفضلية دين أو جنس على آخر، ودعم الأفكار السليمة من أجل تحقيق التحول الاجتماعي والسياسي. ومن جهته، قال وزير الخارجية المصري السابق أحمد ماهر: «إن فكر غاندي سيظل إلهاما لكل من يكافح من أجل الحق في عالم يموج بتيارات سلبية كثيرة». وأضاف رئيس مجلس إدارة مؤسسة «الأهرام» الدكتور عبد المنعم سعيد: «إننا نحتاج إلى مثل فكر الزعيم غاندي اليوم أكثر من أي وقت مضى لأنه طرح مجموعة من الأفكار في مواجهة الصراعات التي نراها اليوم بشكل أكثر ضراوة، حيث ركزت فلسفته على ضرورة اكتمال الإنسان أخلاقيا في مواجهة الظلم والطغيان».